المقالات

فلسفة علامات قرب انهيار دول الغرب


علي الخالدي ||

 

   ان انهيار الحضارات العالمية الكبرى السابقة والحالية من السنن الالهية,  والله سبحانه وعد بزوال الامم التي تبتعد عن الغاية التي خلق البشرية لأجلها, قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون)

   الاطروحة التي تتكرر دائما حول قرب أفول دول تعتبر الاولى في السيطرة على العالم, ليس حديث مثاليات او نتاج نظريات الاحلام, بل هو ترجمة للواقع الذي اوصلت اليه تلك الامم انفسها, من فساد قد ظهر في السماء بتدمير طبقة الاوزون, وافساد في الارض من حبس للمياه وتفجير القنابل النووية, التي كسرت طبقات باطن الارض التكتونية, مما سببت اختلال باطن الارض انتجت الزلازل, وتجريد الغابات وتلويث الانهار والبحار بالنفايات الصناعية والكيمياوية, وتحريف كل قيم الانسانية من صنع الشواذ والاباحة الجنسية, والابادة لكثير من الشعوب المؤمنة بالله والتلذذ بقتلها, ولمن يشكل على موضوع انقضاء وجود هذه الامبراطوريات والحضارات التي فاق تطورها حد التصور, فليراجع معنا على عجالة الخط البياني للاقتدار في القرن الماضي, للدول الهالكة على الارض:

1-  نبدأ مع دولة بريطانيا التي كانت تسمى " بريطانيا العظمى " حيث حكمت ثلث الارض, قارة الهند وجزء من أوربا واسيا حيث الجزيرة العربية, ولأكثر من 300 عام.

2-  قطب الاتحاد السوفيتي الذي حكم بنظام الشيوعية والاشتراكية, وقد ملك نصف الكرة الارضية بعد ان تقاسمها مع امريكا, لمدة 74 عاما, حتى زال اثره سنة 1990 ميلادية, ولا وجود له غير دولة روسيا, التي هي جزء منه وتصارع العالم من اجل البقاء.

3-  دولة المانيا التي عرفت بالامبراطورية الالمانية, وكانت اكثر الدول بطشا ورعبا في أوربا والعالم, التي اقترن اسمها مع سفاحها " نابليون" حتى هلاكها في الحرب العالمية الثانية 1945 ميلادية, على يد وحوش القارة الاوربية, وتم منعها من التسليح بالأسلحة الفتاكة, وعزلها عن أٌوربا بجدار برلين, والذي انهار في بداية العقد الاخير.

4-  نهاية الوجود العسكري لفرنسا وايطاليا, اللتين كانتا تتقاسمان اسيا وافريقيا مع باقي دول الاستعمار.

   نستنتج من النقاط الاربع المختصرة اعلاه, ان ما حدث خلال 100 عام الاخيرة, هو ليس نهاية وضعف لمجموعة من الدول, وانما هلاك لقارة كاملة, قد تسيد جبروتها العالم لخمسة قرون, حتى بدت تسمى أٌوربا بالقارة العجوز, وبعد محاولتها اعادة نظم قوتها والنهوض من جديد تحت رباط الاتحاد الاوربي, وغطاء حلف الناتو لم يسعفها ذلك, وبدى هذا واضحا امام تشتت الوحدة الاوربية بالرد من عدمه تجاه الهجوم الروسي منذ اكثر من عام, في جمهورية أٌوكرانيا, ومع سقوط هذه الامبراطوريات وضعفها في الغرب, صعدت نجوم في الشرق مثل الصين والهند وباكستان والكورية الشمالية, والاخيرة باتت تهدد المشروع الامبريالي الامريكي الصهيوني البريطاني في العالم, والذي يعد اخر مشاريع الالحاد في الارض, بعد انهيار الشيوعية المتمثلة بالاتحاد السوفيتي 1990ميلادية, وتنازل الصين عن نفس المشروع لأغراض الغزو العالمي التجاري, والحديث حول سقوط المعسكر الغربي, لا يعفي المعسكر الشرقي من الافساد, فكلاهما يتفقان بالهدف والغاية.

   قال تعالى( وإذا أردنا أن نهلك قريةً أمرنا مٌترَفيها ففسقوا فيها فحقَ عليهم القول فدمرناها تدميرا) سورة الاسراء الآية 16, فالمترفون هم علية المجتمع وساسته اليوم, من انظمة وحكومات وقادة, وهم نتاج ارادة الناس لهم عبر برامج النظم الانتخابية, وهؤلاء الحكام اظهروا برمجة الفساد في الارض, بعد ان وافقت الشعوب على دعاياتهم في ادارة الدولة, ليكون الحاكم والمحكوم شريكا في الجرم, ويؤكد ذلك قوله تعالى (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) سورة الروم الآية 41, وحتى لا يقول احد بعد ذلك ما ذنب هلاك ثلثي الناس, او موت خمس مليارات من البشر بالحرب العالمية الثالثة.

    الله سبحانه وتعالى بشر عباده المخلصين والمنتظرين العاملين بإصلاح الارض, ونصرة المظلومين ولو بعد حين, عبر انبيائه ورسله في  جميع كتبه السماوية.

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك