المقالات

لولا وجهك الجميل لما خدعونا ..!


عباس الاعرجي ||

 

قال رئيس وزراء السودان الراحل الأستاذ محمد أحمد المحجوب رحمه الله :

إذا حكمني مسلم فلن يدخلني الجنة وإذا حكمني ملحد فلن يخرجني من الجنة، وإذا حكمني من يؤمن لي ولأولادي العمل والحرية والكرامة وعزة النفس فسأقف له إحتراماً وإجلالاً. ويبقى دخول الجنة من عدمه رهين إيماني وأعمالي، فكفوا عن التنازع على السلطة بإسم الدين معتقدين إنها طريقكم إلى الجنة.

فليست وظيفة الحكومة إدخال الناس الجنة وإنما وظيفتها أن توفر لهم جنة في الأرض تعينهم على دخول جنة السماء. 

انتهى .

يالها من روعة ، وأروع منها صدقها ، فالحق والحق أقول : يجب علينا ومن الان أن نخفي الظواهر ، ونظهر الجواهر ، فالدين هو الله ، والله هو العدل والصدق والامانة والانصاف والتعامل ، وعدم دع اليتيم ، وحسن الخلق ، وقضاء حوائج الناس ، ووو .

هذه هي جواهر الدين ياناس ، والله لايرضى بتحريفها وتحويلها الى طقوس وحركات فارغة المحتوى .

فبالتالي أصبحت وأضحت وأمست وباتت هذه الطقوس عادة وتعويد ، يمارسها الافراد من دون شعور ولا أهتمام بنواهيها .

ولذا وجب علينا ومن باب الضرورة الملحة ، والتي لا ينبغي التغافل عنها نهائياً ، أن يقوم الدين هو بنفسه وهذه مهمته بالاساس ، بغلق كل الابواب والمناطق الرخوة ، والتي من خلالها يتم التسلل والاختراق .

أجل هذه الفجوات الرخوية ، طعنت الدين وبوضح النهار طعنات مؤلمة ومدمرة ، بل وشوهت محاسن جماله ورونقه الزاهي ، فمرةً بحجة إبن المؤسسة الدينية ، ومرةً بحجة النسب الهاشمي ، ومرةً بحجة أنه قائم بالليل وساجد بالنهار ، وهلمَّ جرى .

كلا لقد قرأنا الدين بالمقلوب للأسف الشديد وأقرأونا إياه بالمقلوب أيضاً ، فحقاً أنصفوك حينما وصفوك بشهيد التاريخ يا أيها الدين ، وأنا بدوري سأضيف لك جرعة أخرى من الانصاف ، وأسميك بتضحية التاريخ وشهيدها .

لانك المضحي الوحيد والشماعة الوحيدة التي علقت البشرية كل حيلها ومكرها في رقبتك ، فكل معاناة الناس أنت تتحمل وزرها ، ولولا وجهك الجميل وعباءتك الفضفاضة لما خدعونا أصحاب الانتماء المذهبي .

وما يتم طرحه الان هنا قد يكون ملفت للنظر بالتأكيد ، وفيه خروج قليلاً عن المألوف فعلاً ولا أنكر ذلك ، وليس هذا فحسب ، بل أتوقع أن ردود فعل البعض ، ربما ستتجاوز السرعة المسموح بها .

لكننا أملئنا خزائن القلوب مسبقاً بأرطالٍ من المعاذير ، لمثل هؤلاؤ النفر من الناس ، لاسيّما الذين لم يدققوا النظر والامعان ، بما قاله شهيد الانسانية ، أبا عبد الله الحسين ، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي  .

فإذا كان هناك من قصور أو تقصير  ، فهو منا وفينا ، لاننا لم نتحرى الدقة في البحث عن مواطن الخلل الحاصل في هذه الامة ، ولا عن الآليات وادوات هذا الاصلاح ، وبتركه أي بترك الاصلاح ستزداد الهوة وتتوسع الفجوة ، وحينذاك يستعصى ردمها .

وليعلم الجميع ، وهذه حقيقة ، لا مناص من الاقرار بواقعيتها ، رغماً على كل الانوف ، أن بعد المسافة ما بين دين الظواهر ، ودين الجواهر ، كبعد السماء عن الارض .

وعليه فقد تولدت لي قناعة تامة ، بأن الملحدين هم أخف الناس عقوبة في يوم الحساب من غيرهم ، لانهم لم يمارسوا النصب والاحتيال والخديعة باسم الدين ، فهم أعلنوا براءتهم من الدين وانتهى الامر ، وكفى الله المؤمنين القتال .

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك