المقالات

التَمسّك بأطرافِ العَباءَة المقدّسة..


بقلم : كوثر الحائري

في الواقعِ هناكَ كلماتٌ كَثيرة تَندرجُ تحتَ مُسمى" الأمانْ "

كالوَطن والبَيت والعَائـلة وغيْرها من الكلمات، لكنْ أن تكونَ العباءَة هي الأمـانُ نَفسه فهُنا سَيكون كلامًا آخر. 

إن فكرةَ أن تُحيطَ بكِ قطعةُ قماشٍ سوداء وتُشعركِ وكأنكِ طفلٌ بينَ أحضانِ أُمه مُتمسكٌ بها ليشعـرَ بالأمان هي فكرةٌ عَجيبة حيثُ لا يوجدُ فرقٌ بَينهما غَيرَ أنّهما مَصدر للطَمأنينةِ والإستقرار، فشُعور الأمان في العباءة لَيسَ عن عَبَث، قبضة أيادينا -في الطفولة- على أطراف عباءة أُمّهاتنا تشهد!.

 عند إرتداءك للعباءة، سَتكونينَ فتاةً فاطميّة حُرة لن يَمسَكِ سوءٌ ولا ضَـرر؛ لإنكِ ستُجَسّدينَ مَعنى العفةَ والإحتشام، وستقفينَ خَلف كل كلامٍ سيء يُوجهُ إليكِ وستجعلينَ هنالك حاجزٌ بينَكِ وبَينه وتلوذينَ خلفَ باب العباءةِ كما لاذتْ به أُمكِ الزهراء (عليها السلام)، مُدافعةً عن نفسكِ وعن إمامَ زمانكِ بحيائكِ وخجلكِ.. 

ما يَجعلُ العباءَة رائعةً أكثر هو الإحساسُ بالراحةِ من جميع النواحي، حيثُ ثمـةَ إتصالًا روحيًا يتَشكل شَيئا فشَيئا بينكِ وبينَ عبائتكِ، ستشْعُرينَ بكلِّ الحركاتِ التي تُومئُ بها إليكِ على اثَر الريح، ستَفهمُكِ وتَفهميْنَها، ستكونُ بالنسبةِ لكِ أكثرُ من إنها قطعةَ قماش، وتذكري جَيدًا أيّتها المُمهِدة أنّ لولا سَواد السّماء لما بَرزتْ النّجوم فالظُلمةُ ليسَت سَيئةً في كُل مرة..  ما يَجعل العَباءَةُ أن تكونَ عَباءَة حَقًا هو محبّتُكِ لها وقَناعَتكِ التّامة بأنها مَلجأكِ وسَتحميْكِ من كلِّ أذَى وضَرر قدْ يَمسك،  إن أحبَبْتِها بِصدق أستغْنيتِ عن كُل ما هو لافِتٌ للنظرِ وعن كل ما يُقلِلُ من قيمَتَها، فيجبُ ألا يَبقى مَفهوم العباءَة مفهومٌ ضاهري فَقط، فعندَ إرتدائَكِ للعباءَة يجبُ إعطائَها حَقّها،  حقٌّ في الجوهرِ المتَرجَم بالسّلوكِ واللسان والنّظرات ثم المَظهرْ. 

وأعرفي جيدًا..أنه لنْ تَجدَ صاحِـبَة العَباءَة نَفسها في وسَطِ الأنْظار الوَحشيّة بـَل لنْ يتجرّأ أحدٌ أنْ يَضعَها في سطـورٍ هابِطة، لكنها سَتجدُ الإشادةَ والمَديح على هذا النّوع من الحِجاب من قِبلِ علماءَ الدّين والمَـراجِع، من هذه المكانة العَظيمة والرِّفعَة العـالية خُذي مكانَة وقيْمَة عباءتكِ، ومَن حَاول النّيل منكِ تَذكري جَيدًا هي في عيونِ مَن سَاميـة ناهيكِ عن انتِسابِها للزهراء وزينب (عليهما السلام)  فَهل سَيبقى في قلبُكِ حُزنٌ من اولـٰئِك المُعارضين؟

أيّتها الفِدائيـة من أجلِ الحَق ، عَباءتُكِ هي سلاحَكِ الذي تُحارِبيْن به كُل من حَاول أيْذاءَكِ، وتَمسّكَكِ بأطرافِ عَباءَةِ أمَّـكِ الزهراء سَيكونُ الطريقَ الأمْثل لِـنيلِ رِضا الله تعالى، فما زالَ الطريقُ أمامَكِ لتَضعي تاجَ الكرامَـةِ على رأسكِ، وتَحملي رايةَ الحِشْمة والحَياء على كَتفكِ، وإنْ كُنتِ تُفكرينَ في كيفيّة إفراح قَلـب صَاحِب زمانكِ، حِفاظُكِ على إرثِ جَدّتّه الزهراء  هو الحَل الأمْثل، فاكسَبـي رِضاه ومحبّته لِتلتَحقي بقافِـلةِ أنْصارِه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك