المقالات

شيعتنا عليكم بالاولويات


سامي جواد كاظم

مقدمة المقال ايضاحات تجنبا للخلط والمقارنات المغلوطة ، اقول هنالك مدارس وافكار واديان ومذاهب كلها غايتها الارتقاء بالانسان هذا الامر بديهي طبعا بعيدا عن الافكار الاجرامية والارهابية التي على شكل مؤسسات تحت غطاء النهوض بالانسان او بالبلدان مثلا صندوق النقد الدولي وهيئة الامم المتحدة .

الفكر الاسلامي هو سيد الافكار بلا منازع وتراث اهل البيت عليهم السلام هو ارقى تراث يفسر مفردات الحياة ويفصلها من حيث تصنيفها الشرعي . والحكم الشرعي على خمسة اوجه واجب ، حرام ، حلال، مستحب ، مكروه ، المهم فيها هو الواجب والحرام ، فالواجب تركه حرام والحرام تركه واجب ، فكيف تعاملنا مع مفردات الحياة وتراث اهل البيت عليهم السلام في حياتنا ؟

قد يرى البعض كلامنا قاس ولكن هذه الحقيقة واذا ليست كذلك فالرد حق وان كانت صح فالمواجهة لاخطائنا وترتيب اوراقنا مهم جدا حتى ننهض بامتنا وندفع عنا تسلط الاعداء سواء كان بالحرب او الاقتصاد او الثقافة ، ولا نتيح لهم الفرصة بان نوغل في عواطفنا ظنا منا اننا نعبر عن حبنا لاهل البيت عليهم السلام ، نعم ساذكر ما لا يستحق هذا الجهد من الالتزام ، وليس انه حرام او سيء بل هنالك اهم منه اهمل واصبح حالنا هكذا ونرمي بالاسباب على غيرنا ونبرئ انفسنا .

يقول الامام علي عليه السلام الامر بالمعروف والنهي عن المنكر افضل من اعمال البر ، قيل له وما هي اعمال البر قال الايمان بالله والصلاة والصوم وو ... لاحظوا افضل من الايمان بالله وذلك لان هذا يعود بالفائدة على الفرد بينما الامر بالمعروف يعود بالفائدة على المجتمع واذا اردت ان تثبت عمليا ايمانك ابدا بالامر بالمعروف ، في الغرب يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر وارتقوا بالعلوم والحضارة ، ودعكم من ان تعيرونهم بانهم كفرة ، فلماذا لا تجمعون العمل والايمان لتكونوا القدوة كما كانت امة محمد صلى الله عليه واله عند البعثة وحتى في القرون الوسطى الاسلام سيد العالم بالايمان والعلوم .

المنبر على قدر اهميته في توجيه الامة له كوارثه واصبح صيدا سهلا لاعدائنا في انتقادنا لانه بلا ضوابط لمن يريد ان يرتقيه، اكثر من مئة فضائية ومئات الاذاعات والمواقع تجدها تردد الادعية والقران من غير النهوض بالعقول ، يؤكدون رواية قراءة القران ويتركون رواية القراءة بدراية التي يؤكد عليها المعصوم .

لو قلت لكم ان الزهراء لقب لم ينادي به النبي محمد (ص) ولا اهل البيت لفاطمة عليها السلام واول من ذكر هذا اللقب حسب اطلاعي هو ابن حبان ( ت357) في صحيحه ولم يذكرها الكليني في الكافي .وياتي اخر ليردد عبر الفضاء ان ليلة النصف من شعبان بعد ليلة القدر في عظمتها من اين له هذا؟ يعني انها افضل من ليلة ولادة النبي وبقية الائمة ؟ لماذا نسترجل الاوصاف دون النظر الى التبعيات ، اكرر الامام المهدي هو عقيدتنا لكن ترجمتها بشكل عملي لم نوفق . صاحوا بالتكبير والتهليل بصوت عال فاستغرب النبي (ص) وقال لهم ان الله ليس باصم ، بينما نحن نصر على علو الصوت بالصلاة على محمد ونؤكد على روايات لا اعلم مدى صحتها بانها تمنحنا كذا الف حسنة وقصر في الجنة وتمسح عنا كذا الف سيئة ولو قرانا الاية الفلانية سنجتاز الصراط بسرعة ، انا لا اقول بعدم صحتها اقول لماذا لا تؤكدون على ماهو اهم منها ، اليس نحن ننتقد من يصلي التراويح جماعة لان رسول الله لم يصليها وهي مستحبة فلماذا ننتقدهم ؟

ونحن نسبح تسبيحة الزهراء حسب عددها لا نزيد ولا ننقص لانها هكذا وهي مستحبة ، وانا استمع الاذان فاسمع عبارات تعقيبية بعد التكبير الاول والتشهدات الثلاثة بينما التكبير الثاني بلا تعقيبات ، بل سمعت اذان في احدى المحافظات الجنوبية وبصوت جهوري عبر مكبرات الصوت بعد التشهد للامام علي عليه السلام قال ( والنعم من علي اميري ونعم الامير ) لا اعلم من اين هذه العبارات واحد اصحاب الامام الصادق عليه السلام يعلمه دعاء الغريق عندما قال يا مقلب القلوب ثبت قلبي ... قال الصحابي يا مقلب القلوب والابصار ، فنهاه الامام قائلا نعم ان الله مقلب القلوب والابصار ولكن قل كما اقول ، اذن التعبد بالنص من الضروريات والاهم هي ترتيبها حسب اولويتها ، لا ان اتعب نفسي بمؤلفات تشتت العقل وتصرف الاموال لكي يؤكد مشروعية اللعن مثلا، ومن ثم ماذا ؟ فهل عدم اللعن تعفي اعداء اهل البيت من العقوبة ؟ نعم افعل كل ما تقوله ولكن مع نفسك وانت تؤدي الواجبات المهمة في الحياة لا ان تعطل اعمالك لاجل المستحبات ، ان اضرت النوافل بالواجبات فاضربوا بها عرض الحائط.

ابدع جورج طرابيشي في كتابه سبات العقل في الاسلام وهو يجرد المعاجز التي يتغنى بها المسلم وهي لا تقدم ولا تؤخر في التطور المطلوب للامة الاسلامية بل مجرد ترطيب الروح والتمتع بما هية منزلة النبي والائمة عليهم السلام عند الله وهم يريدون لكم المنزلة عند الله من خلال اعمالكم وليس التمسك بالمستحبات وتركتم الطغاة يعبثون بمقدراتنا واكتفينا بالدعاء عليهم واذا حدثت كارثة طبيعية لاعداء الاسلام فرحنا وقلنا انها ( حوبتنا ) ... الكلام يطول وتدويننا لكثير من هذه التصرفات التي اخذت حيزا بل وحتى حرفت الواجبات

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك