المقالات

عصافير المجاعة (عبرة من الماضي القريب)


صباح زنكنة ||

 

 بتأمل سريع في تداعيات عبث الانسان بالبيئة والطبيعة، ستجد في قبالها ان هناك انقلابا مباغتا من الطبيعة على البشر كانحسار المياه وارتفاع درجات الحرارة وحلول الجفاف وموت الاشجار ونفوق الحيوانات والتطرف المناخي والزلازل والكوارث البيئية الطبيعية الاخرى.

فما ان يعبث الانسان بشيء في الطبيعة يراه تافها لا قيمة له الا وقد  عكس تفاهة ذاته وافتقاره للمعرفة والتفكير العميق وتقدير الامور بعين الحكمة والتدبر .

وما فعله الرئيس الصيني الاسبق بالصين عندما تّدخل بطريقة عبثية غير مدروسة بالمسارات الطبيعة خير دليل على انحسار تفكير الانسان في افق ضيقة.

فعندما قرر الزعيم الصيني (ماو تسي تسونغ) عام 1958 إعلان الحرب على العصافير والجرذان والذباب والبعوض في صورة حملة للنظافة العامة والتي سميت ب"حملة الآفات الأربع"، وعرفت هذه الحملة كافشل حملة بشرية في التعامل مع الطبيعة، اذ نجم عن هذا الفعل العبثي حدوث مجاعة كبيرة في الصين امتدت بين الاعوام (1958 إلى 1962) واودت بحياة نحو ١٥ مليون مواطن .

القبيح في الامر ان العلماء التابعين للسلطة الصينية والسائرون وفق ما تشتهيه السلطة برّروا ضرورة الحملة على اساس تقديرات واهية، عندما قدروا  أن عصفورا واحدا يتناول ما يقارب 4 كيلو غرام من الحبوب سنويًا، فيصبح بديهيا العمل على قتله، لانه  كلما مات عصفور واحد توفر للصينيين 4 كيلو جرامات من الحبوب كل عام، وإذا قتلوا 250 عصفور فهذا 1000 كيلوجرام إضافي من الحبوب كل عام، الا انهم بعد ذلك وقعوا في فخ الخراب!!.

حتى ان  السياسي الصيني (ليو شاوتشي) تحدث رسميًا بالقول: صحيح أن الكوارث الطبيعية اسهمت في حدوث المجاعة بنسبة 30%، الا ان السياسات التي صنعها الإنسان اسهمت بحوالي 70% من الكارثة!!

حتى ان التقديرات غير الرسمية لم تتمكن من احصاء عدد القتلى، الا ان باحثين آخرين حصروا عدد ضحايا المجاعة بشكل عام ما بين 20 و43 مليون شخصًا.

العبرة انه كلما امتدت يد الانسان للعبث بالطبيعة والعبث بالتنوع الاحيائي فإن الطبيعة ستنتقم منه لا محال، ضمن ارادة سماوية مرتبطة بمفهوم إعادة التوازن الطبيعي، وان اي عبث يحصل في الطبيعة سينعكس سلبا على الانسان.

وكما يقول الله تعالى في القران الكريم (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس).

خارج الصندوق :

يا ترى اذا كان حرمان العصافير مما قدره الله لها من اقوات، وقتلها اودت الى هذه الكارثة والمجاعة البشرية، فماذا سيحل  ببلاد يموت او يقتل فيها ابرياء بسبب الفقر والعوز او القهر والحرمان؟

فما شكل الانتقام وما نوع التوازن الطبيعي الذي سيحل عليها كغضب سماوي انتقاما من المنتفعين ظلما وجورا ؟.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك