المقالات

التخلف سببه الحكام وليس الاسلام


سامي جواد كاظم

المساحات التي يتحرك فيها المسلمون للدفاع عن الاسلام تكون محددة ومشروطة بخلاف المساحات التي يستخدمها الاعداء وذلك من حيث ما يؤمن به كل طرف ، فالاسلام له ضوابطه في مواجهة اعدائه وهنالك التزامات عليه حتى لا يشوه صورة الاسلام بخلاف الاعداء الذي لا يتورع من استخدام ارذل الاساليب لمواجهة الاسلام ومهما كان خستها وحتى ان كشفت عن حالهم فانهم لا يبالون ان تم استهجانهم فالذي لا يعرف الحياء يتصرف من غير استحياء .

ومن بين الاساليب التي يستخدموها هو الاسلوب الاعلامي وتشويه صورة الدول الاسلامية ونعتها بالتخلف بينما واقع الحال هم ادرى به ولضخامة الماكنة الاعلامية الصهيونية تحجب الكثير من الايجابيات الاسلامية امام الراي العام ، على سبيل المثال افلام الاكشن كثيرا ما يضمون سيناريوهاتها مشاهد تتهم الاسلام بالارهاب ، او عرض دعايات اعلانية لمنتجات تنال من المسلم العربي مثلا دعاية لصابون يقول المعلن انه ينظف حتى العربي المسلم لجودته الفعالة ، وهكذا وكذلك عندما ينعتون الدول الاسلامية بالتخلف لا يعللون الاسباب بالحاكم والسياسة يعللونها بالاسلام وان كان كما يقولون فلماذا تعادون ايران هل بسبب تخلفها ام التطور العلمي ؟ والعالم النووي الباكستاني عبد القدير خان مسلم ام غير مسلم ؟ والمهجرون من بلادهم الاسلامية ويتبوؤون مناصب سلطوية وحتى علمية في اوربا مع الاحتفاظ بديانتهم الاسلامية ، فلو كان الاسلام سبب التخلف فكيف ارتقى المسلمون الدرجات العليا في العلم لديهم ؟ السبب هنالك حكومات اوربية في بعض جوانبها تستحق الثناء في اهتمامها بالعلماء بخلاف حكام الاسلام الذين يحاربون العلماء وهذا قديما وحديثا ، فالمشكلة بالحكام وليس بالاسلام .

تتناول مواقع ( ويلز ) و(التك توك ) مقاطع قصيرة لمفكرين ومفكرات وحتى بسطاء اوربيين يتحدثون بانصاف واعجاب عن الاسلام بل يلتفتون الى مواقف اسلامية واحكام تشريعية ويقارنوها مع بقية الاديان ، نعم بعضه لا نعلم هويتهم او مكانتهم العلمية لكن طرحهم العلمي والموضوعي هو المهم فنحن نعرف الرجال بالحق ولا نعرف الحق بالرجال ، والديانة تهذب النفس للارتقاء بالعلم وليس كل مسلم مهيأ لان يكون عالم بسبب ديانته ، رئيس وزراء اسكتلندا المسلم !!! حالما استلم منصبه صرح بانه يدافع عن اللواطين واللواط ، فهل هذا يمثل الاسلام ؟ بينما ترامب المعروف بتوجهه المعادي للاسلام ينتقد ظاهرة المثليين وبشدة ويرفضها فهل هذا من اسلامه ام من اخلاقه في هذا المجال ؟

وهنالك مسالة مهمة يقع فيها المسلم دائما وهي عندما يتم اكتشاف علمي غربي يحاول ان يجير هذا الاكتشاف الى الاسلام بالقران والسنة ، وهذا الذي يجعلهم يقعون في اشكالات كثيرة فالامر ليس مرفوض وليس مفروض فكثير من الاكتشافات العلمية نسبها البعض من المسلمين الى الاسلام تبين فشلها وكذبها ، لذا ن يريد ان يرى الى اي مدى علمية الاسلام فعليه التمسك باخلاق الاسلام من حيث الارتقاء بالتفكير والعلم، الاسلام يضع لك الاساس وانت عليك ان تفكر وترتقي مثل الذي يكتشف لك مواد البناء وانت عليك ان تهندس شكل البناء ، وهذا هو ما يسميه الفقهاء قواعد فقهية واصولية ، فانه يستنتج القاعدة الفقهية التي على اساسها يتم تشريع القانون مع ضبط موضوع الحكم .

واما ما يتطرق له بعض الدعاة والخطباء فهو ليس محل اعتماد وحجة على الاسلام فانها اراء قد تخطئ وقد تصيب ، فكيف بنا اذا العالم الذي وصل الى درجة علمية عليا من الاستنباط يصدر الحكم ويقول الله العالم هذا ما توصل له تفكيره واجتهاده .

فالاصل في كل ما يخص الامم هي الحكومات التي تحسن فرض العدالة بين افراد المجتمع وفي حينها ستظهر الابتكارات العلمية وتاريخ الاسلام العلمي يشهد له الغرب قبل الاسلام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك