المقالات

الحرب الناعمة ضد المرأة المسلمة تحتاج الى مقاومة ناعمة.


 

حليمة الساعدي ||

لماذا يحاول الغرب ان يخرج المرأة من قالبها السماوي وفطرتها التي فطرها الله عليها.

بل ماهو سر التأكيد على اخراج المرأة المسلمة من لفافتها الدينية والاخلاقية والعرفية وسحبها لساحة الانحلال والتفسخ الاخلاقي بداعي الديمقراطية والتحرر.

اصبح مفهوما لدى قوى الشر وعبدة الشيطان ان المرأة هي سر نجاح او فشل اي اسرة فهي كالوتد للخيمة اذا سقط الوتد سقطت الخيمة. الكثير من العلماء والمفكرين والادباء والشعراء والمبدعين خرجوا من رحم الاسر البسيطة بطابعها التقليدي الاب بهيبته وسطوته والام برعايتها وصبرها وحنوها وعفتها والابناء يحسبون لآبآئهم الف حساب فلا مجال للخطأ لانه مجلبة للعقاب ويثير غضب الاب ويبعث الحزن للأم ويكسر قلبها الحنون.

كان الهدف من النجاح هو لأسعاد قلوب الاباء والامهات و الفتيات حريصات على العفة والشرف لانهن يعتبرنها مسؤولية كبيرة وامانة لابد من المحافظة عليها ليبقى رأس الاب والاخ والام والاعمام والاخوال مرفوعا وشامخا. وهكذا كانت المجتمعات في الريف والمدينة تعيش وتبني الاوطان بالثقة والامانة والتمسك بالدين وبالاخلاق والاعراف السماوية المتسالم عليها من قيم ومبادئ سامية . لذا فان استمرار العدوان الاجنبي على المجتمعات الاسلامية لم يؤثر على تماسك المجتمع ودائما ما كان يفشل وينهزم امام هذه المجتمعات الرصينة في جميع دول المسلمين العربية وغير العربية. لذا انتبه شياطين الانس في امريكا واؤوبا الى هذه الحقيقة وقرروا ان يصوبوا بنادقهم عليها فدخلوا في مطابخهم المشبوهة وغرفهم المظلمة وجمعوا السحرة والمردة والمشعوذين ليتدارسوا هذا الامر ويخرجوا بسلاح مؤثر يضمن لهم اكبر الانتصارات باقل التكاليف فوضعوا استراتيجيات حربية متنوعة صنفوها بالحرب الصلبة والحروب الباردة والحروب البايلوجية والحرب الفكرية والحرب الناعمة وحرب الاحتراق الذاتي والحروب بالنيابة ووصفوها بالاجيال فحرب الجيل الاول والجيل الثاني والثالث وحتى السادس واعتقد ان هذه الاجيال مستمرة بالتصاعد لان عقلية البشر في حالة تطور مستمر والذكاء الاصطناعي والتقنيات العسكرية واستراتيجيات الحروب المسلحة بالسلاح الصلب او الحروب الاقتصادية والنفسية تنوعت وارتقت الى مستويات مخيفة فلم يعد البعد الزمكاني ولا البعد الثقافي او البعد العقدي والديني عائقا امام اجندات دول الاستكبار. ونخلص من هذا الحديث ان اخطر حرب واجهها المجتمع الاسلامي وبقية المجتمعات المحافظة هي الحرب الفكرية والحرب الناعمة التي استهدفت العقل البشري والاسرة والمرأة والدين والقيم والمبادئ وتعمدت اسقاط الرمز والقائد سواء اكان رب الاسرة ام رجل الدين او استاذ الجامعة او المعلم او حتى شيخ العشيرة ٠ وركزت هذه الحرب الفكرية على المرأة لانها الاساس في انشاء اسرة ناجحة وجيل محافظ وروجت للانحلال والتفسخ الخلقي والجندرة بداعي الحرية والديمقراطية وللاسف نجد ان هذه الحرب قد حققت انتصارات هنا وهناك واوجدت لها مستنقعات دافئة للتكاثر وساعدتها على ذلك التكنلوجيا الرقمية المتطورة ووسائل التواصل الاجتماعي والمنصات المدعومة والفضائيات الرخيصة والقنوات المبتذلة ذات المحتوى الهابط وللاسف المعالجات الدفاعية من قبلنا بدأت متأخرة ورغم انها تحاول ان تكوّن جبهة ممانعة و مقاومة لهذه الحرب الناعمة كما وصفها اية الله السيد علي خامنئي دام ظله الا انها جاءت متأخرة، تماما مثلما يستفحل المرض في جسم الانسان وبعد ان يشعره بالاعياء يذهب الى الطبيب لأخذ العقارات اللازمة فيقول له الطبيب انك جئت متأخرا وعلاجك يحتاج الى الصبر والجهد وفترة العلاج ستاخذ زمنا لكي تتعافى.

اقول لا بأس ان كان نهاية المطاف المعافاة والشفاء، لابأس ان كان المجتمع سيتعافى ويقاوم المرض لكن المهم هو ان تكون المقاومة صحيحة والاساليب والادوات والتقنيات كلها صحيحة ومجدية.

اولاً علينا ان ننطلق من الاسرة للحفاظ على ديننا ومذهبنا وعوائلنا ومتابعة ابنائنا ومراقبة سلوكياتهم ومتابعتهم ومن ثم يأتي دور باقي المؤسسات في المجتمع المدرسة والاندية والجامعات ودوائر الدولة ولا ننسى دور المؤسسة الدينية التي هي المؤثر الاكبر بالمجتمع في حال اخذت دورها بشكل كامل وفعال..

لابد من الاشارة هنا الى ان اعظم الشخصيات النسوية على مر الازمنة والدهور هن امهات الانبياء وبناتهم وزوجاتهم فمريم العذراء وخديجة الكبرى وفاطمة بنت النبي صل الله عليه واله وآسية وبنات الانبياء وزوجاتهم وام البنين الطاهرة وزينب الكبرى جاء ذكرهن في كتب الله السماوية وكتب التاريخ لأنهن كن مثال المرأة الكاملة العاقلة الحكيمة المتدينة لم يخرجن عن ثوابت الدين من طاعة لله وعفة وشرف وتمسك بالعقيدة والاخلاق النبيلة السامية في حين ذمّ القرءآن نساء عملن الفواحش التي نهى عنها الرب واستقبحها المجتمع.

فمن الجدير بنا ان نتخذهن قدوة لنا ونحاول ان نقتدي بسيرتهن العطرة وليس الغانيات وعارضات الازياء والداعيات للفجور والفحش والانحلال فنحن مسلمين دستورنا القرآن ونهجنا سنة نبينا محمد وال بيته الاطهار بهم نحصن ابناءنا وبناتنا ومجتمعنا من آفات الرذيلة والانحلال

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك