المقالات

الموت والعراضة عند العشائر


خالد غانم الطائي ||

 

في حالة موت انسان .. وهي النتيجة الحتمية لبني آدم فالموت هو نقل من عالم الدنيا الى عالم البرزخ وليس هو اندثار فالعوالم الستة ينقل فيها الانسان لا بمحض ارادته بل بتقرير إلهي من عالم الذر الى عالم الاجنّة الى عالم الدنيا الى عالم البرزخ الى عالم القيامة الى عالم الجزاء ( اما الجنة واما النار) وما يفعله بعض افراد العشائر من العراضة عند وفاة احدهم وبالخصوص اذا كان شيخاً لعشيرة فانهم يعمدون الى مدح المتوفى بالشعر الشعبي، وقد قال النبي الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) : (احثوا في وجوه المداحين التراب) وبعض الاوصاف والتعبيرات يدخل في الكفر من قبيل قول البعض (فلان ويقصد به المُتوفى) ( اعتاز – أي احتاج – الباري ودز عليه) فهم بذلك ينفون صفة الغنى عن الذات الالهية المقدّسة، قال تعالى : ( يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد) – سورة فاطر الاية 15- ، وكذلك قول البعض وهم يرددون في العراضة ( لرجل قد مات اسمه جار الله ) ( شلون تموّت جارك وانت موصي بسابع جار) والقرآن الكريم يصرّح بقوله ( لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون) – سورة الانبياء الاية 23- ويعمدون الى تعظيم شأن المتوفى بأكثر من استحقاقه ويقول البعض مُدّعين ان المتوفى اذا شيّعه اربعون رجلا  دخل الجنة وهكذا من امثال هذا الكلام العاري عن الصحة والمُنافي للثوابت القرآنية ( وان ليس للانسان الا ما سعى) – سورة النجم الآية 39- ، وقوله تعالى ( هل جزاء الاحسان الا الاحسان) – سورة الرحمن الاية 60-، ثم ان المشاركين في العراضة يعمدون الى اطلاق العيارات النارية بشكل كثيف جداً علماً ان اشعال النار خلف الجنازة من المكروهات[1] ولابد من تذكّر الموت والاعتبار بمن مات بأن الحي سيكون من اللاحقين بالمتوفى والاولى الدعاء للمُتوفى ولأموات المسلمين وان يغفر الله لهم وان يقرأ شيء من القران الكريم للمتوفى وهناك بعض السور القرآنية التي لها خصوصية عند الوفاة مثل سورة يس المباركة وكذلك الشد على ايدي اولاد المُتوفى وذويه وتوصيتهم بالصبر، وهل العراضة سُنّة نبوية لابد من تأديتها؟ وهل المعصومين (عليهم السلام) قد فعلوا ذلك في تشييع جنائزهم والجواب يقيناً كلا ثم كلا ثم كلا ..

قال تعالى : ( لو كان خيراً ما سبقونا اليه) – سورة الاحقاق الاية 11- ، فهلّموا ايها الناس لقراءة سيرة النبي وسيرة اهل بيته (عليهم الصلاة والسلام) فهل ستقرأون فيها مثل هذا ؟

ولابد من مراجعة كتب الرسائل العملية للمجتهدين الاموات منهم والمعاصرين في باب تشييع الجنازة، اذن فليكسر هذا الطوق العشائري وللنطلق في فضاء الدين ورحابه فهو الخلاص من قيد العُرف الاجتماعي والتحرر منه الى عز الدين الذي يرفع المرء ويرقّيه ويُعزه.

 

[1] الرسالة العملية للسيد الخوئي(قدس سره) المنهاج.

 

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك