المقالات

أهمية ودلالة الربط بين القرآن والعترة في واقعة الغدير


مهند حسين ||

 

واجهت الأنبياء خلال مسيرتهم الدعوية معضلتين كبيرتين حول رسالتهم:

1 –قبول رسالتهم والإيمان بها في حياتهم.

2- مشكلة بيان الشريعة والأحكام الإلهية والمحافظة على بقائها وإجرائها بعد وفاتهم.

من هنا تأتي أهمية دور أوصياء الأنبياء في بيان شرائع السماء، وصيانتها من التحريف، والمحافظة على بقائها واستمراريتها وإجرائها بعد رحيلهم.

وفي هذا تأكيدٌ واضحٌ بأن قيمة المُفسر لرسالة السماء والمُطبق لها عملياً بأمر الله تعادل قيمة الرسالة نفسها، وقيمة وجود الرسول تعادل قيمة الإسلام، وقيمة من يُفسره من بعده ويُطبقه تعادل تنزيل الإسلام وتبليغه.

وهذا هو السر من وراء ربط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين القرآن والعترة في حديث الثقلين.

فقد أراد التأكيد لأمته عبر التاريخ بأن الولاية أخت النبوة، ولا عجب أن تكون الإمامة أصلٌ من أصول الدين، التي لا يجوز التهاون فيها، لأنها امتدادٌ للنبوة، وسياجها المنيع ضد الأعاصير الأهوائية.

وأراد من تتويج الإمام علي في غدير خم التوضيح لأمته أن الولاية مرتبطةٌ بالقيم الإسلامية الأصيلة، والتمسك بها يعني التمسك الصادق بالقيم الإسلامية الأصيلة التي دعى اليها، والتنكر للولاية يعني التنكر لما دعى إليه طيلة 23 عاماً.

وأراد من واقعة الغدير حفظ رسالة السماء وديمومتها واستمراريتها، والنأي بالأمة عن مزلات القدم، ومنع الاختلاف بعد رحيله.

عن صفوان بن يحيى عن الإمام جعفر بن محمد عليه السلام: “الثامن عشر من ذي الحجة عيد الله الأكبر، ما طلعت عليه شمسٌ في يومٍ أفضل عند الله منه، وهو الذي أكمل الله فيه دينه لخلقه، وأتم نعمه، ورضي لهم الإسلام ديناً، وما بعث الله نبياً إلا أقام وصيه في مثل هذا اليوم، ونصّبه علماً لأمته”.

وما نفهمه مما سبق أن يوم الغدير ليس يوم علي بن أبي طالب فحسب، بل هو يوم الله، ويوم نبيه، ويوم الإنسانية جمعاء.

يوم الله، لأن الله أمر نبيه بتبليغ ما أُنزل إليه من جانبه، فامتثل رسول الله لأمر ربه، وبلّغ ما أُمِر بتبليغه.

ويوم رسول الله وهو الرحمة المُهداة، لأن رحمته اقتضت تأمين سعادة البشرية، وجعلِها خالدة، مادام البشر يمشي على وجه الأرض، وذلك بالتوجه الى حكومة العدل، وقلع الظلم، واستقرار العدل في العالمين بمختلف مسمياته: الفردي والجماعي والعدل في الحكم، والعدل في القضاء، وجعل المسلمين كافة تحت ظِلاله المباركة في صعيدٍ واحد، وجعل يوم الغدير رمزاً لوحدة المسلمين، ووجه أمته الى تحقيق الغاية التي بعث الله أنبيائه لأجلها، وهي قيام الناس بالقسط بصريح القرآن.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك