المقالات

الإطار التنسيقي يدرك التحديات ولا تخيفه طنطنة الذباب


عباس سرحان ||

 

يواجه الاطار التنسيقي حملة إعلامية شعواء بهدف النيل من تماسكه؛ تشنها جهات كانت دائما تريد تسويق عراق ما بعد 2003 على أنه دولة فاشلة غير قادرة على النهوض.

أصحاب هذه الحملة الاعلامية يتحركون في اتجاهين متوازيين لتحقيق أهدافهم؛ فمن جهة يسعون إلى إيجاد صراعات بين قوى الإطار نفسها بدعوى أن هذا الطرف في الاطار استحوذ على مناصب حكومية على حساب اطراف اخرى.

أو أن هذا الطرف الاطاري يريد الاستئثار بقرار الإطار ودفع الآخرين إلى الهامش. ومن جهة أخرى يسعون لإيجاد صراع وفرقة بين الإطار نفسه وبين رئيس الوزراء محمد السوداني.

ونسمع كثيرا اشاعات تتلقفها وسائل اعلام مغرضة أو باحثة عن الانتشار؛ فتسوقها على أنها أخبار عن انزعاج قادة في الاطار بسبب ما يسميه اصحاب هذه الحملة؛ تمرد السوداني على الاطار.

والحقيقة أن شيئا من هذا وذاك لم يحدث؛ فعلاقات الاطار الداخلية ممتازة وهناك حوارات ووجهات نظر تتطابق احيانا وتختلف أخرى وهو أمر طبيعي في أي عمل انساني فضلا عن العمل السياسي.

لكن أصحاب الحملة الاعلامية التي تستهدف الاطار والحكومة معا لا يريدون اعتبار الخلافات السياسية أمرا طبيعيا؛ فقد اعتادوا ومنذ 2003 على مهاجمة من يشكل الحكومة من الكتل السياسية الشيعية والتشكيك فيه .

 وكذلك مهاجمة رموز الشيعة السياسيين والدينيين بهدف زرع الاحباط واشاعة عدم الثقة وإفشال كل جهد حكومي .

وهناك فئتان تتبادلان الادوار الاعلامية لعرقلة أي نجاح عراقي وإفشاله؛ أولاهما تضم  مَنْ حكموا العراق سنوات طويلة قبل 2003 ودمروه بالحروب والديكتاتورية والعنف ومصادرة الحريات.

وهؤلاء استقتلوا لأجل تلميع صورتهم والإيحاء للأجيال الشابة أن حكمهم كان أفضل من التجربة السياسية الحالية.

وقد أحرقوا مدن العراق بالتفجيرات والاعمال الارهابية والانتحارية بعد سقوط نظام صدام في محاولة لتبييض نظامهم ذهنيا؛ وإجبار الناس على نسيان جرائمه وإقناعهم بالترحم عليه!.

 لكن مشكلة هؤلاء أنهم كالنعامات؛ يدسون رؤوسهم بالرمال تجنبا لرؤية حقيقة ما خلفوه من دمار في العراق.

أما الفئة الثانية فهي خليط من دول تحركها عقدها الطائفية أو مصالحها السياسية والاقتصادية وتريد للعراق ان يبقى مرتهن القرار والاقتصاد.

وأمام هذا التحدي الكبير الذي يستهدف الاطار نفسه وجمهوره أيضا؛ ماذا على الإطار أن يفعل؟.

بالتأكيد أن قادة الإطار يدركون جيدا مرامي هذه اللعبة الإعلامية وأهدافها؛ وهذا نصف الجهد المطلوب لإفشال هذه اللعبة؛ فحين تعرف كيف يفكر من يريد بك شرّاً تعرف كيف تُفشله.

ومع ذلك يتعين على قادة الإطار الشيعي أن يؤسسوا لنمط من التفكير والسلوك السياسي يحصّنهم من الوقوع في المحذور والانجرار الى شباك الفشل التي يحيكها الآخرون ضدهم، وأن يضعوا نصب أعينهم حقائق لا مجال لتجاهلها أو نسيانها طرفة عين.

فجمهورهم سئم المناكفات والاخفاق وتبادل التهم ويريد استقرارا أمنيا واقتصاديا؛ ويتشوق لرؤية نجاح من يمثلونه.

هذه الحقيقة إذا فكّكناها إلى عناصر عمل سياسي تبدو على نحو يماثل خطة رصينة للنجاح وإفشال خطط المتربصين والمغرضين.

•        - على قادة الإطار أن يرصّوا الصفوف ويبتعدوا عن الخلافات مهما كانت طبيعية وبسيطة.

•        - أن يركزوا على النجاح ويضعوه هدفا قابلا للتحقيق.

•        - أن يحرصوا على فرض الاستقرار الأمني والاقتصادي ورفع مستويات المعيشة والاهتمام بالخدمات وإبراز النجاحات الحكومية.

بهذا المستوى من الأداء يمكن حصاد نتائج مثالية، وبخلاف ذلك فإن فشل الاطار والحكومة التي حسبت عليه؛ (والساعون الى افشاله عديدون) سيفوت على الإطار فرصة مثالية للاقتراب من الجمهور وكسب ثقتهم وإثبات قدرته على النجاح في مجال ادارة الدولة.

بقي أن نقول: واهم من يعتقد أنه ينجح لوحده؛ فالجميع في مركب واحد والكل شركاء في النجاح والفشل.

 وعلى الإطار أن يتحول إلى مؤسسة وينتخب متحدثين باسمه قادرين على الانسجام مع الأهداف التي تشكل من أجلها؛ وأن لا يكونوا هدامين؛ والله من وراء القصد.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك