المقالات

لبيك داعي الله..


حليمة الساعدي ||

 

جائنا محرم وتجددت اجزاننا وخبت فينا النفس الامارة بالسوء ونشطت بداخلنا النفس اللوامة.

انه الحسين جاء ليطهرنا من ادران الدنيا ويرتقي بنا الى عليين حيث الصفاء والقرب من الله. يغسل قلوبنا بدموع الشجن وعَبَرَات الحزن ويغرس فينا العِبرَة من ثورته الازلية التي تموت الدنيا وتفنى وتبقى معاني الثورة الحسينية خالدة بخلود الوجود.

لم يكن الحسين عليه السلام حدثا عابرا في التاريخ وليس لثورته شبيه في الوجود البشري منذ الخليقة وليومنا هذا، لم يذكر التاريخ ان قائدا هو امام معصوم عريق النسب سليل الانبياء جده نبي وابيه وصي وحجة وامه حجة  واخوه حجة وابنائه حجج قتل بهذه البشاعة والوضاعة على يد همج رعاع يدّعون الاسلام وليس فيهم من مسلم ويدّعون العروبة وليس بينهم من يتخلق باخلاقها ويدّعون الانسانية وهم مسخوخ خنازير وذئاب وشياطين بشرية.

رَكبُّ الحسين توجه للعراق وقد وطنوا انفسم للمنايا والموت والسبي لكنهم مضوا  بخطى واثقة بقضاء الله وقدره.( شاء الله ان يراني قتيلا ويراكم سبايا)

روى أبو جعفر الطبري، عن الواقدي وزرارة بن صالح قالا: لقينا الحسين بن علي عليهما السلام قبل خروجه إلى العراق بثلاثة أيام فأخبرناه بهوى الناس بالكوفة، وأن قلوبهم معه، وسيوفهم عليه، فأومأ بيده نحو السماء ففتحت أبواب السماء ونزلت الملائكة عددا لا يحصيهم إلا الله تعالى، فقال عليه السلام:

لولا تقارب الأشياء، وحبوط الأجر لقاتلتهم بهؤلاء، ولكن أعلم يقينا أن هناك قتلي.

بهذا الايمان وهذا اليقين وهذا الثبات سار نحو حتفه، شهادة في سبيل الله قدّم فيها كل ماخوله به ربه ولم يشفق على شيء في سبيل الله.

كان الحسين يقدم اقماراً منيرة ومعصومة وائمة تتمرغ اجنحة الملائكة بتراب اقدامهم طلبا للبركة وسعيا لرضا الله. وما اعظم حزن الحسين وهو يحملهم مجزرين ومقطعين كالاضاحي الى فسطاط الشهداء وكلهم اعزه فهذا ولده شبيه النبي وذاك طفله الرضيع وهذا القاسم بن الحسن وبجانبه اخوه،

حيث اجمعت الروايا المتواترة ان

(أجمعت الروايات على أن عدد القتلى من آل ابي طالب معركة كربلاء ما عدا الحسين، يتراوح بين 17 شخصا على الأقل و27 شخصا على الأكثر، وهم من أولاد وأحفاد علي بن ابي طالب وعقيل بن جعفر بن ابي طالب وجعفر بن ابي طالب فهناك بعض الأسماء المختلف فيها.

تشمل زيارة الناحية على أسماء سبعة عشر رجلا من القتلى من بني هاشم وهي موافقة لرواية الشيخ المفيد. ومن المشهور أن مقتلهم كان بعد مقتل الأنصار) منقول..

ثم ان الحسين عندما هاجر للعراق هاجر معه اناس كثير كلهم انصار وبايعوه على ذهاب الانفس من اجل الدين والعترة الطاهرة وبعد وصلوا مشارف كربلاء وتم احتجازهم جميعا وجن عليهم الليل قال لهم الحسين عليه السلام وكما ورد عن الامام زين العابدين عليه السلام (أمّا بعد فإنّي لا أعلمُ أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبرَّ ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكُم الله عنّي جميعاً خيراً ، ألا وإنّي أظنُ يَومنا من هؤلاءِ الأعداء غداً إلّا وإنّي قد أذنتُ لكم ، فانطلقوا جميعاً في حلٍ ليس عليكم حَرجٌ منّي ولا ذمام ، هذا الّليلُ قد غشيكم فاتّخذوه جَمَلا.

وليأخُذ كلُ رجلٍ منكم بيد رجل من أهل بيتي ، وتفرّقوا في سَوادِكم ومدائنكم حتّى يُفرجَ الله ، فإنَّ القومَ إنما يطلبونني ولو قد أصابوني لَهَوا عن طلب غيري)

لكن الذي ذهب عن الحسين اكثر بكثير ممن بقي معه فما بقي غير ٧٠ من اصحابه بقيادة شيخ الانصار حبيب بن مظاهر الاسدي رضي الله عنه وقد ابلو بلاء حسنا ولم يقصروا فقد لبسوا القلوب على الدروع واخذوا يتسابقون على ذهاب الانفس من اجل نصرة الحسين عليه السلام. فكانو نعم الانصار وخير الاصحاب علمونا دروسا في الوفاء والاخلاص ونصرة الحق ونصرة الامام المعصوم ونحن نسير على خطاهم في نصرة امامنا الغائب الذي نفديه كل يوم بارواحنا وكل ما خولنا به الله.

وكما ان للحسين عليه السلام اصحاب افذاذ فأن له قمراً منيرا حاملا للوائه جاهد واستبسل وقدم للعالم اعظم صور الصمود والبطولة والشجاعة في ساحات الوغى، قلبه قلب اسد، ونظراته نظرات صقر، وسرعته في خطف الارواح سابقت الريح العاصف، قدماه تخطان في الارض خطاً يتعرف من خلالها انه قد مرّ من هنا العباس بن علي بن ابي طالب، ترعد قلوب صناديد العرب من ذكر اسمه الشريف، فقد ذكرت روايات كثيرة انه لايصمد امام نظرته الغاضبة اشجع الرجال.

لم يترك العباس بن علي بن ابي طالب عليه السلام اخاه الحسين وحيداً رغم تحايل معسكر الاعداء بكسب وده بداعي الرحم وقالوا له اترك الحسين فانت ابن اخت لنا ويقصدون امه ام البنين فهي من نفس قبيلة الشمر بن ذي الجوشن عليه لعائن الله وارادوا اغرائه واخوته اولاد ام البنين عليها السلام، بأعطاء الامان لهم مقابل تخليهم عن معسكر الحسين.

فما كان جواب ابا الفضل عليه السلام الا كما هي طبيعته وبصيرته النافذة، جواباً مزلزلاً مخيباً لخططهم محطماً لآمالهم

فقد رد  العباس عليه السلام على حديث الشمر قائلا: "لعنك الله ولعن أمانك تؤمننا وابن رسول الله لا أمان له وتأمرنا ان نـدخل في طاعـة اللعناء وأولاد اللعناء".تقول الرواية فرجع الشمـر مغضباً).

من هنا اخذنا ابهى صور الاخوة والرحم والدفاع وبذل النفس من اجل الاخ بشكل عام ومن اجل الامام المعصوم بوجه خاص فصار اسم العباس عنوانا للغيرة والشهامة والشرف وأعطانا اعظم صور الاخوة في الله. فقد تقطعت اوصاله وما قطع رحمه، وفقد عينه وما فقد دينه، وانسكب ماء جوده وما انسكب ماء وجهه، عليه السلام.

 ويبقى الحسين قطب الرحى تدور حول ثورته الدهور وتستقي جميع الشعوب منها الدروس والعبر في محاربة الظالمين والطغاة ودحر الافكار الهدامة ومدارس الكفر والالحاد فالحسين ضرورة حتمية أوجدها الله لكل المجتمعات والشعوب، علماً ومعلّماً ومثلاً يحتذى  به وماءً طهوراً يطهرُ انفسنا كلما زاغت وطاشت وحادت عن جادة الحق والصواب وكلما لعبت بها الدنيا وملذاتها وساقها الشيطان لمستنقع قاذوراته، ياتينا الحسين بعاشورائه ينادي هل من ناصر ينصرنا لوجه الله هل من معين يعيننا في سبيل الله تجيبه القلوب قبل الالسن لبيك داعي الله لبيك حسين الله لبيك ذبيح الله.

 

،،،،،،،

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك