المقالات

فضيحة "الجنَنْدَر" أو النوع الاجتماعي


علي الخالدي ||

 

  التهب الصيف العراقي بارتفاع درجات التعاطي مع مصطلح "الجنَنْدَر " وهو تسمية يونانية للتحرر الجنسي، او ما يسمى بالنوع الاجتماعي، وازدادت سخونة الأجواء مع الرفض والقبول.

   حيث أن اغلب العامة من المجتمع العربي والعراقي، لا تعرف معناه ولا تبالي لخطورته، ولا تسأل عن مغزى اطلاقه في الوقت الحالي! وما هي منافعه للعدو، ومضاره على الصديق، وهل هو حدث عادي كسابقاته من دعوات الانحلال الأخلاقي، وهذه اللامبالاة من كوارث الحواضر الإسلامية، التي بدأت تتفكك بعض أطرافها، متنازلة عن مبادئ الدين، ومطبعة او تطبعت على التدهور الأخلاقي، واي جديد لديها يعتبر تطور في دورة حياة الرذيلة.

   إن مصطلح "الجنَنْدَر " هو يوازي مصطلح "جنس" الذي يصنف تحته فسيولوجية الانسان ذكر او انثنى, والجندر تقع تحته تصنيفات الجنس العاطفي, والذي يقسم الانسان حسب دوره في المجتمع, حسب حاجة البيئة له, لذلك سمي ب"الدور الاجتماعي" او "النوع الاجتماعي, وباختصار هو غطاء وستار جديد للرذيلة المتمثلة باللوطية او المثلية لا فرق، فالعنوان جاء بهذا الاسم لتخفيف شدة قباحته وقرف عمله، والابواب والتصنيفات المقززة التي تقع تحت برنامجه، حيث يدعي النوع الاجتماعي ان الانسان لديه الحرية بممارسة الجنس والتزاوج حسب رغبته العاطفية، بعيدا عن القيود الدينية والاجتماعية، وله الاختيار في ان يحدد جنسه متى يشاء، كأن يكون يوم انثى ويوم ذكر، او الاثنان معاً في نفس الوقت، ويمكن الرجل ان يكون أما او الأم ابا، او ان يتمظهر بصورة حيوان هو يميل له، حسب "العاطفة" وليس كما هي ايديولوجيته البدنية، التي فطره الله عليها.

    الغرب يدعي إنه يبحث عن السلامة للإنسان، والوضع الذي هو يريحه، وكما هو يحب، لذلك أسقط عنه قيود الجنس والمال والأخلاق، تحت اغلفة الحرية والإنسانية وتمكين المرأة وحقوق الإنسان والطفل والحيوان والبيئة، وغيرها كثير من العناوين الخداعة، والتي بريقها يلطم العيون، وقد شدت أنظمة المجتمع المدني احزمتها لتطبيع هذا المصطلح في المجتمع، وبدت ورشها تعمل ليل ونهار على نشر هذه الثقافة، بأوامر غربية, وتحت خطب تسيل بحلاوة السكر وعذوبة العسل.

    نفهم مما تقدم ان التركيبة البشرية التي اختارها الغرب، أصبحت على الرغبة وهوى النفس، التي تقودها القوى الشيطانية، وليس حسب العقلانية التي رسمتها إرادة السماء، وهنا يتضح ان  دول الاستكبار تريد تركيب الإنسان على العاطفية، كما هو يشتهي وجعلها هي الحاكمية في الأرض، وهنا السؤال لماذا يفعل الغرب هذا؟ وهل حقاً يبحث عن رفاهية الشعوب؟

   أولاً : نحن تعلمنا أن الدول العظمى تبحث عن مصالحها المالية، والسيطرة على الثروات، ولا يهمها حتى سكان اوطانها، ودليل ذلك استعبادهم للنساء في ابسط الحقوق، وهو تقليل رواتب الموظفات النساء بفارق كبير عن الموظفين الرجال، وكذلك كثرة الحروب التي احرقوا بها ملايين البشر بلا ذنب, إذن فموضوع " الجنَنْدَر" أو النوع الاجتماعي وراءه منفعة مادية للغرب، عن طريق مصادر وواردات الإباحية الجديدة، والشركات التي تدفع للترويج لهذا المنتج اللاأخلاقي.

ثانياً : ان النوع الاجتماعي هدفه تفكيك الأسرة، من خلال عدم إلزام افرادها بالأب او الأم، ولا حتى الابوان ملزمان ببعضهما، او بأولادها، وهذا يعني تمرد الأسرة كل واحد منها على الآخر، وهذه دعوى للتمرد، وبالتالي تمرد المجتمع على ثوابته ومعتقداته الدينية والأخلاقية، وهذا ما يريدون الوصول إليه، وخاصة في المجتمعات الاسلامية التي ما زالت محافظة, وخاصة صاحبة التمسك العشائري والقبلي، وذات الارتباطات القيادية الإلهية (المرجعية الدينية الحقة )حيث تعتبر الاسرة هي اخر قلاع وحصون المجتمع المحافظ.

ثالثا: استخدام مصطلحات رقيقة ولطيفة في دوائر الدولة ومدارس ورياض الاطفال, بعيدا عن اصل غاية العنوان, وصولا الى تطبيع الشذوذ مع مختلف شرائح المجتمع المستهدفة.

   إن المجتمع الإسلامي بحاجة إلى تبيين اكذوبة "الجُندُر " وفضح العاملين والمروجين له، فحرب الغرب اليوم فكرية، قد تعددت حرابها وسهام رماتها.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك