المقالات

ما بين فتح مكة وقيام الدولة الاسلامية،هل انتهت الجاهلية ؟


غيث العبيدي ||

 

من خلال دراسة الصراع بين الأمويين والحركات الشيعية المعارضة لنظامهم السياسي والاجتماعي

والاقتصادي، نجد بما لا يقبل الشك أن القبلية، والمواريث ،والجغرافية، والملك، والثروة، هي التي حالت بين الامام علي عليه السلام والخلافة التي أوصى الله جل في علاه والنبي محمد (ص) بها إليه.

بعد فتح مكة نشأ مفهمومين،

المفهوم الاول..

دولة الإسلام الفتية .

المفهوم الثاني..

ال البيت عليهم السلام .

ومن المهمات التي لايمكن إهمالها السؤال التالي،

هل انتهت الجاهلية بقيام الدولة الاسلامية؟

فإذا كان الجواب انتهت،

إذا لماذا كانت أهم ادوار الأمويين تصفية( المعارضة الشيعية) ال البيت عليهم السلام جسديا مع علمهم بأنهم يمثلون الامتداد الطبيعي لنسب رسول الله من جهة،

ولرسالتة السماوية من جهة أخرى ؟

واصرارهم على لعن الامام علي (ع)، ولم يلعنوا لا الخوارج والمرتدين ولا اي حزب معارض اخر.

واذا لم تنتهي،

كيف اندسوا بين صفوف المسلمين ؟

وقبل الإجابة، أشرنا اعلاه على أن الجهة المعارضة للأمويين بشقيهم السفياني والمرواني هم ال البيت عليهم السلام والتي يتمثل فيهم النبي محمد (ص) قائدا لحركة المعارضة،

والإمام علي(ع) نائبا له.

الى أن اتم الله جل في علاه الدين الإسلامي على أتم وأكمل وجة.

وفي أثناء ذلك تزعم الأمويين معارضة قيام الاسلام، وكانوا من أشد الناس عداوة للنبي محمد (ص)

ومن الكارهين والحاقدين والمبغضين للامام علي(ع) لقتلة مشايخهم في بدر وحنين، إلى قيام دولتهم المزعومة.

ومن الملاحظ في سياق حديثنا اعلاه،

وبين فرض الواقع الاسلامي والواقع القريشي

تبادل ال البيت (ع) والامويين ادوار المعارضة،

والى يومنا هذا.

وحول الإجابة عن السؤال اعلاه..

النظام المكي، الاموي ،القريشي والجاهلي وحتى بعد انهزامه يوم الفتح المبين

لم يجتث نهائيا بل حافظ على وجوده واعتباره واندس ببراعة بين صفوف الجماهير التى دخلت الاسلام زمرا وافواج، كارهين لا طائعين،

علما ان الدولة الإسلامية في عهدها الجديد دولة فتية وناشئة،

وتحتاج كوادر إدارية وفنية وقيادية،

وتم لها ذلك إلى أن أصبحت دولة إسلامية مترامية الاطراف.

بعد استشهاد النبي محمد (ص) وانشغال الامام على (ع) بتلك الفاجعة التي قصمت ظهر الدولة الإسلامية وجد الأمويين أنفسهم أمام فرصة لا تعوض، تحديدا بعد أن استغلوا تواجدهم في إدارة الدولة لجني الأموال والثروات والنفوذ فأصبح بمقدورهم شراء ذمم المسلمين وضمائرهم بالاخص اولئك الذين لم يكن إيمانهم بالإسلام ايمان واضح ، فانقضوا على السلطة واغتصبوها، وليتلقفوها لاحقا تلقف الكرة،

ليفرضوا واقعا قريشيا بدل الواقع الاسلامي المعمول به في حياة النبي محمد (ص) فأوجدوا مؤسسة الخلافة التي حولت الدولة الإسلامية من مملكة بشرية إلى مملكة حيوانية تحمى بالمخالب والانياب. لتصبح الحياة بعهدهم وجها آخر للموت.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك