المقالات

لا توقضوا الايتام..!


احلام الخفاجي ||

 

اتركوهم تغشاهم امنة نعاس, يتقلبون في فرشهم والشمس تزاورهم, تارة ذات اليمين وتارة  تقرضهم ذات الشمال, وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد, وهم على يقين ما إن يتنفس الصبح حتى تُطرق بابهم, لُيحمل لهم بين طيات جلبابه قوت ارواحهم قبل بطونهم, فلا تخبروهم بان علي قد رحل.

ياباالحسن بعدك كم من جائع وقف على عتبة الدار يتضور جوعاً ينتظر ان تُطرق بابه ولم تُطرق؟ هل يعلم ذلك المرادي اللعين مافعل؟ هل يعلم منذ فعلته النكراء تلك, ولم يزل شبح اليتم يخيم على ديارنا المتهالكة المتعبة, والتي هرٍمت ملامحها لفقدك وغيابك؟

نسوة قضينً ليلُهنً يقلبن الافكار, على موقد الانتظار بكف العوز والحرمان, لعله  ياتي ممتطيا جواد الجود, حاملا في رحله رغيف السر يسد به رمق الجياع, اه كم هو لذيذ ذلك الرغيف من يد علي, رغيف خبز معتق بالحب والرحمة.

   تنفس الصبح على حين غفلة, فلملم جلبابه يمشي على استحياء وتولى الى الظل, فلم يكن كريما هذه المرة لانه لم ياتٍ بعلي, ذلك الصابر المحتسب الذي كان يقطع ازقة الكوفة متهجدا, ليصلي الفجر ولتستنشق شيئاً من عبير انفاسه ولتنال شرف الصلاة بامامة علي.

  ها هي الشمس قد توسدت كبد السماء ولم ياتٍ, ومازال الفقراء يهرعون لكل طارق لعله هو, بل اكاد اجزم ان باب الدار شكت القطيعة بعده.

مر يومان على فقده حتى علم الايتام ان علياً خُضبت هامتهُ بيد اشقى الاولين والاخرين, الان قد حصحص الحق وعرفوا صاحب رغيف السر, انه علي ما ان غاب حتى غاب معه الكرم, علي الذي بيده قتل صناديد العرب وناوش ذؤبانهم, ليستقيم الدين, لنراه بنفس تلك اليد يمسح على رؤوس اليتامى والجياع ليزيل عنها قترة الايام, ولتبرئ جراح ارواحهم قبل اجسادهم التي لولا يد علي لكانت اوهن من بيت العنكبوت.

علموا ان دواءه اللبن, فصنعوا من اكف قلوبهم وعاءً, ملاوه بلبن رد الجميل بنكهة الحب, وجاءوا به يطرقون بابه باياديهم الصغيرة, التي مافتئت تحلم ان  تُزهر تحت عباءته, صارخين خذوا اللبن وردوا لنا ابانا علي.

هيهات هيهات, فقبلكم صرخ سٍرب الاوز وكان لسان حاله يريد ان يبقيه, عندما استشعر الفقد, الذي تجسد امام ناظره بعينين غائرتين اتعبهما البكاء لماسيجري, كث الشعر يهيل على راسه التراب, وهو يسمع علي يردد صوائح تتبعها نوائح.

تعلقت عروة الباب هي الاخرى بردائه, متوسلة لتثنيه عن الخروج وكان لسان حالها يقول:

امكث هنا, وستّنزل الملائكة والروح فيها عليك ولنقرا معا سورة القدر تحت الكساء اليماني,افلت يده منها قائلاً هيهات هيهات, والله انها الليلة التي وعدني بها اخي رسول الله (فاشدد حيازيمك للموت فانك ملاقيه)وتلك الزهراء تقف على باب الجنة تدعوني لاقبل لتمسح على جرحي ليبرئ وحدها هي من تداوي جراحي من قبل ومن بعد.

يا ابا الحسن برحيلك من لليتامى بعدك؟ منذ ذلك الفجر ومازلنا نتذوق طعم اليتم كل حين, فلم يراعوا فينا (اما اليتيم فلاتقهر) صرنا نُصبر انفسنا ببقيتك من بعدك, صالح بعد صالح, لكن لهف نفسي عليهم مابين مقتول ومسموم وغائب.

غائب منذ الف ونيف من سني الغياب,

ونحن ننحت من جبال الصبر بيوتا, لانتظار ذلك الموعود بقية منك, اجتمع فيه عدل وعطف وصبر وشجاعة علي, فاقسم ليملاها قسطا وعدلا, كما مُلئت جورا وظلماً.

يا ابا صالح, يقينا ستُقلع باب الغيبة بيدك تماما, كما قلع جدك بالامس باب خيبر, فعيوننا لذلك اليوم شاخصة.

 

 

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك