المقالات

المُحتوى الهابط (التكيف القانوني )


حيدر جاسب عريبي البهادلي ||

 

•أصدر مجلس القضاء الأعلى إعمامه المرقم(204) في 8/ 2/ 2023 والمتضمن (توجيه الجهات القضائية لإتخاذ الاجراءات القانونية المشددة بحق كل من يثبت قيامه بنشر محتوى ينطوي على اساءة للذوق العام او يشكل ممارسات غير اخلاقية او الاساءة المتعمدة للمواطنين و لمؤسسات الدولة).

•ونحن نرى كوننا مختصين في مجال القانون

ما يثير جدلا حول القاعدة القانونية وهي المادة رقم واحد من قانون العقوبات العراقي رقم ( ١١١) لسنة ١٩٦٩ (لا جريمة و لا عقوبة إلا بنص)  هل تنطبق على المحتوى الهابط ام لا؟ :

إذن ماهو التكييف القانوني لنشر المحتوى الهابط؟

نُجيب تفصيلا وفق المنهجية التالية:

1. التعريف بالمحتوى الهابط:

•المحتوى الهابط لغةً: محتوي (اسم)، و مُحْتَوي (فاعل) و المُحْتَوى(مفعولٌ به) ومعناه ضم الشيء و الإشتمالُ عليه،

اما الهابط: هَابِط : كلمةٌ أصلها الاسم (هَابِطٌ) في صورة مفرد مذكر وجذرها (هبط)؛ ومعناها (النزول و الانحدار)

• المحتوى الهابط اصطلاحا: لم يكن هذا المصطلح معروفا من قبل؛ بل عُرِفَ مع انتشار الرقمنة ولم نجد على حدِ اطلاعنا من عَرفهُ من قبل؛ ويمكن ان نُعرفه بانه (كل عملٍ يدخل في صناعةِ و نشر محتوىً ينطوي على اخلال بالآداب العامةِ او اساءة للذوق العام)

2. التكييف القانوني لنشر المحتوى الهابط:

• لا مِراء بأن صناعة و نشر المحتوى الهابط تعتبر جنحة يعاقب عليها بالحبس مدة لا تزيد على سنتين وبغرامة او باحداهما وفق احكام المادة 403 من قانون العقوبات العراقي (111) لسنة 1969، كون الفعل يعتبر من مصاديق المادة اعلاه لا سيما عبارة (كل من صنع …صورا او افلاما او رموزا او غير ذلك من الاشياء اذا كانت مُخلة بالحياء او الآداب العامة)

3. مناقشة الاعمام القضائي:

• لا شك بإن القضاء هو صمام الامان و يدُ القانون في تصحيح كل اختلال قد يصيب مصلحة الجماعة، وحسنا فعل في إعمامهِ هذا الذي وجه به لاتخاذ الاجراءات القانونية ضد النماذج السيئة التي باتت تشكل خطرا على الذوق العام.

• ولكن نُشكِل على الاعمام انه تضمنَ ( لذا اقتضى اتخاذ الاجراءات القانونية المشددة) رغم كون المشرع في المادة اعلاه قد ترك مجالا لمحكمة الموضوع ان تختار العقوبة المناسبة للمجرم في ضوء ما يتراءى لها من ظروف القضية و ما يحقق تفريدا عادلا للعقاب؛ وبالتالي ليس من صلاحية رئاسة المجلس ان تُقيد القضاة بالتشديد خلافًا للعلة التي توخاها المشرع من التفريد.

 

• خِتاما نشُد على يدِ القضاء و كل الجهات الساندة لمكافحة المحتوى المُسيء .

 

        مشاور قانوني أقدم ـ ماجستير قانون دولي

   ٩ شباط 2023

 

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك