المقالات

معركة الوعي !!


سعيد البدري ||

 

تعرف الفلسفة الوعي بكونه جوهر الإنسان وخاصيته التي تميزه عن باقي الكائنات  الأخرى، حيث إنّه يصاحب كل أفكار الإنسان وسلوكه، وهو ما يطلق عليه اسم (الوعي التلقائي)، وهو  مرتبطٌ بمجموعة الأحاسيس والمشاعر التي تكمن في أعماق الذات وهذا ما يطلق عليه ب( الوعي السيكولوجي)، ويظهر هذا الوعي في الحياة العمليّة الذي يتجسد بسلوكياتنا وتناولنا للافكار وتكوين الاراء والتصورات حولها .

انطلاقا من هذه المعطيات فأن مظاهر الوعي وأشكاله عديدة، وقد وضعته  الدراسات النفسيّة والفلسفيّة موضع نقدٍ، حيث  اعُتبرته  تلك الدراسات كغطاءاً خارجياً لا يمثل الجهاز النفسي العميق، بل يمثل مظهر  الذات فقط ، أما اللاوعي فهو يمثل أعماق الذات الإنسانيّة ، وعليه فأننا كمجتمعات اسلامية يجب ان نتحصن بهذا الوعي وندرك خطورة ما نمر به من مراحل ونقيم ما يطرح من افكار واساليب تستهدفنا ..

ان تسخيف الانسان والاستهانة به عبر التأسيس  لمفاهيم و مسميات جديدة تحوله من كائن عاقل ملتزم الى تابع منقاد لايدلوجيا متحكمة لا احد يعرف مساراتها واهدافها يضعنا في مهب نظريات المؤامرة ، فمثلا لا احد يعرف بالدقة ماهية وكنه دعوات الشذوذ الجنسي وما يسمى حسب ما يجري التأسيس له ب ( النوع الاجتماعي ) والى اين يمكن ان تقود مثل هذه الدعوات والتأسيسات المنافية للمنظومة القيمية للبشر كوجود مرتبط بالله ،حيث اكدت آياته الكريمة في محكم كتابه العزيز على وجود نوعين لا ثالث لهما  هما ( الذكر والانثى ) كما أن تجريد البشرية من  اعتقادتها الحقة يجري العمل عليه من قبل مؤسسات مشبوهة بشكل عبثي تنتهي بالحط من كرامة الانسان وتجعله أسير شهواته ونزواته التي تخالف فطرته والغرض من وجوده في هذه الحياة الدنيا ..

ان البشرية اليوم احوج ما تكون فيه الى وعي جمعي وثورة اخلاقية تنهي حالة الفساد القيمي التي يسعى الغرب ومؤسساته وقراره السياسي والثقافي لفرضها بقوة التكنولوجيا والتأثيرات النفسية العميقة التي تحدثها فأعداء البشرية هولاء ليسوا بالسهولة التي يتصورها البعض وامكانياتهم المادية والعلمية ومعاهدهم الشيطانية التي تحاكي سلوكيات الانسان لاجل تدجينه وقيادته وتحويله لكائن شاذ منقاد تافه بلا محتوى روحي  و شيطاني النزعة ،  وهو ما ينبغي مواجهته وعدم الركون اليه عبر التحلي بالوعي التام وادراك غايات هولاء الشياطين الشريرة ، ومحاربتها بكل الوسائل المتاحة ..

ان توظيف التطور التكنولوجي وادوات التفوق الثقافي والمعرفي والفهم العميق لمتطلبات هذه المواجهة لا ينبغي ان تنحصر بالنخب الواعية فقط ،  بل  يجب ان توظف بسياق اعم يشمل الجميع ويضعهم في مواجهة مفتوحة تنتهي بتحصين المجتمع الاسلامي فالجميع مدعو لأن يعزز معرفته وثقافته ويقتحم ميدان المواجهة ويسهم بشكل حقيقي وبفاعلية كبيرة بالتصدي لهذه المشاريع بدءا من محاولات نشر الالحاد مرورا بمواجهة الآفات المغيبة للادراك من مخدرات ومشروبات محرمة وصولا لفكرة تقبل الشذوذ والتعامل معه كخطر يتهدد القيم الاسلامية والبشرية بشكل عام ..

اننا بالوعي وحده نستطيع مواجهة هذه الهجمات الشريرة وبأمتلاك ادواته والمعرفة الكاملة بهذه الادوات يمكننا هزيمة من يستهينون ويستخفون بالانسان ككائن واجب التكريم كما اراد الله وسارت مشيئته جل وعلا .. وذلك يبدأ حتما من الاسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية واماكن العبادة ناهيك عن النخب الاجتماعية والثقافية والفكرية التي ينبغي ان تنخرط في تعميم الوعي وبنائه وعدم التفريط بأجيالنا القادمة لأنها نتاج ما سنترك لها من تأسيسات صحيحة واعية ..

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك