المقالات

الفساد يضرب عميقاً..!


جعفر العلوجي ||

 

يقول الكاتب والشاعر النمساوي كارل كراوس

"الفساد أسوأ من الدعارة، فالدعارة قد تُفسد أخلاق الفرد، لكن الفساد يُفسد أخلاق البلد بأكْملها".

لايوجد ملف أخطر من الفساد وأدواته على حياتنا ومستقبل أجيالنا، فالفاسدون كالسرطان الخبيث في جسد المرء لن تبتر منه الجزء المدرن في بدن المريض إلّا و فاجأه بالتجدد و الانتشار في أجزاء أخرى من الجسد لم تكن بالحسبان من قبل .

ولعل وسطنا الرياضي هو الصورة الأكثر وضوحاً وتكشّفاً على أمثال هؤلاء، وإختياراتهم الخبيثة في نفث سمومهم، والمشكلة الدائمة هي إن تشخيص الفاسدين وملفاتهم لا يقابل بالحزم القانوني الجاد، وكشفهم سعياً لايقافهم عند حدودهم، وبصورة خاصة والكلام ليس بجديد، إزاء ما حصل في عهد وزراء سابقين للشباب والرياضة، ونعلم علم اليقين إن الوزير الحالي السيد أحمد المبرقع بعيد عنها كليّاً، ولنا ثقة مطلقة بقدرته وحنكته على التصرّف بقوة لانهاء فترة فاسدة مظلمة جثمت طويلاً على صدر رياضتنا، فكم من مرة تناولنا فيها أزمة منحة الرواد التي تم صرفها و إختفت، ولم يعرف مصيرها والبالغة مليار و٨٠٠ مليون دينار! وقد أشبعها الزملاء في البرامج والصحف نقداً وبحثاً وتحليلاً دون أن نرى بادرة حقيقية لاعادة الحق الى أهله، وكم مرة تناولنا  قاعة آرينا في المجمع الوزاري بسعة 7000 متفرج، والمليارات التي صرفت عليها ثم إتضح ضعف أساساتها وبنائها غير السليم وان الشركة متورطة مع حزمة الفاسدين لتبقى القاعة تعاني الاندثار التدريجي الذي وصلت إليه ناهيك عن ملاعب التاجيات وعمو بابا وكركوك والديوانية وبابل وديالى وذي قار التي كلفت مال العراقيين مئات المليارات دون ان ترى النور، وتتهم وزارة الشباب الشركات بالتلكؤ والفساد في محاولة لابعاد الشبهات عن مسؤوليها وهو ما لايقبله عاقل، فهل من المعقول ان يلدغ خبير من الجحر ذاته عشرات المرات؟! وبنفس الطريقة؟! أين خبراؤكم وفطاحلكم ممن تبجحتم بهم؟ وهل باتوا جسراً لمرور الشركات الفاسدة؟!

هذا ما لايقبله العقل والمنطق!

ولكي نكون منصفين في المتابعة بهذه الملفات لابد لنا ان نستذكر عقود خليجي 25 وعشرات المليارات التي صرفت عليها وماهو حجم والعائد المالي الذي دخل للعراق، فيما يرفض إتحاد الكرة التوضيح بشأنه خاصة والشركة الوهمية التي نظمت دخول وخروج الجمهور وبيع التذاكر والمبلغ الذي جرى التعاقد معها البالغ أربعة ملايين دولار..والسؤال المطروح هل هناك توجه للمساءلة ومعرفة مصير هذه الأموال كما صرح بذلك أحد المستشارين، وما هو سر الأرقام الفلكية التي صرفت على الفنادق أو جدران التمويه؟ وأين مشاريع أعمار محطات القطارات وبوابة المدينة الرياضية وتأهيلها؟ لمن يريد ان يطلع ويرى حجم الكارثة فليذهب الى البصرة ويبادر بزيارة ملعب الميناء أو مجمع المدينة الرياضية.

أموال صرفت وأخرى ستصرف بشراهة على تنظيم بطولات شكلية ومعسكرات خارجية لا يعلم غير الله مدى إسرافها وتبذيرها ومبالغتها في نهب المال العام ولا تتجرد مؤسسة رياضية دون أخرى في مسؤولية المتابعة والمحاسبة ولنا ملفات أخرى سنتناولها تباعاً

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك