المقالات

متى تستعيد الصحة صحتها ؟!


إنتصار الماهود ||

 

على مدى السنوات عانى الواقع الصحي بالعراق من الاهمال والتهميش خاصة في الفترة الممتدة من ١٩٩١ الى ٢٠٠٣ بسبب الحصار الدولي الذي فرض على العراق والحروب التي خاضها النظام البائد مما انعكس سلبا على المجتمع المحلي وكان سببا في قلة المراكز الصحية الأولية وقلة الأدوية والكوادر الطبية ، وهذا لايتناسب  طرديا  مع الزيادة الحاصلة في عدد السكان حيث كان المواطن العراقي وخاصة الجنوبي لا يحصل على حقه من الرعاية الصحية الا بعد ان يقطع مسافات طويله سيرا على الاقدام والانتظار لساعات طويلة لانه ببساطه لايوجد الا طبيب او طبيبين لكل منطقة ! ومن الممكن ان نجد قرى بدون اي مركز صحي مما يضطرهم الى الذهاب الى قرى اخرى

ومازاد الازمة الصحية في البلاد انهيار البنى التحتية  للمرافق الصحية والصرف الصحي وتعقيم المياه في عام 2003م، بعد الغزو الامريكي مما إدى الى انتشار  وباء الكوليرا، والدوسنتاريا، وحمى التيفوئيد.، واستمر سوء التغذية، وأمراض الطفولة (كالربو، والأيدز، وفقر الدم وغيرها) وتأخر اللقاحات والشحة المفرطة في توفير المستلزمات الطبية

كما ان النظام السياسي الجديد لم يحسن من واقع النظام الصحي في العراق شيئًا ، و أن "الفساد في قطاع الرعاية الصحية قد وصل إلى حد انتشار الرشوة والمحسوبية والسرقة بشكل كبير لدرجة أن صحة المرضى أصبحت في  تدهور مستمر".  فانتشرت سرقة الأدوية والمعدات الطبية وكثرت حالات الاحتيال، حيث انخفض عدد الأسرة في المستشفيات للفرد بشكل فعلي بين عامي 1980 و 2017 ، من 1.9 سرير لكل 1000 عراقي إلى 1.3 سرير لكل 1000 فقط.

لعب الفساد دورًا رئيسيًا في هذا الانهيار المستمر للبنية التحتية، فالعراق هو من الدول الاكثر فساد بحسب منظمة "الشفافية الدولية"

وأثّر ذلك بشكل طبيعي في النظام الصحي، فبغض النظر عن نسبة الناتج المحلي الإجمالي المخصصة لقطاع الصحة، جعل الفساد المستشري من قبل بعض الجهات الخارجة عن القانون أي استثمار في القطاع الصحي غير مجدٍ كما ان المنافسة الشرسة بين السياسيين العراقيين للفوز بوزارة الصحة بهدف اختلاس الاموال من العقود الصحية جعلت من الواقع الصحي العراقي في الحضيض

سؤالنا هنا متى تستعيد الصحة صحتها ؟

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك