المقالات

ولاية الفقيه جذورها و تاريخها


اياد حمزة الزاملي

هناك نقطة مشتركة بين جميع المجتمعات في العالم و هي ان تكون الحكومة التي تتولى زمام أمره ان تتميز بالاصلاح و ان اختلفوا في ارائهم و أفكارهم حول تعريف شكل و نهج تلك الحكومة

ان حاكمية الفقيه العادل العارف بالاحكام الالهية والذي يستند في احكامه على القاعدة الشرعية الذهبية (الكتاب و العترة) هو امر الهي واجب التنفيذ و غير قابل للنقاش لان هذه الحاكمية هي حاكمية الله و الانبياء و الاوصياء

الفقهاء العدول العارفين بزمانهم هم ورثة الانبياء و الاوصياء و التي اوريها بالتفصيل الشيخ النراقي في كتابه (عوائد الايام) حيث يقول (من كونه وارث الانبياء و أمين الرسل و خليفة الرسول و حسن الاسلام و مثل الانبياء و بمنزلتهم و الحاكم و القاضي و الحجة من قبلهم و انه المرجع الوحيد في جميع الحوادث)

و قد دعى الله سبحانه الى التدبر و التفكر في ايات الله

قال تعالى {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها}

يقول الامام الخميني (عليه السلام) في كتاب (آداب الصلاة) عند ذكره لاحد الحجب المانعة للاستفادة من القرآن الكريم

(اعتبار التفكر و التدبر في الايات الشريفة من التفسير بالرأي الممنوع حيث أرادوا من خلال هذا الرأي الفاسد و هذه العقيدة الباطلة منع كل أنواع الاستفادة من القرآن و جعله مهجوراً بالكلية و من المحتمل بل المظنون هو أن التفسير بالرأي يرجع إلى ايات الأحكام التي تقصر العقول عن الوصول اليها و التي تؤخذ بصرف التعبد و الانقياد)

إنما الولاية لله

يقول الله سبحانه و تعالى {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}

ان أي تصرف للخلق في مجال التكوين او التشريع هو تجاوز و اعتداء على سلطان الله سبحانه وتعالى و عد ذلك ظلماً و عدواناً على سلطانه {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}

{وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ}

{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}

يقول الشيخ الصافي الكلبايكاني في كتاب (ضرورة وجود الحكومة او ولاية الفقهاء في عصر الغيبة)

(فكما ان الله سبحانه وتعالى قد أتم الحجة على خلقه لنصب الامام يجب على الامام الذي جعله الله ولي المؤمنين ان يعين في عصر غيبته مم يكون حاكماً بينهم و لا يجوز أن يجعل مصالحهم في معرض الضياع)

يقول العلامة الحلي في الفصل السادس من كتاب (الباب الحادي عشر) (الإمامة سياسة عامة في أمور الدين و الدنيا لشخص من الأشخاص نيابة عن النبي (صلى الله عليه واله) و هي واجبة عقلاً لان اللطف فإن نعلم قطعاً ان الناس اذا كان لهم رئيس مرشد مطاع ينتصف للمظلوم من الظالم و يردع الظالم عن ظلمه كانوا الى الصلاح أقرب ومن الفساد أبعد و قد تقدم ان اللطف واجب)

يقول الامام الخميني في كتاب الاجتهاد و التقليد (فالضرورة قاضية بأن الأمة بعد غيبة الامام في تلك الأزمنة المتطاولة لم تترك سدى في أمر السياسة و القضاء الذي هو من أهم ما يحتاجون اليه خصوصاً مع تحريم الرجوع إلى سلاطين الجور و قضاتهم و تسميته رجوعاً الى الطاغوت و ام المأخوذ في الحكم سحت ولو كان الحق ثابتاً و هذا واضح بضرورة العقل و تدل عليه الروايات)

اذن ان أي حكومة لا تحكم بما انزل الله فهي حكومة كافرة و ظالمة و طاغوتية و تستند في تشريعها الى العقل البشري الناقص و المحدود و الذي تتحكم فيه الأهواء و العقد النفسية و هذه الحكومة تعتبر ظالمة و معتدية على سلطان الله في الأرض

و ليس هناك في نظر القرآن الكريم من مشرع سوى الله سبحانه وتعالى سواء كانت الجهة المشرعة فرداً او جماعة

اما الفقهاء و العلماء فإنهم بمثابة خبراء في القانون حسب القاعدة الذهبية {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}

أي ان على الفقهاء ان يأخذوا علمهم فقط من محمد و آل محمد (صلوات الله عليهم) و أي شخص من العلماء اذا اخذ علومه من غير محمد و آل محمد فإنه يعتبر ضال و مضل و كما قال مولانا امير المؤمنين الامام علي (صلوات الله عليه وسلامه) (ولا سواء من ذهب حيث ذهب الناس، ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض، وذهب من ذهب إلينا إلى عين صافية تجري بأمور لا نفاد لها ولا انقطاع)

أي يجب على الفقيه العادل ان لا يأخذ دينه عن الفخر الرازي و الشافعي و المالكي و سيد قطب و غيرهم من هؤلاء العيون القذرة و العفنة كما يفعل بعض العلماء هداهم الله الى السراط المستقيم

هناك نوعان من القوانين في الإسلام هما

اولاً/ القوانين الثابتة او ما يصطلح عليها (القوانين الدائمة) و التي لا سبيل الى تغييرها كالصلاة و الصوم و الحج إلخ.

ثانياً/ الأحكام و التشريعات المتغيرة و التي تتغير بتغير الظروف و المستجدات

ان احد الأسس المهمة للعقيدة الشيعية هو قانون(ولاية الفقيه) في عصر غيبة الامام المعصوم (صلوات الله عليه) و ان ثبوت الولاية في عالم التكوين و التشريع لله سبحانه و تعالى ثم ولاية المعصومين ابتداء من الرسول الاعظم محمد الى خاتم الأئمة و هو صاحب الأمر (صلوات الله عليهم) و من ثم الفقهاء العدول

ان اول من اسس و نظر لعقيدة ولاية الفقيه هو الشيخ المفيد في كتابه (المقنعة)

يقول الشيخ المفيد (قدس سره) (و ليس في القتل و الجرح الا بإذن سلطان الزمان المنصوب لتدبير الآنام فإما اقامة الحدود فهو الى سلطان الاسلام المنصوب من قبل الله سبحانه وتعالى و هم ائمة الهدى من آل محمد (صلوات الله عليهم) و من نصبوه لذلك من الأمراء و الحكام و قد فوضوا النظر فيه الى فقهاء شيعتهم مع الإمكان

و الآن سنورد اسماء العلماء و الفقهاء الذين اقروا و نظروا الى عقيدة ولاية الفقيه

١-الشيخ المفيد في كتاب (المقنعة)

٢-الشيخ ابو الصلاح الحلبي في كتابه (الكافي في الفقه)

٣-الشيخ الطوسي في كتابه (النهاية)

٤-العلامة الحلي في كتابه (مختلف الشيعة)

٥-الشهيد الاول في كتاب (القواعد و الفوائد)

٦-المحقق الكركي في كتاب (جامع المقاصد)

٧-الشهيد الثاني في كتاب (روض الجنان)

٨-المحقق الاردبيلي في كتاب (مجمع الفائدة و البرهان)

٩-الفيض الكاشاني في كتاب (مفاتيح الشرائع)

١٠-الشيخ كاشف الغطاء في كتاب (كشف الغطاء)

١١-السيد علي الطباطبائي في كتابه (رياض المسائل)

١٢-الشيخ النراقي في كتاب (عوائد الايام)

١٣-صاحب الجواهر في كتاب (جواهر الكلام)

١٤- الامام الخميني في كتاب (الحكومة الاسلامية)

١٥-الميرزا القمي في كتاب (جامع الشتاة)

١٦-الشيخ ابراهيم الأنصاري الزنجاني في كتابه (تعليق و شرح لكتاب اوائل المقالات للشيخ المفيد)

١٧-السيد البروجردي في كتاب (دراسات في ولاية الفقيه)

١٨-العلامة الطباطبائي في كتاب (تفسير الميزان)

١٩-الشيخ المظفر في كتاب (عقائد الامامية)

٢٠-الشيخ محمد تقي بهجت في جواب على سؤال وجه اليه في ولاية الفقيه

٢١-السيد مصطفى الخميني في كتاب (ثلاث رسائل)

٢٢-الشيخ الفياض في كتاب (أنواع الحكومة)حول ثبوت امر الولاية و الزعامة الدينية للفقيه

٢٣- الشيخ الصافي الكلبايكاني في كتاب (ضرورة وجود الحكومة)

٢٤- السيد كاظم الحائري في كتاب (الإمامة و قيادة المجتمع)

٢٥-الشيخ جواد الاملي في كتاب (ولاية الفقيه و القيادة في الاسلام)

اما العلماء و الفقهاء الذين لم يقروا و يؤمنوا بعقيدة ولاية الفقيه فإنهم قوم جهال تشربوا بالفكر الناصبي و تقوقعوا فكرياً حول قضايا ضيقة الافق و دفنوا عقولهم في مقبرة الجاهلية

انهم ضالين و مضلين و كما وصفهم الامام الكاظم (صلوات الله عليه) بقوله (لا تأخذن معالم دينك عن غير شيعتنا فإنك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم، إنهم اؤتمنوا على كتاب الله جل وعلا فحرفوه وبدلوه، فعليهم لعنة الله ولعنة رسوله وملائكته ولعنة آبائي الكرام البررة ولعنتي ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة)

قال تعالى {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} صدق الله العلي العظيم

والعاقبة للمتقين ....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك