المقالات

تكرار ظاهرة حرق القرآن الكريم ما علاجها


علي الخالدي ||

 

      القرآن الكريم ضمن حفظه الله سبحانه وتعالى بقوله : ( إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، سورة الحجر الآية ٩، وهو من أهم معتقدات المسلمين ومن أولويات مقدساتهم  والتي يجب الدفاع عنها ومن المسلمات التي لا تقبل الطعن والتشكيك .

        قد تعرض القرآن الكريم للطعن وادعاء التحريف وكذلك الاساءة في عقد الثمانينات من القرن الماضي، على يد أقلام انكليزية صهيونية تحت روايات ما يسمى ( آيات شيطانية) لمؤلفها سلمان رشدي، ولكنها سرعان ما سحقت بتصدي الجمهورية الإسلامية بقيادة الإمام الخميني "قدس سره" حينها، و صعق الغرب لنتائج انهيار حملة ثمانين القرن التاسع عشر، لكن ما نلحظ في العقد الأخير من الزمن الحالي، تغير سلاح العدو بتعامله تجاه رموز الإسلام من تعدي وسب للنبي محمد " صلى الله عليه واله " الى حرق القرآن الكريم، بيد أن تطور الحملات بدل الفردية بغطاء شخصية تدعي تمثيل نفسها، الى تنظيمات جماهيرية  تحت رعاية الدولة التي تجري فيها، وهي عين ما شهدناه في السويد مثلا، توظيف أعمال حرق القرآن الكريم بموافقة قانونية وبحضور الشرطة لحماية المتجمهرين، تحت مسمى التعبير عن الحريات.

      ولتحليل تفشي هذه الظاهرة في العشر سنين الأخيرة، وحسب المتابعات لسياسات الغرب الجديد (أوربا وأمريكا) في العقود المنتهية، أن هناك علواً كبيراً ملحوظاً لليمين المتطرف الراعي للإرهاب بلا خجل، و المجاهر بعدوانياته  للإسلام والمسلمين ومقدساتهم، خلاف اليسار الذي كان يخفي ذلك تحت قناع التعايش السلمي وحماية الاديان والمعتقدات، وقد شهدناه علنا في بيانات رؤساء هذه الدول ومحاولة توحيد الاديان تحت غطاء الابراهيمية، وهو ما شجع جماهيرها ومحبيها، حيث أصبح عداء الإسلام والتجاوز على القرآن الكريم، هو من متطلبات زيادة شعبية الحاكم او من يود التصدي له، وهذا لمسناه فعلا في الانتخابات السويدية في عام ٢٠١٩ ميلادية، حيث انهم ازجوا ذلك في شعارات حملاتهم الانتخابية.

       هناك من يبرر ذلك بأن هذه حريات شخصية، ولا دخل للتنظيمات الحزبية او الحكومية شأن فيها وهي بريئة منها، لكننا وجدنا العكس من ذلك, ان هذه الأفعال موجهة ضد الإسلام والمسلمين فقط، ولم توجه ضد المسيحية والكنيسة او اليهودية والسامية، ولم نجد ادانة دولية لها ولا حتى ردات فعل شعبية غربية تجاهها، وهذا ما يؤكد رضى شعوب الغرب بأفعال حاكميها والعكس يثبت صحة دعوانا.

         يبدو أن علاج هذه الظاهرة يكمن بمقاطعات فعلية صادقة، وليس بالشعارات والبيانات من قبل الدول الإسلامية يالتعاملات مع تلك الدول، وبما أن اغلب الحكومات عميلة للصهيونية فمسؤولية الرد تقع على الجماهير المسلمة فهي لبنة ونواة وشرارة النار التي تحرق المتجبرين، بمقاطعة تلك البلدان الإرهابية الظالمة للإسلام، والتنديد بأفعالها المسيئة عبر مهرجانات ومسيرات كبيرة تجوب المدن التي يتواجدون فيها، وملأ مواقع الحضور الاجتماعي والانترنت بحقيقة الإساءة للإسلام ومقدساته التي هدفها حماية الانسان .

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك