المقالات

معركة النفط الاسود..!   


سعيد البدري   ||

 

يبدو ان الحكومة العراقية قررت تسريع بعض الاجراءات لتجنب سيناريوهات تعطيل سداد مشتريات الغاز الايراني والذي يشتريه العراق بسعر تفضيلي اقل مما يباع في الاسواق العالمية ويبدو ايضا وجود مخاوف مشروعة لدى المواطن العراقي الذي يجد ان حكومته مكبلة بعقوبات غربية تجاه بلد جار يحتاجه العراق لفك الحصار المفروض عليه اميركيا فيما يتعلق بملف الكهرباء ،فأميركا تحاصر ايران ماليا واقتصاديا وتقنيا وتحاصر الحكومات العراقية بملف خدمي له الاولوية كونه مرتبط بحياة المواطنين  ومعايشهم ، فاميركا ومنذ احتلالها للعراق قبل نحو عقدين من الزمان سعت وبكل قوة لفرض معادلة ظالمة تمنع عبرها العراقيين من حلحلة اهم الملفات الامنية والخدمية ولأن الجهد الامني اتى ثماره بعد هزيمة فلول داعش الارهابية ومطاردة عصابات الارهاب والتطرف الا ان ملف تحسين الكهرباء وانهاء الاعتماد على الخارج لازال قائما فحتى مع وجود المحطات لازالت الحاجة لمصادر الطاقة وللاسف فأن العراق وعبر حكوماته المتعاقبة  لازال يتعرض لضغوطات كبيرة فهناك حاجة حقيقية لبناء عدد من المصافي اضافة لوحدات عزل الغاز وهو امر تمانعه اميركا وتضغط باتجاه عدم قدوم شركات متخصصة ذات خبرة كبيرة لتحل هذه الازمات ، كما انها تمنع الحكومة العراقية من امضاء اتفاقاتها بتسديد قيم الغاز المستورد من ايران بحجة العقوبات ، اضافة لتهديد بفرض عقوبات على العراق في حال عدم التزامه واتخاذه قرارا فرديا لا يراعي وجود قائمة من العقوبات  المفروضة على ايران ..

ان قرار الحكومة باللجوء لمقايضة الغاز المستورد من ايران   بالنفط الاسود قرار حكيم وهو اسهل بكثير من عمليات نقل الاموال عبر معاملات بنكية معقدة وبالرغم من عدم ابداء البلدان المناوئة لايران اي رد فعل حول الاتفاق حتى الان الى ان لغة التخوينيين اشتدت مؤخرا لتصفه بأنه سرقة وهو رأي ساذج لا قيمة وكأن استيراد الغاز الايراني ( حلال ) وزتوريد النفط الاسود  العراقي ( حرام ) فمتى يعي امثال هولاء ان التعاملات بين البلدان لا تتم بتلك الصورة التي يصفونها فحاجة العراق للغاز مؤقتة وكذلك حاجة الايرانيين  للنفط الاسود ورغم كون العلاقات الاقتصادية مع الجارة ايران تحتاج للمزيد من المرونة واستحصال استثناءات اخرى ريثما يستعيد العراق بعضا من عافية اقتصاده ويحل مشاكله وينجز عددا من مشاريعه الستراتيجية التي تسهم بتقليل استيرادته من الطاقة ، الا انها مهمة شاقة تواجه  الحكومة العراقية و شديدة التعقيد لكونها مهمة ترتبط بشريك تجاري يعاديه الغرب ولا يرغب بأن تصل حدود العلاقات معه لاكثر من هذا الحد الذي يرعب اميركا ويضع عقوباتها المجحفة في مهب الريح  ، ما يعني ان الحكومة قد رفعت راية التحدي و تقدمت خطوة فعل للامام لتجنب البقاء بمساحة رد الفعل فقط  و هذا يعني المبادرة وعدم الاستسلام للارادة الاميركية  الشريرة  ..

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك