المقالات

وراء كل تراجع تربوي تساهل الاسرة


مانع الزاملي ||

 

  لايكاد يمر يوم دون ان تطالعنا الاخبار بحادث ، او جريمة ، او جناية ، ابطالها الاكثر هم طبقة الشباب والمراهقين منهم ، فلم تعد المنافسة في تربية الابناء وتوجيههم مقتصرة على الوالدين فقط ، بل تعداه الى مجموعات اخرى اكثر تأثيرا ،وفي مقدمتها وسائل التواصل الاجتماعي ،وألعاب الفيديو، والاصدقاء الجدد الذين يحصل عليهم الشاب من خلال كروبات ومجموعات في العالم الافتراضي ،الذي يهيأ للشباب فرص كبيرة ،تحول دون استماعهم لتوجيهات ونصائح الوالدين ،التي قطعا هي الاحرص ،والاثمن، لتنمية سلوك سليم ومتزن وبعيد عن الانحراف، او الامراض ،مما جعل بعض المتخصصين يتحدثون حاليا عن استقالة الام والاب من وظيفة تربية الابناء،  بعد فشلهما في المهمة ، من المعروف في مجالات التربية ان يحتفظ الابناء بما تركه فيهم  الاباء ومنذ الصغر،لان عادات الاهل تنطبع في ذهنية وسلوك الابناء سلبا او ايجابا ، لكن المشكلة في عصرنا الحالي ان تأثير الأب والام لم يعد له وجود ،وقديما كانت نتيجة الطفل او الشاب تظهر مع تقدمه في العمر على شكل قيم اخلاقية رصينة وتوجه ديني واخلاقي ملموس ، وابتعاد عن كل سلوك يسيء لسمعة الاهل ، لدرجة ان سمعة العائلة  يعتبرها الابن قيمة عليا لايمكن التنازل عنها مهما كانت المغريات ، ليس مقبولا ان نسمع من الاباء عذرهم بعدم مراقبة ابناءهم وبناتهم بحجة الانشغال ،او السعي لتوفيرلقمة  العيش الكريمة، للاسرة وان كانت بعض الاسباب صحيحة، لكن هذا لاينبغي ان يلغي دور الاب في توجيه ابناءه ، فما قيمة حياة وتهيئة مستلزمات عيش لابناء مهملون ويتصرفون دون رادع ! ان تهاون الاباء والامهات عن مراقبة وتربية الابناءيفسح المجال لعوامل ومؤثرات خارجية تتحكم باخلاق المجتمع, وهذه العوامل التي اسميناها بالخارجية ،نجدهم اشخاص في وسائل التواصل الاجتماعي ، في شخصيات الفيديو ،وتنشط هذه الشخصيات في صناعة المحتوى ،بغض النظر عن نوع هذا المحتوى ،ان كان مناسبا للطفل او لا ! ان ترك الابناء بلا قدوة يستنير بسلوكه،يجعلهم ضحية لتيارات فكرية يستمدونها من خلال برامج كارتونية،ولها تأثيرات سلبية على سلوكهم ، والاصدقاء اهم اكثر تأثيرا في الابناء ، لان التقنية الحديثة التي غزت البيوت لايحصل عليها الولد الا من خلال اصحابه ،بسبب جهل بعض الاباء بتلك التقنية، وتواجد الاصحاب مع بعضهم البعض يزيد مساحات التفاهم بينهم اكثر من الاسرة مع الوالدين خاصة المراهقين الذين يبحثون عن الاستقلالية في هذه الفترة من العمر ،والتكنلوجيا والعولمة غيرت مفهوم الصواب والخطأ ، فكيف يمكن الوقوف بوجه لعبة ( الجيم وول) وهي تعلم الطفل السرقة وتحطيم السيارات والاثاث،وتعلمه كيف يهرب من الشرطي ورجل الامن وعند تحققها يعتبر فائزا في اللعبة ! هنا المسألة ليست مسألة تسلية او تقضية وقت وانما عملية تدمير للاخلاق بوسائل متطورة ! لقد ظهرت العاب الفيديو والالعاب الالكترونية منذ اكثر من ثلاثين سنة، لكن تأثيرها لم يكن بهذه القوة ، خاصة على الاطفال والشباب والمراهقين ، لانها كانت مجرد وسيلة تسلية ، لكن الان دخلت عالما افترضيا منوعا حتى اصبحت اقرب للعالم الحقيقي ،بسبب المحاكاة والتفاعل البصري والصوتي والحركي ،فجذبت الكثير اليها لدرجة الادمان ،فأصبح لها رواد ومدمنون وتحولت من مجالات تسلية الى مستشفيات ومرضى ومصحات ،وقديسبب الادمان عليها ، السمنة لقلة الحركة ،وحصول عاهات جسدية كأنحناءالعمود الفقري ، واجهاد العينين ،والاصابة بالتوحد ،والسلوك العدواني والعنف ،وحالات الارق ومشاكل في النوم ، وقلة الانتباه والتركيز ، لدرجة عدم استجابة الابناء للاهل عند مناداتهم ، وقلة الاقبال على تناول الغذاء مع الاهل مع ماتتركه هذه الاوضاع من انتكاسات صحية وسلوكية خطيرة ، وكذلك حصول حالات تهور وتوتر ، وعدم انتظام في ارتياد المدارس فضلا عن الرسوب في الامتحانات ،وقد لاتخلو عائلة من احدى هذه الحالات ان لم اقل معظمها ! فكيف يصح ان يتراجع الاهل عن التصدي بحكمة لهذه المخاطر وبسلوكية رياضية لافهام الشباب لانهم في زمان غير زمانهم ويفترض تحري كل اسلوب ناجح للتوجيه وتلقين ابناءهم العلوم والسلوكيات النافعة وترسيخ مفاهيم وقيم الدين الحنيف وخصوصا في هذه الايام الرمضانية التي توفر اجواء روحية رائعة ويمكن استغلالها لتطهير سلوك شبابنا من الاخطاء ،علينا في البيوت ان نجلس مع ابناءنا ونسمع منهم ونحذرهم من اصدقاء السوء، وان نجعل رغباتهم محل الاهتمام ونناقشهم بمودة وحب ، لان الابن والبنت ان لم يحصلا على الاهتمام والحب في البيت ومن الاهل فسوف يبحثون عنها خارج البيت وربما تستغلهم النفوس المريضة لارتكاب المحرمات وربما الجرائم احيانا ، وعلينا ان نعرفهم بالامور النافعة والصحيحة ،وان لانمارس الاخطاء ونطلب منهم الاستقامة ، لان ذلك يوقعهم في حالة من التناقض ، لان الامور غير المهذبة ممنوعة على الجميع والالتزام بالاخلاقيات والتدين واجب على الجميع ,

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك