المقالات

السيستاني مرجع الوعي ومرجعية الرشاد ..


سعيد البدري ||

 

اثبتت المرجعية الرشيدة وعلى طول الخط انها مع خيارات الشعب وحتى مع ترجيحها لبعض الخيارات المرحلية وطرحها لعموم مقلديها ومن يسيرون خلفها ولعموم الشعب العراقي فقد ثبت وبعد مدة يسيرة  ان هذه الترجيحات مدروسة بدقة وعناية وتصب في مصلحة الامة و التجربة عبرت عن  ذلك ،لذا فكسبها هذه الثقة وهذه المحورية لم يكن عاطفيا ولا مصلحيا بل موضوعيا تدعمه مواقفها المشرفة ورجاحة وصوابية نهجها القويم ،  فهي حريصة على جميع العراقيين ومستقبلهم والامر لا يخص الجوانب السياسية فقط بل يمتد ليشمل كل التفاصيل الاجتماعية والثقافية ..

لقد  بينت المرجعية الرشيدة وعلى طول الخط ،موقفها بوضوح ودون ادنى لبس وخلط ، حاول ويحاول  بعض المأزومين غمزها و  الايحاء بأنها غير مؤهلة طاعنين بكل ما قدمت للعراق والعراقيين بغضا بها وكرها لنهجها ومخالفة لما سارت عليه وتبنته من كونها مرجعية صالحة مطاعة تسير خلف رايتها الجماهير انصارا ومقلدين ومنصفين من غير هذه العناوين ..

ان هولاء البعض المأزوم حقا والمطعون بنزاهته وشرفه لم تنقطع اقاويلهم فتارة يثيرون موضوعات تتهم المرجع الاعلى اية الله العظمى السيد السيستاني ( دام ظله ) بكونه "عميلا " لاميركا وبريطانيا  بقبوله وتغاضيه عن اصدار موقف داعم للنظام الصدامي المجرم خلال غزو جيوش اميركا  للعراق  وتوجيهه بعدم مقاومتها تارة و بعدم اهليته تارة اخرى  لأنه طاعن في السن وليست لديه القدرات الجسمانية والذهنية للنهوض باعباء المرجعية ،  وان قرارته ليست كما يجب واتهام نجله السيد محمد رضا السيستاني بالتلاعب  واصدار المواقف التي تشرعن افعال الفاسدين  مستغلا وضع والده ، كما امتدت التهم والاقاويل الملئ بالتخوين  لتتحدث عن وفاة المرجع الاعلى واستبداله خلال رحلته العلاجية الى لندن العام 2004  وما رافقها من احداث جسام كان  تعامله فيها بحكمة بالغة فضلا عن تفاصيل وتهم كثيرة سوقت بقصد وخبث ، حتى باتت جماهير المرجعية الرشيدة و اتباعها يفيقون على اخبار وتقارير تتحدث عن وفاته بشكل شبه يومي ، وهذا ان دل على شيء فيدل قطعا على فاعلية المرجعية وكثرة حاسديها و المتضررين من حكمتها واتزانها  ، وافلاس اصحاب الاغراض ممن يحاولون تمرير اجنداتهم على حساب الشعب و مصيره ،وكما جرت العادة  فهولاء اشبه بالزبد الذي يذهب جفاءا  لانهم طالما  سقطوا  بفخ سوء النية والتخبط في الموقف انتهوا الى لا شيء ، بسبب ايمان العراقيين والغالبية السكانية المنتمية للمكون الاكبر  منهم بشكل خاص بأبوة هذه المرجعية وصدقها وثباتها على الحق ودعوتها الصادقة للنهوض بالواقع نحو الافضل ..

لقد اوضحت المرجعية الرشيدة قولا وفعلا وعبر سلسلة اجراءات بدأتها منذ ان وطأت اقدام المحتلين ارض الوطن موقفها فاختيار العراقيين من كل المكونات عدم الوقوع بحبائل صراع المجرم صدام من جهة واميركا وحلفها من جهة ثانية و كان ذلك الموقف  قرارا مجمع عليه شعبيا تحول لواقع له اسبابه وحيثياته مما اغاض اولئك ودفعهم للتدليس والتشكيك بوطنية كل رافض لأن يكون حطبا لحرب لا ناقة له فيها ولا جمل ،وما تلك  الجعجعة التي تثار ويجري تداولها على السنتهم المريضة الا اثبات لخستهم و دناءة مقصدهم  و دعاتها هم  ذاتهم اتباع المجرم  صدام الفارين المهزومين ممن يكذبون على الشعب بدليل انهم لم يطلقوا رصاصة واحدة بوجه الغزاة  الاميركيين ، فلم نرى لهم فعلا في مدنهم وقراهم  واختاروا الفرار والاختباء  في جحورهم  بلا ادنى مقاومة  والتاريخ يحفظ جيدا تلك المواقف وحقيقة ما جرت فيه من احداث ..

ان  سبب عدم التعاطف ناهيك عن اسناد صدام كان منطقيا لانه وبحماقاته وسلوكه الاجرامي  اوصل العراقيين لحالة من الكراهية الشديدة  له و لنظامه بفعل سلوكياته واجرامه و حروبه ونزواته وظلمه وتعديه على الحرمات ومصادرته كل ما يرتبط بالعراقيين  ومستقبلهم ، فكان سقوطه و زواله حلما يراودهم  جميعا  لانهم يرون  عدم جدوى دخول معركة خاسرة  جمعت اطرافها  الظلمة المتجبرين وكان ذلك ارجح الاراء واكثرها حكمة فلا صدام حريص على سلامة العراق والشعب العراقي ولا اميركا مهتمة بسلامتهم عسكريين كانوا او مدنيين ، لذلك  فأن عدم الانخراط بما كان يريده نظام حكومة  القرية النزق ، لا يعد طعنا بنزاهة المرجعية كما ان انشغال الظلمة ببعضهم لا يعد سلوكا انتهازيا ولو كان  كذلك وحاسبنا التاريخ لكشفت اوراق الانتهازيين الحقيقيين باظهار  ما جرى تمريره حين انشغلت المرجعيات المجاهدة وابنائها في مقاومة الانجليز اثناء وبعد ثورة العشرين من القرن الماضي .

ان استخدم اسلوب التشكيك والطعن  بعدالة المرجعية وعدم وطنية اتباعها اسلوب رخيص ، فنحن كشعب مقهور رزح تحت سطوة  حكم  جائر  كنا ومازلنا نمقت ونبغض  نظام صدام المجرم الذي اعدم ابائنا و ابنائنا  وقتل مراجعنا ورموزنا  واستباح مدننا  وقصفت صواريخه مقدساتنا  ،كما حول الصحاري والقفار والمدن لمقابر جماعية دفنت اجساد احبتنا صغاراً وكباراً،

نساءاً و اطفالا ، شيوخا و رجالاً ولا نخفي ذلك ونعتبر يوم زواله و هزيمته عدالة ارادتها السماء فكل ساق يسقى بما سقى و هو رأي يتبناه الاعم الاغلب ممن عاصروا و عايشوه حقبته المظلمة ..

لقد كان للمقاومين الاصلاء لا (مدعي المقاومة من المجرمين وقتلة ابناء الشعب والذباحين ) صولات وجولات مع المحتلين بعد انكشاف نواياهم وهذه المقاومة التي اتخذت اشكالا عدة اسهمت وافضت لأن تخرج  قواته  العسكرية من العراق  بصفتها قوات محتلة وكان ذلك بأشارة و تصريح من المرجعية بضرورة ان تغادر القوات العسكرية البلاد لتفسح المجال امام الحكومة بترتيب اجراءات هذا الانسحاب وتشجيع ممثلي المكونات على الانخراط بالعمل السياسي لممارسة دورهم ورعاية مصالح ابناء محافظاتهم،  وقد ادركوا ذلك بعد ان حاولت دول وحكومات الضغط عليهم ومنعهم من المشاركة فكانوا شاكرين ممتنين لوطنيتها وحرصها بعد  توثقهم بصيرتها وحرصها وانكشاف خديعة من حاول المتاجرة بهم وابعادهم عن الساحة لتحويلهم من عراقيين مشاركين بصياغة القرار الوطني  الى ادوات قتل تنفذ رغبة اولئك الاوغاد المتاجرين بالدم العراقي ..

لقد كشفت المواقف طوال الفترة التي تلت سقوط نظام صدام المجرم  والتي قاربت عقدين من الزمن  ، ان مرجعية الحق والصمود طالما كانت وما زالت وفية لنهجها وحرصها على مصلحة هذا الوطن ،بعيدا عن اي مزايدات فارغة تستهدف اثارة الفوضى والانفلات كما لم تقبل ممارسة دور القيم  على قرارات  الشعب العراقي كما شجعت جميع المعنيين في ممارسة حقهم الدستوري ، وكان همها ولا يزال ان يكون لكل فرد عراقي قراره الخاص ضمن معايير مقبولة قابلة للتنفيذ ، فكان تأكيدها على حق الانتخاب قاطعا فهي من رأت ان الانتخابات ابلغ وسيلة لممارسة  هذا الحق الدستوري دون وصاية ، فلكل عراقي الحق بالمشاركة وابداء رأيه واختيار من يمثله  عبر الاليات المقررة ..

ببساطة هكذا كانت مرجعية الصمود والتحدي حريصة على جمع كلمة ابنائها و ايجاد الفاعلية الاجتماعية والسياسية بين المكونات بعدم تجاوز حقوق اي مواطن عراقي ..

فشكرا للمرجعية الرشيدة على كل مواقفها المشرفة وسنسير خلف رايتها  فخورين متيقنين أنها صمام أمان العراق وقلبه النابض بالخير  ، مستنيرين بدعوتها الدائمة أن يلتقي العراقيين تحت خيمة الانتماء للوطن وتعم بينهم قيم الاخوة والتسامح والسلام ..

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك