المقالات

هوية بغداد..!


حسين التميمي ||

 

ينسب الجاهلون والمبغضون لأهل البيت عليهم السلام، هوية مدينة بغداد الى بعض الاشخاص المجرمين، واهل الشرك، لإبعاد مدينة بغداد عن إنتسابها الحقيقي، وتشويه مدينة الامامين الجوادين عليهما السلام.

مدينة بغداد هي من المدن العراقية، التي تأسست في زمن العباسيين، حيث كان ظلم بني العباس وعدائهم لأهل البيت عليهم السلام، لانهم يعلمون بأن العلم والدين الحقيقي لدى المعصومين، فقام هارون العباسي عليه لعنة الله، بسجن مولانا الامام الكاظم عليه السلام خوفاً منه، وبعد فترة قام بدس السم له، وكان السبب لقتل الامام عليه السلام، هو نفس السبب الذي حدا بسائر الامويين والعباسيين، لقتل الائمة المعصومين عليهم السلام بالسيف، او بالسم من الحقد والحسد وما اشبه.

تعتبر بغداد الان من أهم المدن الشيعية، المناصرة لأهل البيت عليهم السلام، رغم كل المحاولات من الأعداء والمنافقين، والمبغضين للأئمة عليهم السلام، حيث في الزيارة الأخيرة قبل عدة ايام، في ذكرى استشهاد الأمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام، وصل اعداد الزائرين الى أكثر من إثني عشر مليون زائراً، من المحبين والموالين والمناصرين للمعصومين، من هذا المنطلق نعلم الهوية الحقيقة لبغداد، هي مدينة الامامين الجوادين عليهما افضل الصلاة والسلام.  

الإمام الكاظم عليه السلام كان له في بغداد، كثير من الناس الذين اهتدوا على يده، مثل بشر الحافي حيث  روي عن الإمام الكاظم (عليه السلام) أنه اجتازَ على دارٍ بِبغدادَ ، فَسَمِعَ المَلاهي وأصواتَ الغِناءِ والقَصبِ تَخْرجُ مِنْ تِلكَ الدّارِ، فَخرجَتْ جارِيَةٌ وبِيَدِها قُمامةٌ البَقْلِ، فَرَمَتْ بِها في الدَّرْبِ: فقالَ لَها: يا جارِيَةُ! صاحِبُ هذِهِ الدّارِ حُرٌّ أم عَبْد؟ فَقالَتْ: بَلْ حُرٌّ، فَقالَ: صَدَقْتِ، لَو كانَ عَبْدًا خافَ مِنْ مَولاه! فَلَمّا دَخَلَتْ قالَ مَولاها وهُوَ على مائِدَةِ السُّكْرِ: ما أبطَأكِ عَلَينا؟ فَقالَتْ: حَدَّثَني رَجُلٌ بِكَذا وكَذا، فَخَرَجَ حافِيًا حَتّى لَقِيَ مَولانا الكاظِمَ عَليهِ السَّلامُ فَتابَ عَلى يَدِهِ، فقد ايقظ الإمام (عليه السلام) فطرة بشر الحافي بكلمةٍ قدسية خرجت من قلبه المُخلص لله.  

بقي الإمام عليه السلام في بغداد، حتى سجن فيها وإستشهد في سجنها، وعلى يد اشر خلق الله وكان  سببًا في خلاص الغافلين من سجن الدنيا، فمن أراد أنْ يستمر بمهمة الأنبياء عليهم السلام عليهِ أن يتبع أساليبهم في الدعوة، موطنًا قلبه على خشية الله سبحانه، قال تعالى {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيخْشَوْنَهُ وَ لا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكفى‏ بِاللَّهِ حَسِيباً} فالخشية من الله سبحانه وحده هي سر الثابتين في العمل الرسالي؛ لأنه يحصنهم من أي تردد، ويُنير لهم ظُلمة الظروف، ويجعلهم يشعرون بعظمة التشريف وحجم التكليف، ويُبصرهم بالطريق حسب المكان والزمان ومن هو معني لهدايته، لذلك هم مجاهدون، ومن جاهد في الله عز وجل دله الطريق وهداه السبيل ، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} .

يطلق الان على مدينة بغداد اسم مدينة الجوادين عليهم السلام، نسبة الى الامامين موسى الكاظم ومحمد الجواد عليهما السلام، فنرى منطقة الكاظمية، التي دفن بها الإمامان الطاهران عليهما السلام، في كل يوم مزدحمة من كثرة الزائرين، المخلصين للمعصومين، ونجد مواكب العزاء والخدمات متوفرة طيلة ايام السنة، فقد زال الطغاة من بني العباس، وبقيت اسماء اهل البيت عليهم السلام، خالدة تتناقلها الاجيال.

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك