المقالات

هدف رائع؛ ولكن في مرمانا..!


مراد الحاج ||

 

من الرائع جداً أن يتم دعم المحافل، والمهرجانات، والمناسبات الهامة في البلاد،والتكاتف لأنجاحها، نظراً لما تحملهُ من منافع عديدة، سواء كانت اقتصادية، أو تجارية، أو سياسية، أو حتى أمنية! أو تحقن بعض الأزمات الأقليمية والدولية، وممكن جداً أن تكون سبب في أنخفاض نسبة التطرف والتوتر، حيث أن من أكبر المحافل العالمية تعتبر كرة القدم بالدرجة الاساس، وهذا ما تستضيفهُ البصرة حالياً بشكل خاص، والعراق بشكل عام.

وتستغل هذه الدول مناسباتها، في إبراز معالمها وبطولاتها للعالم اجمع، وتعريف القادمين والوافدين، بالضروف التي مرت بها البلاد على مر التأريخ، بصورة مبسطة غير معقدة، وتمرر رسائلها الى العالم، بطرق عديدة، نأخذ على سبيل المثال دولة قطر، عندما وقفت سداً منيعاً امام الهجمة المثلية الغربية، وأصرت على موقفها، بل في حفل افتتاح كأس العالم، افتتحت قطر المناسبة، بتلاوة من القرأن الكريم، وتحديداً الأية المباركة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ) ترى في هذه الأية وسيلة بسيطة لرفض الشذوذ الجنسي في بلاد اسلامية، دون التفكير العميق في صرف ملايين الدولارات، على اعمال اعلانية لرفض هذا التطرف، نعم، بكل بساطة، أية لا تتجاوز الشطرين، أخرست الأفواه جميعاً، وعرفت العالم اجمع بهوية البلاد الاسلامية، ونجحت بذلك قطر بفرض المبادئ التي تنتهجها البلاد.

اتخذنا قطر، وبطولة قطر، مثالاً بسيطاً وقريباً لما يحدث في بلادنا الأن، العراق البلد الأسلامي ذات الهوية الغالبة، العراق الذي عُرف بتضحيات ابنائهِ، العراق الذي تحدث القاصي والداني، عن بطولات رجالهِ في تحرير ارضهِ من دُنس داعش المجرم، عراقُ المقدساتُ، أرضُ الأنبياء، تركوا كل ذلك وانشغلو بقضيةٍ بائسة، هل يأتي كاظم الساهر أم لا؟ وكأنما نجاح البطولة يكمُن بحضور شخصهِ، حتى ان بعض الوكالات العربية، علقت على هذا الموضوع واستغربت الاهتمام المبالغ بهِ، متناسين دماء اكثر من احد عشر الف شهيد، وسبعة وعشرين الف جريح، سقطوا على ارض البلاد، لكي تحيا بطولة مثل كأس الخليج.

وبدلاً من دعوة جرحانا الأبطال، وعوائل شهدائنا الأبرار، نجد أن الفاشينستات والبلوكرات، وثلة من العاهرات، متواجدة في مقصورة الــ(vip)، يتمتعون بالأجواء الصاخبة، ومن جعلو لهذه البطولة قيمة، يتركون خارجاً، يتوسلون بالمسؤولين لدخول ارض الملعب، وهم على كراسيهم المتحركة، فاقدين اطرافهم وابصارهم واعز مالديهم، ماهكذا تدارُ الامور بكل تأكيد، بدلاً من انشغالكم بالترويج لَهُن! اجعلوا من هذا المحفل عرساً يتزين بهم، ابصروا العالم اجمع والخليجين على وجه التحديد، لماذا قامت هذهِ البطولة هنا؟ من لهُ الفضل الاساسي بعد الله سبحانهُ وتعالى؟ امْ تتخوفون بردة فعل لا تناسبكمْ؟ هل من المعقول بعد أربع وأربعين سنة نستضيف محفلاً كروياً هاماً، ويكون اخر همنا هل سوف يأتي كاظم الساهر أم لا؟ أو هل يأتي ماجد المهندس أم لا؟ يكفيكم فخراً لو استضفتم الجريح محمد رمضان، الذي اشتهرت مقولتهُ (الچف والساگ انطيهن، حته تنامن مستورات) لكان تعريف للعالم اجمع بأن العراق يفتخر بأبنائهِ الغيارى، ولم تكتفوا فقط بظهور الجريح البطل المقدم علاء العيداني.

بالنهاية، اقول في مقالي هذا، بأن الأمة التي  تنسى شهدائها ومضحيها، لا تستحق هذهِ المناسبات، وأن حققتها، هيَ بكل تأكيد عديمة الفائدة.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك