المقالات

المتحابّين مغانمُ السماء..


كوثر العزاوي ||

 

كلنا يعرف انّ للشيطان حِيَلهِ ووساوسهِ، وغالبًا مايخطّط لاستهداف عوالمَ الاستقرار والألفة، والأعظم من ذلك محاولاته في خرقِ وحدة الصف الإيماني وتفكيكه وهدم البناء الذي طالما تعِبَ عليه أهله الطامحين للهدوء والاستقرار، وبعد أن يفقهُ الإنسان الواعي كيد الشيطان، أليس الأجدر به أن يفقهُ التعامل السليم مع الآخرين كي يفوّت فرص الشيطان وأعوانه الداعية لتمزيق صف المؤمنين؟!

ومن هنا يستطيع المؤمن اليَقِظ أن يكون انسانًا متوازنًا معتدلًا في تصرفاته حال الرضا والغضب والحزن والفرح، انسانًا مستقِرًا في الهزاهز، يعوّلُ عليه الضعيف ويستند إليه العاجز، يتكلم بمقتضى الحكمة والواقع، سمِحٌ وقور، بطيء الغضب سريع الرضا، واضحُ المعالم، يتجنب أذية المؤمن، وكل تلك الصفات تجعل من هذا الإنسان محطّ آمال الغرباء ومورد حوائج الفقراء، وبذلك يحظى صاحب هذه السمات برضا الله ولايبتعد عن دائرة الأعوان لبقية الله في أرضه "أرواحنا فداه"

فالإنسان المؤمن على ضعف إيمانه في بعض الأحيان لكنه يبقى منتسبًا الى الشريعة وحقيق عليه أن يكون مصداقًا وضّاءًا، فهذا الانسان مؤمنًا والامام الحجة يرعى كل من له شيء من خصال آل محمد "عليهم السلام" وكل من يَحمل في قلبه حبًا لهم، فعندما تُهتَكُ بسببهِ حرمة مؤمن أو مؤمنة، او يُؤذي ولو بشطر كلمة أو بهجرٍ أو تجاوزٍ أو ماشابه، فالأمر حينئذٍ ينعكس سلبًا على قلبِ إمام زماننا "أرواحنا فداه" فما أعظم المصيبة!! ولايُستَبعَد أن تُرفعَ الحصانة عن ذلك المؤمن ليجدَ الناس قد انفضت من حولهِ فلا أحدَ ينسجم معه إلّا مَن لايعرفهُ أو لم يكن مطّلعًا على أحواله!!

فرفقًا بحركتك التكاملية مع الله "عزوجل" أيها المؤمن لأنها المعيار الذي يسوقك إلى الصلاح ومعيّة محور الوجود، واحذر ان تخلق بؤَرُ تَوتُّرٍ واحتقان مع اخوانك المؤمنين بل احتفظ بِمَن غَنِمت، وحاول أن تنزع الفتيل الذي أجّجهُ الشيطان سيما إذا كان النزاع مع احد الضعيفين، حتى تسلك الى الله طريقًا وانت مطمئن البال رابط الجأش، في سكينة وهدوء تام، وهنيئًا لمن عاش وقلبه معلَّق بذلك العالَم الذي يربطه بمحضر القُدُس دون ازدواجية المشاعر التي تحول بينه وبين لقاء مولاهُ الذي ليس كل من تغنّى باسمه صدقَ الفعل والموقف، والمؤمن الذي ارتبط حقيقة بمولاه "بقية الله" هو قادر على الاحتفاظ بمكتسباته التي حصل عليها في ساعات الفيض الإلهي التي هي في الواقع أنفاسٌ مقدّسةٌ مختارةٌ انهمرَت من العَرش لتَهطُلَ على المتحابّيْن، فالسماء أمطَرتْهُم بذاتِ الشعور فألّفَت بينَهُم، والمغبون مَن يفرّط في لحظة تعثّر في شِباك الشيطان!

 

٤-شوال١٤٤٤هج

٢٦-نيسان٢٠٢٣م

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك