المقالات

قبلُ وبعد ُبينهما الحشد..!


د منال فنجان ||

 

 المعادلات  ليست رهينه الفرضيات العلمية بل هي واقع الحياة الانسانية ،سواء كانت على مستوى  الذات الفردية  او على المجتمعات البشرية  كافة ،  وسواء كانت الحياة بمعناها الحقيقي للكائن الحي الطبيعي او بمعناها الافتراضي للشخص او الكائن الاعتباري  المعنوي ( غير الحقيقي ) كحياة الدول والحكومات والتجارب السياسية والاجتماعية وغيرها ، لتتاثر سلبا وايجابا طرديا وعكسيا  افقيا وعموديا بعوامل التوازن لتلك المعادلة  لتفرض واقعا محسوما  ومحتوما بنتائجه دون النظر الى الرضا وعدمه والقبول وعدمه لكل المتاثرين به ، الا من صاحب الرمز الاقوى  والمعادل الانجع الذي وازن المعادلة وغيّرَ مخرجاتها بشكل مفاجيء ولافت واحيانا صادم ، واكبر مصداق ينطبق عليه هذا الواقع هي حياة الشعوب ومصيرها في تجاربها السياسية والامنية والاجتماعية 

والتاريخ القديم والحديث والمعاصر يخبرنا باحداث شكلت انعطافات حادة وخطيرة غيرت من مسار الاحداث المتوقعة لغير المتوقعة والمفاجئة لدول  ، واحداث وتجارب تغيرت لاثارها الدولة كلها بشعبها وارضها وسلطاتها ومنهجها ومعتقداتها ومتبنياتها  وتوجهاتها وهذا ما نعنيه بحياة الشعوب

ولا ادل على هذه المقدمة النظرية بنظر البعض من اقرب مثال عشناه ونعيشه في حياة الدولة العراقية بعد سقوط الطاغية وتداخل ارادات القوى المعادية العديدة  وبمقدمتها امريكا ومسانديها وما تمخض عن ذلك من تحديات وصعوبات وتهديدات تمثلت بدماء ومجازر وتفخيخ وتفجير واغتصاب وتهجير وسبي وسرقات ونهب وسلب وتخريب بمسميات مختلفة وباجندة ومحرك ولاعب واحد  ، من جيش َمحمد والقاعدة وصولا لداعش لتكون هذه الصفحة الاسوا والاقسى والاكثر مرارة لانها حملت كل معنى الاجرام والوحشية والخسة والعمالة المكشوفة وبدعم مالي وعسكري واعلامي لدول عدة واطراف داخلية  لانهاء وجود الدولة الى اللادولة اي الى مجموعة ملفات خاضعة ومسيطر عليها من العدو ،

من هنا كانت اهمية اليقظة والوعي بحقائق الامور وكون الامر يتعلق بالوجود او العدم من قبل المرجعية السديدة ، لتعلن من حرم الوجود الابدي لكل الاحرار ومن الحقيقية الثابتة وما عداها  المتغير

، من صحن سيد المعادلة الاقوى في التاريخ البشري التي وازنت وغلبت وادامت معادلة الحق مع قلته امام الباطل مع كثرته ، لتعلن عن فتوى جهاد بصوت وصل اسماع الاحرار لتكون تلبيتهم هي الاسرع والاقوى والاكثر تاثيرا  ويتشكل على اثرها الحشد الشعبي الذي رفع العراق حين رفع الفتوى  لمستوى التطبيق والتنفيذ الفوري ببطولات وتضحيات ودماء وجراحات لا زالت مستمرة للساعة وستبقى مادام الاعداء لم يالفوا ثقافة الهزيمة من غير احرار العقيدة والوطن

فكان الحشد الشعبي  صاحب الرمز المعادل الاقوى الذي غيّرَ موازين القوى واثارها بشكل غير متوقع وصادم لكل اعداء العراق  الذين ان يكفوا ولن يدخروا جهدا في معاداته من قبل ومن بعد

نقولها جاهل  واهم وغير واعٍ  من يحاول كسر معادلة الحشد

كل عام وانتم النصر

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك