المقالات

طائفية ساسة العراق وعنصريتهم / الحلقة الخامسة / القسم الثاني (2) / عائلة السويدي


رياض سعد

(3)

سلفية عبد الرحمن السويدي

وكعادتهم في مد الجسور مع كل جهة او شخص يعارض تطلعات وقيم العراقيين , ويحارب ثقافة الاغلبية العراقية ؛ اقام الشيخ عبد الرحمن علاقات وطيدة مع الشيخ السلفي محمد بن عبد الوهاب – مؤسس الحركة الوهابية - وقد بعث الاخير ب رسائل اليه يدعوه الى دعوته الوهابية ويبين له مزاياها ؛ فهم كانوا ولا يزالون عملاء مزدوجين لأكثر من جهة ؛ وسنلاحظ تكرار امثال هذه التصرفات من قبل ابناء هذه العائلة وباقي عوائل ال ( جي ) , وبالرغم من كل هذه الجهود الحثيثة من قبل الاغراب – رعايا العثمانيين – والاعراب وهابية نجد في تحويل العراق الى حاضنة سلفية من خلال التبشير بهذه الحركة البريطانية الاستعمارية اللعينة والتي تعد من اكثر الحركات الدينية والسياسية التي تبغض العراقيين من اتباع ومحبي ال البيت بغضا منقطع النظير او دعوة العراقيين الى تبني طرق الصوفية العثمانية وغيرها ؛ باءت جهودهم بالفشل الذريع على الصعيد الديني , نعم استجاب لهذه الدعوات بعض المنكوسين والذين يمثلون غرباء ودخلاء المجتمع العراقي الاصيل , ولكن قد تحصل استثناءات معدودة , الا ان هؤلاء المدلسون قد قلبوا الطاولة وادعوا ان الاغلبية العراقية قامت من خلال رجال الدين بالدعوة الى مذهب ال البيت ونجحوا في تحويل القبائل السنية الى التشيع , وكل هذه الادعاءات باطلة وكاذبة ولا تمت للواقع والحقيقة التاريخية بصلة , نعم تحدث استثناءات هنا وهناك الا انها تبقى ضمن دائرة الاستثناء ولا تمثل القاعدة , وقد بدأت الحركة الوهابية تهدد العراق من سنة 1790 وصارت الجماعات المنضوية تحت لواء الحركة تهدد مراعي الظفير، و المنتفق والشامية وبدأ دعاة الحركة بنشر الدعوة في المدن والأرياف , وفي سنة 1796 م استولى الأمير عبد العزيز بن سعود على منطقة الاحساء التي تتاخم العراق من الناحية الجنوبية .

والفرضية الاقرب للواقع ولمنطق التاريخ ان الناس يتأثرون دائما بالأقوياء و ذوي النفوذ السياسي والاجتماعي والديني والاقتصادي ... ؛ وهذا يذكرنا بالعبارة المعروفة : ( الناس على دين ملوكهم ) اي على دين حكامهم وشيوخهم وكبرائهم واصحاب النفوذ فيهم ... والناس هم الناس في كل زمان ومكان , ففي ظل استبداد الحكام العثمانيين الطائفيين وتحت رحمة سيوف وخناجر الغدر الوهابية الاعرابية النجدية وابواق النواصب المدعومة بالمال والسلطان , ؛ ليس للأغلبية غير مسايرة الحكام والولاة والاقوياء والتشبه بهم وجعلهم قدوة يحتذونها , المنطق هكذا يقول فالمفروض ان هذه الجهات السياسية والدينية الحاكمة والضغوط العسكرية والغزوات الاعرابية الناصبية تنجح في تحويل العراقيين الى مذهب النواصب او لا اقل مذهب الدولة العثمانية , لاسيما مع ضعف الامكانات وقلة ذات اليد والمحاصرة والابعاد والتهميش والاقصاء المضروب على الاغلبية العراقية ؛ ومن كل ما مر تعرف ان الحقيقة هي العكس , اذ ان هؤلاء قد بذلوا الجهود الحثيثة في سبيل تحويل العراقيين الاصلاء مرارا وتكرارا الى نواصب او لا اقل الى مذاهب السنة الاخرى كالصوفية وغيرها ؛ وبناءا على ما تقدم لعل سائلا يسأل : اذن كيف حافظت الاغلبية العراقية على مذهبها ولم تتحول الى غيره على الرغم من كل ذلك ؟؟

الأسباب عديدة ومنها :

• ان العراق يبقى الاستثناء لكل قاعدة فهو بلد معقد بكل ما لهذه الكلمة من معنى ؛ فما ينجح في كل اصقاع المعمورة قد يفشل في العراق والعكس صحيح .

• العراق بلد الرفض منذ القدم ؛ لذلك تجد ان كل حركات الممانعة والمعارضة - والتحدي للنسخ والانساق الرسمية والتقليدية - في العراق , فهذه الارض انجبت المعارضين الشيعة والخوارج الثوار والزنادقة المستهزئين بكل القيم والافكار الاعرابية الجاهلية ومن لف لفهم من الاقوام الهمجية ؛ بل حتى التسنن العراقي لم يشبه التسنن الرسمي الاخر قط , فمراجعة موضوعية ودقيقة للتشيع والتسنن العراقي القديم يتبين لنا من خلالها ان الفرق بينهما يكاد لا يرى بالعين المجردة , واليك مثالا تاريخيا يوضح ذلك : وقف الامام ابو حنيفة مع ثورة زيد بن علي الثائر ضد السلطة الاموية الغاشمة , ثم دافع عن ثورة محمد ذي النفس الزكية ؛ وأبو حنيفة وقف من هذه الثورة موقفا أملته عليه رؤيته الفقهية العراقية و ضميره الانساني و عمقه الحضاري الاصيل ، وتحمل من جراء ذلك أنواع العنت والاضطهاد والمضايقة , ومن ثم محاولات تشويه سمعته ، ولكنه لم ينثن عن موقفه , اذ اصدر الفتاوى المؤيدة للثوار العلويين ؛ فالأرض العراقية ارض الرفض والكفاح والتحدي والممانعة والمعارضة بشتى اشكالها وصورها ؛ ولعل من ابسط الطرق التي من خلالها تستطيع معرفة العراقي الاصيل هو ان تجده دائما وابدا معارضا منتفضا ناقما متحديا .. واذا لم يجد من يعارضه عارض نفسه وشتمها ..!!

فالعراق كان ولا يزال موطن الثورات والمعارضة والانتفاضات والممانعة والتحديات والرفض , واهله لا يرضون عن الحكام والولاة بل يسفهون اراءهم ويخطئون قراراتهم مما يدفع الحكام لاستخدام القوة فيقع المحذور وتحدث القطيعة بين الطرفين , فبينهما ما صنع الحداد .

• في الجهة المقابلة وهي جهة حكام العراق واصحاب النفوذ السلطوي فيه ؛ جلهم اجانب غرباء دخلاء بدءا من حكام بني امية – بعض حكام بني العباس كانوا عراقيين ولا يحملون حقدا على العراق – مرورا بحكم المغول والاتراك , وصولا للإنكليز واذنابهم وعملائهم من بقايا الاحتلالات الاجنبية ؛ هؤلاء تخندقوا بالطائفية والعنصرية والفئوية والحزبية وتبنوا الاطروحات التي تمقت العراقيين وتتعارض مع قيمهم واعرافهم وعاداتهم وتقاليدهم او الأيدولوجيات المرتبطة بالخارج , فقد اراد هؤلاء المنكوسون البقاء في بروجهم العاجية السلطوية البعيدة عن ثقافة الامة العراقية بل وابعاد الامة العراقية عنهم ؛ للشعور بالتمايز والفوقية والطبقية , لذلك تراهم في واد والشعب العراقي في واد اخر .

• وقد عمل الحكام الاجانب والدخلاء على تأسيس مدن تتبع مذهب الدولة بالقوة والاكراه الا انها سرعان ما تتحول الى التشيع بمرور الزمن لأن الارض العراقية لا تتقبل مذاهب الخضوع والخنوع والحكومات والعامة ؛ نعم في العصور المتأخرة تم تحويل بعض المدن العراقية بالقوة والاكراه والاستيطان الى مذهب الدولة الا انهم لو رفعوا ايديهم عنها واطلقوا لها العنان للحقت اخواتها في تبني المذاهب العراقية القديمة .

• يمتلك العراقي ثقافة رافدينية قديمة الا وهي ثقافة التشكيك ولعلها سلاحه الاقوى في تسفيه ورفض مذاهب الحكام والسلطات واصحاب النفوذ بل مقاومتها وتفنيدها .

• وجود مراقد كثيرة لآل البيت والهاشميين في العراق والتي يزورها الشيعة من مختلف اصقاع الارض , وارث ثقافي وحضاري عريق حال دون تحول العراقيين الى المذاهب السلطوية الاخرى .

ومما سبق تعرف ان كل ما تفوه به ابن سند الطائفي والحيدري المتعصب ومن لف لفهما : من ان العشائر العراقية كانت سنية ثم تحولت قبل قرنين من الزمن الى التشيع بسبب تبشير رجال الدين الشيعة ؛ كذب قراح لا جدال فيه , وادعاء سمج تكذبه وقائع التاريخ ؛ اذ ان المؤسسة الدينية الشيعية كانت تحت سيطرة الايرانيين الذين يتكلمون الفارسية حتى في اثناء القاء الدروس الحوزوية , ومن المعروف عنهم عدم احتكاكهم بالأرياف والبادية العراقية بل اهمالهم المطلق لها , واما رجال الدين العراقيون فكانوا مساكين و بسطاء للغاية ويطلق عليهم بالعامية الدارجة ( الملا او المومن ) وهؤلاء لا يمتلكون القدرة والامكانيات على تحقيق هذا الامر المعقد فهو من الصعوبة بمكان , نعم قد تتشيع القبائل السنية تلقائيا وتلتحق بالقبائل الشيعية ( أوتوماتيكيا ) , و من دون تدخل احد ؛ اذا رفضت الظلم الحكومي وخرجت على السلطات الجائرة كما تفعل القبائل والشخصيات الشيعية العراقية في كل تاريخها الطويل .

(4)

طاعون اسطنبول

 

لا يأتي الشر الا من ارض الروم , رائحة الموت تغلف المدينة بإحكام , صارت خلوا من المارة ومن الحياة , الحوانيت مغلقة ، والأسواق مقفلة , والشوارع لا تحوي غير جثث متعفنة لرجال ونساء وأطفال ، لقد استحالت المدينة إلى مقبرة كبرى تاهت عنها معاني الألفة والأنس ، ولم تعد تعرف غير الوحشة والكآبة , طوال أربعمائة عام من الاحتلال العثماني، عاشت المدن العربية الكبرى ، مثل القاهرة ودمشق وحلب وبغداد تلك المشاهد السابقة بالغة القتامة ، نتيجة الانتشار المكثف للأوبئة فيها وخاصة الطاعون , وهو ما نتج في جانب كبير منه إلى إهمال العثمانيين لتلك المدائن على مستوى النظافة العامة , وقد هجم الطاعون على مدن العراق قادما من اسطنبول سنة1772 م ؛ ففتك بأهلها فتكاً ذريعاً ، وقل ان نجت مدينة او قرية من آثاره ، وتدل التقديرات المحلية المرتفعة لعدد الموتى في الموصل وحدها بنحو ألف انسان كل يوم وثلث ذلك في كركوك ، وفني اكثر اهل اربيل ، وامتدت يد الموت الاسود الى تكريت وعانة وحديثة وغيرها ، وكان هوله في بغداد عظيماً ، حيث قدر عدد الموتى في اليوم الواحد اكثر من الف نسمة , اذ قضى على بيوت بغدادية وعوائل بكاملها , وأخذ المرض يفتك بالسكان ويحصد أرواحهم في كل يوم وبازدياد مطرد , وبعد ذلك بسنة لا أكثر ومن شدة الوباء هذا هرب الوالي المجرم عمر باشا من طاعون بغداد متخذاً الخيام منزلاً , وقد استمر الحال حتى بعد زوال المرض , إذ لم يكن يوجد في الولاية – بغداد - من الجنود ما يكفي لحفظ الأمن وإعادة النظام إلى نصابه .

وسمي بالطاعون العظيم او الطاعون أبو خنجر و الذي دخل البصرة ايضا فقضى على ثلث سكانها , ففي أبريل عام 1773، ظهر الطاعون في مدينة البصرة، وسرعان ما ارتفعت الوفيات الناتجة عن هذا الداء إلى الف حالة وفاة في اليوم بحسب المعلومات التي تلقاها أفراد الوكالة البريطانية في المدينة.

وقد هرب ممثلو شركة الهند الشرقية الإنكليز من البصرة على إثر ذلك الطاعون وانتظروا قدوم فصل الصيف على أمل أن يخف عناء الداء مع اقتراب موعد الطقس الحار، غير أن ما حدث كان العكس، إذ استمر في الازدياد , وفي يوم 22 أبريل عام 1773، قرر وكيل شركة الهند وموظفوها التوجه نحو بومباي , ثم وصلتهم الأنباء في 28 أكتوبر من نفس العام بتوقف الطاعون أخيرا بعد أن حصد 200 ألف نسمة في البصرة والمناطق المجاورة لها .

وفي هذه الاثناء ترك الشيخ عبد الرحمن عشيرته المزعومة وقومه وحدهم يواجهون الطاعون , وخرج من بغداد مع اخيه محمد سعيد وهو في الثالثة والخمسين من عمره , فارا بجلده , طالبا نجاته , هاربا بنفسه وعائلته – وهذه عادة رجال الدين الدجالين ولن تجد لهذه العادة تبديلا - ؛ بينما كان وهو امثاله من وعاظ السلاطين المخرفين يرددون على الناس البسطاء : ((قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا )) ويحثوهم على الرضا بقضاء الله وقدره ..!!

تاركا الطائفة التي يدعي تمثيلها - متنقلا من مدينة عراقية الى اخرى , اذ نزح من بغداد الى الحلة فالبصرة , فكلما حل في مدينة حل الطاعون فيها ببركته الطائفية حتى وصل اخر المطاف الى الزبير، وعندما وصل هذا المرض الفتاك الى الزبير وهو موجود فيها قرر تركها متوجها إلى الكويت لينجو من هذا الوباء ، وهي القرين كما يسميها وكانت تابعة للبصرة وقتذاك .

وعندما وصل الكويت اكرمه بعضهم وحباه بالعطايا والهدايا ؛ وبما انه من رجال الدين المرتزقة المتسولين قام بإطرائهم ومدحهم مدحا مبالغا فيه ؛ اذ حول الكويت الى منطقة سنية خالصة ومساجدها كذلك ؛ علما ان هجرة العوائل الشيعية تزامنت مع هجرة العوائل السنية الى الكويت منذ القرن السابع عشر ؛ , اذ يعد الفقيه الأحسائي السعودي العربي محمد بن حسين الصحاف (1795 - 1895 م) أول من بنى مسجدا للشيعة هناك ؛ والكلام في هذا الموضوع محسوم فمن الواضح ان الكويت تابعة للبصرة منذ القدم ومن أجل الانسلاخ عن هوية العراق الشيعية المعروفة ؛ قام الانكليز بإجراء تغييرات ديموغرافية وطائفية وسياسية لتغيير هوية المنطقة , ومن الشواهد على ذلك وجود اكثر من مئة الف مواطن شيعي كويتي الان غير مجنسين بالجنسية الكويتية بينما الكويت تعطي جنسيتها لكل من هب ودب اذا كان سنيا وكذلك البحرين ؛ ناهيك عن الاعداد الكبيرة من البدون الشيعة الذين طردتهم الحكومة الكويتية بحجة الغزو الصدامي .. ؛ ومع كل هذه الإجراءات الجائرة تعدّ حكومة الكويت من اكثر الحكومات تسامحا مع مواطنيها المسلمين الشيعة قياسا بالآخرين بل تعد من الحكومات الناجحة و التي تؤمن بالسلم الاجتماعي والامن المجتمعي ؛ لكن هذا لا يعنى عدم وجود شكاوى شيعية فيها ؛ ومنها : صعوبة الحصول على أذون بناء مساجد، فضلًا عن مطالب أخرى تتلخص في جعل يوم عاشوراء يوم عطلة رسمية في البلاد، وإدخال المذهب الاثني عشري في المدارس وكليات الشريعة للسنة والشيعة على السواء، وحذف إشارات في المناهج التعليمية تشير للشيعة على أنهم غير مؤمنين – وفقا للمنهج الوهابي و الناصبي - ، ومنح رخص بناء حسينيات بآلية سريعة ودون تحديد للعدد ... الخ .

وتحدث السويدي عن رحلته الى الكويت قائلا : (( ... فدخلتها واستقبلني من اهلها العلماء العاملون ، والرؤساء الفاضلون ، وانزلوني في المنزل الرحب ، وشرعوا في اكرامي ، وقد كنت افلس من ابن يوم ، ومن حجام سباط بين القوم ، فلم يمض لي فيها نحو ستة ايام حتى صرت في حال اهل الرفاهية في مأكول طيب ، وشروب طيب ، وملبوس فاخر ، ومركوب زاهي زاهر ، وكيس ملآن ، وجوار وغلمان – لا ادري لماذا كل هذا الشغف بالغلمان من قبل هؤلاء العثمانيين وازلامهم والنواصب ؟؟ - ، ورأيت فيها الدين ظاهراً والاسلام باهراً ، ورأيت من العلماء جماً غفيراً ، ومن الصلحاء جمعاً كثيراً ، ورأيت علمائها جل اشتغالهم في النقول ، من نحو وصرف وبيان وفقه وحديث وأصول ، ورأيت فيها من حفظ الكنز والهاملية وسائر المنظومات الشرعية ، فأعجبني اشتغالهم وتأنست بهم وتأنسوا بي ، وسألني طلبتهم الدرس ، فعقدت له درساً صباحاً في سائر الفنون وشرعت في قراءة حديث البخاري في مسجد القبلة عصراً وكان المستمعون للحديث الفاً او يزيدون ، وبقيت مشتغلاً فيها من اهل العلم مدة ... , فدخلتها واكرمني اهلها [ اكراماً ] عظيماً ، ... ووقع الطاعون ، فخرجت بعيالي الى قصبة سيدنا الزبير )) .

ولعل هذه الوثيقة تكشف لنا ان اغلب المناطق العربية المتاخمة للحدود العراقية بل التي تعد جزءا من العراق في احد الحقب التاريخية كالحجاز - فقد كانت تابعة للحيرة منذ القدم - كانت شيعية ؛ اذ ارسل سعود بن عبد العزيز رسالة صلح للقائد العثماني علي باشا الذي جاء لقتال الاعراب الوهابية اتباع ابن سعود بعد ان مالت كفة الحرب لصالح العثمانيين ؛ جاء فيها : ((من سعود العبد العزيز إلى علي ، أما بعد ما عرفنا سبب مجيئكم إلى الإحساء وعلى أي منوال جئتم , أما أهل الإحساء فهم أرفاض ملاعين ونحن جعلناهم مسلمين بالسيف , وهي قرية الآن ليس داخلة في حكم الروم بعيدة منكم ولا يحصل منها شيء بسوى تعبكم , ولو أن جميع الإحساء وما يليها تؤدي لكم دراهمها ما تعادل مصارفكم التي عملتموها في هذه السفرة ولا كان بيننا وبينكم من المضاغنة قبل ذلك إلا ثويني فهو كان معتدي ولقي جزاءه , فالآن مؤولنا المصالحة فهي خير لنا ولكم والصلح سيد الأحكام ))

ومن خلال ما تقدم يتضح لنا ان سكان هذه المناطق الشرقية من الجزيرة كانت شيعية وقد حولها ابن سعود والوهابية بقوة السيف الى الوهابية والمذاهب السنية الاخرى , وكأنه يحاول اقناع الجانب العثماني بأن عدوهم واحد مشترك الا وهم المسلمون الشيعة سكان الارض القدامى , وقد وصف الامير سعود بن عبد العزيز المسلمين من اتباع الامام علي بن ابي طالب ب ( الملاعين ) ؛ ولعل العالم اجمع عرف ان هذه الارض والتي يعبر عنها ب (قرني الشيطان ) قد افرزت مجموعة من العتاة المجرمين والسفلة الذباحين والنواصب والدواعش الارهابيين والقتلة المتخلفين الوهابيين والتي شوهت سمعة الاسلام بل والانسانية جمعاء , فهؤلاء الاعراب الاوغاد والاغراب الانذال اولى الناس باللعن والذم والشتم والعار .

وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ ..... فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ

ومما تقدم اتضح لكم مدى تدليس هؤلاء الطائفيين وتزويرهم للحقائق والاحداث التاريخية , فهم يعملون جاهدين ومنذ زمن بعيد على اخفاء الحقيقة وقلب الامور لغاية في نفوسهم باتت واضحة لكل ذي عينين , فقد زعموا ان قبائل العراق الجنوبية كانت سنية ثم تشيعت , وها هو التاريخ يكشف لنا - وعلى لسان الاعداء - ان قبائل الحجاز والمناطق الشرقية نفسها كانت شيعية - فما بالك بقبائل الكوفة والجنوب الشيعية منذ القدم؟! - وتم تحويلها الى التسنن والوهابية بقوة الحديد والنار .

ومنذ ذلك الوقت بدأت الغزوات الوهابية وحملات السلب والنهب ضد الحجاز والعراق , والتحرش المستمر , وتبني الخطاب الطائفي والعنصري و التكفيري المناوئ للعراق والعراقيين والمسلمين الشيعة ؛ حتى وصل الدور الى الامير السعودي بندر بن سلطان , واليكم ما نشرته صحيفة الإندبندنت" البريطانية , اذ نشرت تقريرا مطولا كشفت فيه ، استنادا إلى محاضرة ألقاها الرئيس السابق للمخابرات البريطانية الخارجية (MI6) ريتشارد ديرلوف : أن السعودية ساعدت داعش في الاستيلاء على شمال العراق باعتبار ذلك جزءا من عملية أوسع لإبادة الشيعة وتحويل حياتهم إلى ما يشبه حياة اليهود في ظل النازيين الألمان .

وبحسب ما جاء في المحاضرة التي ألقاها ديرلوف أمام المعهد الملكي للخدمات المتحدة , ونقلت الصحيفة ملخصا لما جاء فيها ، فإن رئيس الاستخبارات السعودية السابق بندر بن سلطان أبلغه (قبل عملية 11 أيلول الإرهابية في نيويورك) حرفيا بأنه : (( لن يكون ذلك اليوم بعيدا في الشرق الأوسط حين سيتولى مليار سني أمر الشيعة )) ، في إشارة إلى إبادتهم .

وقال ديرلوف : إن اللحظة القاتلة التي توعد بها بندر بن سلطان الشيعة قد جاءت ، ليس من خلال عمليات الإبادة الشاملة لهم بواسطة العمليات الانتحارية فقط ، حيث سقط منهم أكثر من مليون شيعي بالسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية منذ العام 2003 حتى الآن ، بل بشكل خاص عندما ساعدت السعودية داعش للاستيلاء على شمال العراق ( نينوى والموصل) ، وعندما أقدمت داعش على قتل النساء والأطفال الشيعة والإيزيديين وقتل طلاب الكلية الجوية (قاعدة سبايكر) ودفنهم في مقابر جماعية.

ويتابع ديرلوف القول : في الموصل جرى تفجير المزارات الشيعية والمساجد، وفي مدينة تركمانية شيعية قريبة من تلعفر وضعت داعش يدها على أربعة آلاف منزل باعتبارها غنيمة حرب.

وهكذا أصبحت حياة الشيعة فعلا في العراق، وكذلك العلويين الذين يعتبرون فرعا منهم في سوريا ، فضلا عن المسيحيين وأبناء الأقليات الأخرى ، أكثر خطرا من حياة اليهود في المناطق التي سيطر عليها النازيون في أوربا اعتبارا من عام 1940.

وقال ديرلوف : لا شك في أن تمويلا هائلا و متواصلا لداعش من السعودية وقطر قد لعب دورا محوريا في استيلائها على المناطق السنية في العراق ، فمثل هذه الأشياء لا تحدث ببساطة من تلقاء نفسها، والتعاون بين أغلبية السنة في العراق و داعش لم يكن ليحصل دون أوامر وتوجيهات وموافقة الممولين الخليجيين .

وقالت ( الإنتدبندنت ) : إن التركيز (من قبل الإعلام) لم يكن على القنبلة التي فجرها رئيس المخابرات البريطانية في محاضرته لجهة ما يتعلق بمخطط بندر بن سلطان لإبادة الشيعة والعلويين والأقليات الأخرى ، بل على تهديد داعش للغرب , علما بأن ديرلوف أكد أن تهديد داعش للغرب مبالغ فيه ... !!!

وهذا الامر ليس جديدا على هؤلاء القتلة المجرمين ولا على وسائل الاعلام الغربي الذي طالما غض الطرف عن امثال هذه الجرائم والمجازر لأسباب سياسية واستعمارية معروفة ؛ ولعل من ابشع الصدمات الارهابية التي تفاعل معها كل احرار وشرفاء المنطقة والعالم ؛ جريمة قيام احد مجرمي الوهابية السعوديين بذبح طفل شيعي سعودي بعمر الورود يبلغ من العمر ست سنوات وامام الملأ بل وامام والدته المسكينة وفي المدينة المنورة .

وفي تفاصيل ذبح الطفل الشهيد زكريا الجابر، ذكرت مصادر سعودية محلية ان الجريمة وقعت في طريق سلطان بن عبدالعزيز – عام 2019 - حيث استأجرت ام الطفل زكريا من اهالي محافظة الاحساء في المنطقة الشرقية سيارة للذهاب لزيارة مرقد النبي محمد وعندما صعدت قالت : بسم الله الرحمن الرحيم توكلنا على الله ، اللهم صل على محمد واله , فألتفت اليها السائق متسائلا : هل انتِ شيعية فأجابت نعم ؛ فاستشاط غضبا .

فأوقف السائق بعد مدة وجيزة السيارة بالقرب من احد المقاهي واخذ الطفل من امه بالقوة فيما استنجدت الام بالحضور والمارة وسط صرخات وعويل الا ان احدا لم ينجدها ، وكسر ذلك المجرم لوحا زجاجيا ونحر الطفل من الخلف ٫ فيما الام المفجوعة من هول المنظر اغمي عليها .

وسارعت وسائل إعلام محلية في السعودية إلى نسج روايات مختلفة حول الحادث في محاولة للتغطية على هذه الجريمة البشعة والتستر على وحشية الفكر الوهابي الداعشي ؛ وادعت ان السلطات السعودية فتحت تحقيقا حول الجريمة ، مشيرة الى ان نتائج التحقيقات بينت ان الجاني مختل عقليا ، بحسب زعمها ، الأمر الذي عده مراقبون انه يعارض المنطق إذ إن الجاني يعمل سائقا على سيارة وحائز شهادة قيادة وهو ما يؤكد أنه بكامل قواه العقلية وأن الدافع الحقيقي وراء هذه الجريمة هي عقيدته الوهابية و التي لا تنفصل عن الداعشية .

ووقعت هذه الجريمة البشعة في ظل تجاهل تام من قبل منظمات حقوق الانسان ؛ و فيما تعمدت وكالات انباء عالمية مثل رويترز وفرنس برس و الأسوشيتد برس تجاهل الخبر ... ؛ في وقت قامت الدنيا ولم تقعد فيه على قتل وتقطيع الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول والتمثيل بجثته ، بينما يرى مراقبون ان جريمة ذبح الطفل زكريا لا تقل فظاعة ووحشية عن قتل خاشقجي، مشددين على ضرورة التركيز على الفكر الوهابي الذي لا يميز بين صغير او كبير، ومنطقه المتمثل بالذبح والتقطيع ... ؛ انها جريمة مقززة تقشعر لها الابدان , الا ان القوم ابناء القوم فالكل ساكتون ؛ لان الضحية مسلم شيعي من اتباع الامام علي .

عندما نستطرد بذكر هذه الاحداث السياسية والجرائم التاريخية والمواقف الدينية لهذه الحكومة او تلك او هذه الشريحة من المجتمع الفلاني او تلك الرعية المنساقة وراء دعايات حكامها وساستها ؛ فهذا لا يعني اننا نهدف من وراء ذلك الى تشويه سمعة الحكومة السعودية او التركية او محاولة تسقيط الحكومة الايرانية او السورية او الكويتية او الاردنية بنظر القراء او تحشيد الراي العام ضدها , او تسويد الصفحات التاريخية لهذا الشعب او ذاك واظهاره بصورة سلبية , او ان ندس انوفنا فيما لا يعنيني او نتدخل في الشؤون الداخلية لتلك البلدان ؛ بقدر ما نهدف الى توعية الامة العراقية وتنبيهها للأخطار المحدقة بها من كل حدب وصوب , واستلهام الدروس والعبر من التاريخ والاستفادة من اخطاء الماضي , فالأمة التي لا تعرف تاريخها لا تحسن صياغة مستقبلها , وانا ادعو العراقيين كافة الى تبني السياسة البراغماتية في علاقاتها الدولية فليس لنا اعداء دائمون او اصدقاء دائمون انما لنا مصالح عراقية دائمة كما قالها قبلنا تشرشل عندما اراد بناء مجد بريطانيا , فلو اقتضت المصلحة العراقية العليا والامن الوطني ان نضع يدنا بيد الشيطان فلا بأس في ذلك ؛ اذ ان سلامة العراقيين وتحقيق احلامهم وطموحاتهم المشروعة والنهوض بالعراق وتطويره والابتعاد قدر الامكان عن مهاوي التهلكة ومزالق الخطر والهاوية تعد غاية الغايات والهدف الاسمى .

وعليه لا بأس بمد يد التعاون والتفاهم مع هذه الحكومة او تلك ان كان ذلك يصب في مصلحة العراق والعراقيين ويجنبهم الاذى والضرر , ولا ضير في مد جسور الصداقة مع هذا الشعب او تلك الامة ان كانت تحترم العراق والعراقيين ولا تضمر لهم السوء والحقد والكراهية .

اما في حال استمرار النهج المنكوس في معاداة العراق والعراقيين ومحاولة الاضرار بهم والحاق الاذى بالعراق من قبل بعض الحكومات ؛ فلابد حينها من كشف مخططاتهم وفضح جرائهم التاريخية وتسليط الاضواء على حقيقتهم الحاقدة واهدافهم التدميرية والتصدي لخططهم التخريبية ؛ كي تتضح الصورة جلية امام العراقيين حتى يميزوا بين العدو والصديق ؛ فمثلا عندما يذهب (غمان ) ومخانيث ومرتزقة الاغلبية العراقية الى الحكومة الحاقدة الفلانية ؛ سيخطر في بالهم انهم واسلافهم في نظر تلك الحكومة الحاقدة ما هم الا كفرة مرتدون يستحقون القتل والذبح والاذلال , ولعلهم سيشاهدون معاناة اخوانهم الذين هم من نفس مذهبهم في تلك الدولة ؛ ان كانوا يبصرون لان الدولار يعمي ويصم , وكذلك عندما يرسل في طلب السني العراقي الوطني عليه ان يعرف انما ارسلوا في طلبه من أجل دق اسفين بينه وبين اخيه في الوطن ؛ مما يؤدي فيما بعد الى النعرات الطائفية والتوترات المذهبية التي تحرق الاخضر واليابس , ولا تبقي حجرا على حجر ؛ وليس حبا فيه .

(5)

ولما انتهى الطاعون عاد الأخوان الشيخ عبد الرحمن ومحمد سعيد إلى البصرة ، وإذا بالشيخ عبد الرحمن يُصدع بأمر من والي بغداد بتولي منصبي الإفتاء والقضاء فيها ، فاضطر لقبول هذا التكليف مرغما ، أما محمد سعيد فقد لزم أخاه ولبث في البصرة هو أيضاً إلا أن مرضاً ألم به جعله يكره الإقامة فيها .

عاد محمد سعيد إلى بغداد ليجدها على غير الصورة التي ألفها عليها ، حيث كانت المدينة قد تخرَّبت بسبب فداحة الوباء ، وموت أكثر السكان أو فرارهم ، حتى أنه قال : (( لم يوجد من مائة منهم شخص بل أقل ، والأسواق خربة تأوي إليها الكلاب ، وما في هذه البلدة العامرة إلاّ سوق واحد بيع التركات، هذا مع أنه قد جاءها ناسٌ من كل طَرَف ...)) .

وقد وصف الشيخ عبد الرحمن حاله عندما جاءه فرمان من الوالي عمر باشا قائلا : (( ... فبعد ايام جاء فرمان عمر باشا يأمرني بقبول ذلك ... ؛ فأمتثلت الامر وألبست خلعة القضاء فروة قاقومية ، وبكى حينئذ جميع عيالي كراهة للمقام في البصرة ، لا سيما وهي كانت مموحة - الموح يعني الفيضان اي تتعرض للفيضان من مياه الاهوار الواقعة غرب البصرة - ، فقلت لهم لا تبكوا انا ارسلكم الى بغداد وابقى وحدي ... ؛ واني في هذا البلد غريب فريد لا زوجة لي ولا جارية ، وجميع من تركني ، فقطع أملي : وقال ان الوزير ان عمر باشا قد جعلك بصرياً ، وبغداد ليست كما تعهد قبل الطاعون ، تبدلت رجالها ، فتغيرت احوالها ، فتزوج هنا ونحن معاً مستأنسون ، فتزوجت امرأة دينة عفيفة من ذوات الخدور ـ رحمها الله تعالى ـ وبقيت مقدار سنتين ، وسليمان اغا يبالغ في اكرامي واحترامي ، حتى انه كان يأتيني للمعايدة ايام العيد بيوم مستقل ، ويأتي جميع الاعيان في يوم اخر ، ويقول لي : هذا لإكرامك : والا فالطريقة هنا انه مع الاعيان في يوم واحد , ثم اني بعد زواجي رضيت بالمقام في البصرة ...))

هذه الوثائق تكشف لنا حقيقة هؤلاء القوم فما هم الا اشتات متفرقة وعوائل هجينة مفككة جمعتها الصدفة والحاجة , فأن حل احدهم في البصرة ادعى انه بصريا , وان نزل في بغداد تشدق بكونه منها ... ؛ وهكذا هم كالبدو في حل وترحال مستمر من بلد الى اخر ومن مدينة الى اخرى وهم في كل مقام لهم حال ومقال يختلف عن سابقه كالحرباء , وهذه الحالة تكاد تكون شبه دائمة في العهد العثماني فكل عبيد ومماليك وجيوش وموظفي الدولة العثمانية هم متنقلون من مكان الى اخر ؛ تنفيذا لأوامر اسيادهم الاتراك , وعندما تتيقن من هذا الامر لا تستغرب بعدها ان رأيت احدهم يصف نفسه ب : ( الدوري البغدادي البصري العباسي الكرخي القيسي القحطاني العدناني الزبيدي الكردي التركماني الداغستاني ...!!) .

وبعد تواتر الاخبار بقدوم الجيوش الايرانية الى العراق وشخوصهم الى البصرة ؛ توسل الشيخ عبد الرحمن بالوالي العثماني للسماح له بالرجوع الى بغداد , وعاد الى بغداد هاربا بنفسه وتاركا زوجته البصرية زينب وحدها في البصرة - بعدما قدمت له الغالي والنفيس - وعندما دخل الايرانيون بقيادة كريم خان ماتت المرأة من الخوف لأنه قد تركها وحيدة تكابد صعاب الحياة , وقد علق الشيخ عبد الرحمن على هذا الحدث قائلا : (( ... ، حتى ورد علي البشير فبشرني بموتها ، وانها قد انخلع قناع قلبها خوفاً ، وكانت خوافة ... فحمدت الله تعالى على سلامة عرضي ورجوت منه ان يجمعني واياه في الجنة ، انه لا يخيب من رجاه .. ))

علاما حمد الله هذا الشيخ المنكوس , على انانيته وجبنه عندما ولى هاربا , ام على خسته وعدم مبالاته تجاه زوجته وعرضه وانعدام نخوته وغيرته عندما تركها وحيدة بلا حامي ولا معيل ؟؟!!

هذه الكلمات التي يتشدق بها هؤلاء دائما وابدا عندما يرتكبون افعالا مشينة وتصرفات قبيحة وانتهاكات فاضحة وجرائم مقززة ؛ يراد منها تبييض صفحاتهم السود وتبرئة ساحاتهم الموسومة بالعار والخزي والانحطاط , ولإعطاء صور مقلوبة ومغايرة للواقع تماما , والهدف من ذلك تزوير التاريخ والضحك على الحمقى والمغفلين الذين يصدقون بكل ما يقال ؛ والى هذه اللحظة ما زال البعض يصدق بأن البطاقة التموينية قد ضاعت من المجرم التافه عدي صدام مما اضطره لشراء كيلو سكر من البقال وبالدين ..!! .

ومع ان شيخنا اجبن من نعامة تراه يذكر في كتابه ( تاريخ حوادث بغداد والبصرة ) الاراجيز الطائفية والتي تدل على تبنيه مبدأ التكفير بحق الاغلبية العراقية والمسلمين الشيعة , ومنها بيت شعر يصور فيه العثمانيين ومرتزقتهم الذين قاتلوا الايرانيين عندما جاؤوا البصرة ؛ اذ يصفهم بانهم اعداء الدين ؛ والسبب في اطلاق هذا الوصف عليهم هو تشيعهم وموالاتهم للإمام علي واولاده :

وهــم كــل ســاعـة قـتال مع اعــداء دينـهم وجلاد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك