المقالات

الرجولة في خطر ..ّ!


ماجد الساعدي ||

 

هذه خلاصة الكتاب الذي أصدره الطبيب الفرنسي أنتوني كلير ، منوهاً إلى أن الحياة المعاصرة في الدول المتقدمة أفقدت الرجال خصائصهم الجسدية والنفسية والأخلاقية أيضا ، وأن الرجل البسيط في الغابة أو الصحراء هو أكثر رجولة من ملوك المال والصناعة والتجار والموظفين الجالسين وراء مكاتبهم.

ويرى الكثيرون أن صورة الرجل لتتشابه تماما مع صورة المرأة إلى حد ( خطير ) فبات نجوم الغرب الذين لا يحملون القيم ، هم القدوة والمثل وصناع الموضة والشهرة ويظهرون في صورهم بالأقراط في آذانهم ويعتمرون ( الباروكات ) ويعلنون وهم في كامل مكياجاتهم عن زواجهم بمثليين

كما انقلبت الصورة رأسا على عقب، فبعد أن كانت الأنثى تقلد الرجل ملبساً وحلاقة ، فقد تغير الحال وأصبح الشاب يقلد الأنثى ويزداد رقة وانكسار .

هذا هو الأمر الذي انعكس سلباً على المجتمعات من خلال ضياع دور الرجل في المجتمع وضاعت المسؤولية الأبوية في المنزل.

صحيفة ( لوفيغارو ) الفرنسية والباحثة أوليفيا غاوزالي عبروا عن أسفهم و( شفقتهم على هؤلاء الرجال الذين أجبروا على الاعتذار عن كونهم رجالا ) أما الفيلسوف الفرنسي فرانسوا أوشي فعلق قائلاً : لا يمكن أن نظل غير مبالين بالتغيير ( الأنثروبولوجي ) الذي يتم أمام أعيننا في عالم لم يعد يبرز فيه ما يدل على أي فوارق بين الجنسين .

 ظل العالم مؤخراً يركز بشكل طبيعي على تمكين المرأة على جميع المستويات ، لكن كيف يتم هذا التمكين بحيث لا تؤثر هذه ( الثورة الأنثوية ) على الجنس الآخر ؟.

طرحت الكاتبة الفرنسية لاتيتا بونار في كتابها (هل عفا الزمن على الرجال؟) ، والذي حوى تشخيصاً واقعياً يؤكد فيه تراجع ترتيب الرجال مستعينة بالعديد من الدراسات. فالمرأة استفادت كثيرا من التكنولوجيا في سد حاجتها عن الرجل بفضل التخصيب الصناعي وغيرها من الأمور في الوقت الذي لم تعد فيه القوة البدنية للرجال ذات فائدة اجتماعية.

تتهكم الكاتبة الفرنسية وتقول : (أعتقد أننا نطلب المستحيل من الرجال حيث نطلب منهم أن يكونوا أقوياء وضعفاء في نفس الوقت ، وقساة ومتفهمين وشديدين في الخارج ، ولطفاء ورومانسيين بالمنزل لذلك أصبح الكثير من الرجال يميلون إلى الفرار من الواقع تاركين مسؤولية إدارة العالم للنساء فيزداد الطلاق.

وزاد كذلك العزوف عن الزواج ، وكثر العزاب من الرجال والنساء وبأيدينا خربنا ( فطرة الله في خلقه ) بأفكار شاذة ، وقوانين مشجعة على ذلك ،  وفقد الرجل ( دوره ) ، وأصبح يتعامل بالمثل فخرج لنا أفكارا مثلية ليتزوج الرجل من رجل للحصول على ( بديل انتقامي ) من المرأة.

* قديماً كان العرب يرسلون أبناءهم إلى البادية ليتعلموا الشجاعة، والفصاحة، والفروسية، وقوة التحمل، ويؤكدون التزامهم بالأخلاق والعادات والتقاليد، وتكون أجسادهم صحية في جو نقي بعيدا عن المدن وملوثاتها وضجيجها وثقافتها.

 الآن نسأل كيف أن الكثير من الأبناء كانوا يذهبون سابقاً مع آبائهم إلى الحقول، وأماكن الكد، وتعلم حياة وتراث أهلهم وأجدادهم، ولكن بسبب القوانين الجديدة والاشتراطات الكثيرة التي تسببت في نفور الشباب، وبعدهم عن  ممارسة هوايات وأعمال أجدادهم حدث نوع من العزوف والانكفاء على الذات ليصبحوا فريسةً سهلةً للأفكار الخارجية الهدامة *

حينما تشاهد بعض الشباب في المولات والكافيهات والمطاعم والصالات وترى تسابقهم على الصالونات وعيادات التجميل فلا تسأل كيف تقلصت الرجولة وأصبحت صورة من الماضي.

أصبحت الشجاعة والمروءة والشدة في البأس للقراءة والإطلاع فقط ومجرد صور مرسومة في طيّات الكتب المدرسية أو قد تشاهدها في أفلام تاريخية.

ترى هل انقضى زمن (الخشونة والعين الحمراء ) والتي ظلت عناوين للرجولة ؟

لا تعجب فنحن أيضاً دون أن نشعر نكرس لهذه المفاهيم في ظل الحرية المطلقة وعدم الرقابة فندعم ثم نتباكى.

 

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك