المقالات

الحضارة الغربية تميط لثامها..!


محمد علي السلطاني ||

 

يعج العالم الغربي بالعناوين البراقة التي تدعو الى الحرية والعدل والمساواة وحماية حقوق الانسان ورعاية الطفولة وحرية التعبير عن الرأي وكل ماله صلة بتأصيل المعايير والقيم الانسانية النبيلة  ، بل ان فيض الاهتمام والرعاية   تجاوز حدود البشر  كما هو معلن ،  لتطال قوانيين  الانظمة الغربية  حماية البيئة والمناخ  والحيوان  ...

ونطلاقأ من هذه الاديولوجيا وتحت ذريعة نشر  وحماية وترسيخ هذه المفاهيم  دوليأ  ،  تغلغل الغرب تحت غطاء منظمات المجتمع المدني  بعناوينها الخداعة و البراقة لتمتد اذرع الاخطبوط الغربي مطوقة اعناق  الدول و ماسخة لقيم وعادات البشر  ، مسوقة قيمها  ومفاهيمها بالترغيب تارة والترهيب تارةاخرى  ، متعكزة على حزم القوانين التي تشرعنها الأمم المتحدة  ،  وكأن الدنيا خاوية لا ارث حضاري فيها ولا منظومات قانونية  واخلاقية حمت البشرية و ضبطت ايقاعها عبر الدهور .

 فهذه مسلة حمورابي التي شرعت اول قوانين الدنيا  ،  وتلك حضارات بابل  واشور  وسومر  واكد  ،  وذلك تاريخ مصر و حضارتها  التي  حيرت الالباب   عن  فك  طلاسمها ،  وتلك حكمة  الهند  وحضارة بلاد فارس  وذلك الصين بنظمه  العظيمة ،  وهذه تعاليم  انبياء الله  وكتبه ،  وهذا القرآن  واعجازه،  وهذا نهج علي وبلاغته  ،  و... و...  والقائمة تطول  عن ذكر ما لدى الشرق خصوصأ والبشرية عموما من نظم و علوم ومعارف  لاتعد ولاتحصى  .

 ذلك كله تغافل عنه الغرب  ...

ليقدم للعالم على طبق من دم قيمأ ومفاهيم باطلة ومشوهه، مفاهيم حيوانية شيطانية لا يمكن ان تقبلها فطرة الانسان السليمة بغض النظر عن نظرة الاديان وتحريمه لها ،  نعم الاديان بأجمعها أتت لأجل الرقي بالبشر،  ورفعه عن مستنقع الرذيله والتسافل والانحطاط،  ليعيش على فطرة الله ، وليسمو في عالم الصفاء والنقاء والعفة والشرف  .

إلا ان الحضارة الغربية عبثت ايما عبث بفطرة  الانسان  ، لتسوق مفاهيم تكون الغريزة والشهوة اساسأ ومنطلقا لها، مفاهيمأ همها الاول تفكيك العائلة ،  وتحطيم الاسرة  ، وتخريب البيوت  ،  فتخطف الطفل من احضان امه  بذريعة  حمايته  منها  ..!!  لتقول بعد ذلك ان الذكر ليس ذكر والانثى ليست انثى انما هناك مسخ  جندري  يجمع بين الحالتين علينا ان نتقبله او نكون مثله  ...!؟ وان الوليد لا يؤشر عليه ذكر او انتى انما يحدد الطفل جنسه الذي يريد كيفما يريد ..!  فأي هراء وجنون وصل له الغرب  .

ان البشرية تقف اليوم اجمع  ،  امام اخطر غزو ثقافي غربي شاذ، غزو يهدد وجود الانسانية وديمومة بقائها ،  غزو له عواقب اجتماعية واخلاقية وسياية وصحية وخيمة لا يمكن استيعابها ،  لذا اصبح لزامأ اليوم على الدول وعلى المؤسسات الاجتماعية والدينية والثقافية ان توحد جهودها عالميا وتشكل جبهات توعوية لا تحدها حدود،  تدافع من خلالها عن الانسان،  وتحمي العائلة، وتصون المجتمع من مايخطط الغرب له من دمار وتخريب فطري شامل  ،  وان هذه المنازلة لا محالة سيكون النصر فيها حليف فطرة الناس ،  وحليف القيم الإنسانية  النبيلة التي توارثتها البشرية جيلا بعد جيل  ، وان هوية الانسان لا يمكن ان تمسخها ثقافة غربية شاذة تدعو الانحراف واللوطية .

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك