المقالات

"بريكس" وبداية عالم جديد


محمد شريف أبو ميسم ||

 

بريكس BRICS هي الحروف الأولى لأسماء خمس دول ذات اقتصاديات سريعة النمو تشترك في رغبة التحرر من هيمنة الغرب على الاقتصاد العالمي، ووضع حد لهذه الهيمنة في قضايا السياسة الدولية، وهذه الدول هي (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا).

وعقد أول لقاء على مستوى زعماء هذه الدول في تموز 2008، شارك فيه زعماء أربع دول هم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان يبحث عن طريق للخلاص من الهيمنة الغربية مدفوعا برغبة اعادة الاعتبار لروسيا بوصفها الوريث الشرعي للاتحاد السوفيتي السابق الذي تعرض للتفكك بفعل دسائس الغرب، والرئيس الصيني "هو جين تاو" الذي يمثل دولة عانت وما زالت تعاني من العقوبات الاقتصادية بفعل الغطرسة الغربية، ورئيس وزراء الهند "مانموهان سينغ" الذي وصفه الكثير من الاقتصاديين بالرجل المعجزة، حيث أنقذ بلاده بعد انخفاض احتياط الهند من العملة الأجنبية إلى أقل من مليار دولار في العام 1991 بعد تسلمه وزارة المالية، ثم عاد ليستلم رئاسة الوزراء مدفوعا برغبة الانعتاق من هيمنة الغرب. والزعيم الرابع هو الرئيس البرازيلي "لويس لولا دا سيلفا" الاشتراكي العمالي المعروف باسم "الأب لولا" الذي استطاع أن يزاوج بين الدولة والقطاع الخاص برغم المديونية والهيمنة الغربية على مساحة الاستثمار في البرازيل، واستطاع أن يطبّق برنامجا ناجحا لمعالجة الفقر برغم قيود الجهات الدائنة.

هؤلاء الزعماء الأربعة، أسسوا لهذا التجمع الذي أطلق عليه في باديء الأمر "بريك" ، وفي العام 2010 م انضمت له جنوب أفريقيا، ليكون "بريكس". وجنوب أفريقيا دولة عانت كثيرا من سياسة الفصل العنصري جراء الهيمنة الغربية من خلال سيطرة الأقلية البيضاء على الحكم بفعل الملكية المطلقة على أدوات الانتاج ورأس المال، وبعد اطلاق سراح " نيلسون مانديلا" في العام 1990 ووضع دستور دائم في العام 1994 استطاعت "جنوب أفريقيا" أن تتحرر نسبيا من الهيمنة.

هذه الدول الخمسة التي تشكل مساحتها نحو ربع مساحة اليابسة، وعدد سكانها ما يقارب 42 بالمئة من سكان الأرض، تكاد أن تستقطب اليوم كل أنظار العالم بعد أن أعلنت عن نيتها مناقشة خطة اطلاق عملة موحدة بدلا عن الدولار في آب المقبل لضمان التبادلات والتداولات فيما بينها ووضع حد لاستخدام الدولار كأداة عقاب اقتصادي لكل من يخالف الغرب في توجهاته التي تقف وراءها بضعة عوائل تدير الشركات التي تحكم العالم ، وعلى اثر ذلك تقدمت نحو ثمانية عشر دولة من بينها العربية السعودية ومصر والجزائر والامارات والبحرين بطلبات رسمية للانضمام الى هذه المجموعة، بوصفها بديلا عن المنضومة الغربية، وبناء عليه ، فاذا ما استطاعت "بريكس" أن تزيح الدولار عن عرش التجارة الدولية، فانها وبموجب المعطيات ستؤسس لنهاية الهيمنة والسيادة الغربية وبداية لعالم قائم على الشراكة.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك