المقالات

الجغرافية السياسية للعراق بين التحديات والفرص.


سعيد ياسين موسى ||

 

 2020-07-10

 

التحديات التي تواجه العراق كبيرة اقتصادية وأمنية وإجتماعية ناتجة عن عدم استقرار سياسي وغياب طريقة التفكير السياسي الرشيد ,ولظروف وتأثيرات عديدة منها خارجية وهي انتجت التحديات الداخلية ومنها داخلية استدعت التدخلات الخارجية,وهذه التحديات عبارة عن فرص كبيرة وفريدة لم تستثمر بشكل إيجابي ,منها جغرافية وأخرى أقتصادية بل حتى إقليمية ودولية ,هذه التحديات والفرص تهيئ العراق أن يكون نقطة إالتقاء وطني إنساني دولي ,بدل نقطة تقاطع متناحرة بنتائج وخيمة على جميع الفرقاء وطنيا إقليميا دوليا,من حيث الجغرافيا ونحن على مقاعد الدراسة تعلمنا على إن العراق نقطة إالتقاء شرق الأرض بغربها ,ومن حيث الإقتصاد والطاقة تتوفر في العراق ميزات كثيرة وكبيرة من حيث الطاقة والثروات المعدنية والمياه الزراعة والطاقات البشرية وغيرها.

في هذا المقال أحاول الولوج الى أمر مهم بنظري وهو كيفية تحويل التحديات إالى فرص كبيرة للحياة ,الذي أريد الوصول إاليه هو تحقيق الإستقرار الوطني وبالتالي الإقليمي والدولي.

وكمقدمة ومدخل,وكقراءة للجغرافيا السياسية وإستثمار الفرص الكبيرة غير المستثمرة,جميعا مطلعين بتفاصيل موقع العراق الجغرافي,والعراق ثالث بلد منتج للنفط ورابع إحتياطي عالمي معلن,ويعتبر من أرخص الدول في تكاليف إستخراج النفط الخام وهو ثالث دولة بعد السعودية والكويت,ولكن تحدي الموقع الجغرافي وصغر المساحة المطلة على البحر جعل العراق في محل تحكم وضغط إقليمي,كما فرص التنمية الكبيرة المتاحة وغير المستثمرة بشكل رشيد.

ماذا لو عمل الخبراء والمخططين الستراتيجيين العراقيين في مراجعة كيفية تأمين تصدير النفط وحسب أسواق العالم المستهلكة للنفط,وحسب ارقام التسويق النفطي حوالي 65% من الخام العراقي يذهب الى آسيا,20% تذهب الى اوربا و15% تذهب الى الامريكيتين .

من الجنوب المملكة العربية السعودية وصولا الى البحر الأحمر وينبع لتأمين تصدير النفط الى افريقيا وايضا وصولا الى الخليج من الشرق.

من الشمال تركيا وإحياء خط كركوك - جيهان لتأمين سوق أوربا ,مع تلبية حاجة تركيا للإستهلاك الداخلي.

من الشرق إيران وصولا الى بحر عُمان لتأمين سوق آسيا مبتعدين عن الخليج المتوتر أمنيا بشكل دائم.

ومن الغرب فرص كبيرة لإحياء خط بانياس في سوريا ,وطرابلس الغرب في لبنان وللوصول الى البحر الأبيض المتوسط كما خط العقبة الذي فرضته الظروف الأمنية مع تأمين حاجة الأردن ومصر وأفريقيا ولكنه خط غير آمن بوجهة نظري الشخصية ومكلف,ولكنه فرصة من الممكن إستثماره ضمن الإستقرار الإقليمي.

كما الفرص الكبيرة المتاحة هي إستثمار البنى التحتية في الدول التي تعبر بها هذه الخطوط من خلال فرص إستثمار تربط هذه الدول مع بعضها ولا تكون متقاطعة مع السياسات الوطنية للدول.

من أهم هذه الفرص هو مشروع إقليمي يربط دول الخليج من عُمان الى أوربا مرورا بالسعودية وباقي الدول الخليجية والعراق وسوريا وتركيا ,وذلك من خلال إحياء البادية الغربية بإنشاء خط سكة حديد وطريق سريع وإنشاء مدينة صناعية وزراعية وسياحية ومحمية بيئية تستخدم الطاقة النظيفة وتكون الأرض من العراق والبقية من الدول التي ترغب في إستثمار أموالها في هذا المشروع الكبير كما توفر فرص أستثمار وإنتاج كميات هائلة من الغاز,ولتحقيق الشراكة وفق تبادل المصالح وتحقيق الأمن الإقليمي بدون إعتبار العراق دولة عدوة أو منافسة للشرق أو للغرب بل صديق للجميع وفق المصالح الوطنية ,مما يؤدي الى الإستقرار,كما من الممكن جدا أن تكون نقطة عبور لخطوط نقل النفط والغاز الى الأسواق المستهلكة أيضا بشراكة دولية.

كما من الفرص أيضا التوجه إلى إنشاء مصافي تكرير النفط في أفريقيا آسيا وتسويق المشتقات  والمشاركة في التنمية في القارتين وبشراكة دولية وسد الحاجة المحلية.

الشراكة الدولية تحقق مصالح الجميع وتستدعي الأستقرار والنتيجة الإزدهار للجميع وتحقيق التنمية والتنمية المستدامة .

قد يقول قائل إنها تكلف أموال وتستغرق زمن ,أقول الأموال التي توظف هي من جميع الدول الأطراف التي ترغب بالشراكة ,أما الزمن فليس بالزمن الطويل ولا تستغرق سوى عشرة سنوات كحد أقصى وبطريقة الشراكة وتأسيس شركة دولية قابضة لوضع الرؤى والجدوى الإقتصادية والتنفيذ المقطعي.

نعم قد نحتاج الى اوراق عمل وبحوث وإجتماعات ولكن هذا قدر الكتابة كمقال محدد بكلمات لطرح الرؤى في الفضاء العام .

 

الله والعراق وشعب العراق من وراء القصد.

 

بغداد في 10/7/2020.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك