المقالات

اليهود ودورهم في عصر الظهور


نصير مزهر الحميداوي ||

 

حينما يُحدث اليهود بأن أوضاعهم سينهيها الإمام صلوات الله عليه، لذلك قياداتهم الدينية  على اطلاع بالتوراة، و بكتبهم، ويعثرون بادلة صارمة بان مشكلتهم الحقيقية مع شيعة أهل البيت صلوات الله عليهم، ومع إمام الشيعة صلوات الله عليه الذي يصورونه في افلامهم بأنه يأتي هذا الإمام العربي المحمدي، وينهي كل أوضاعهم وهو في طياته ليس عمل سينمائي فقط وإنما وراءه ما وراءه.

لو لم يكن عندنا عن دور اليهود في آخر الزمان وعصر ظهور المهدي عليه السلام إلا الآيات الشريفة في مطلع سورة الإسراء لكان فيها الكفاية، لأنها على اختصارها وحي إلهي بليغ، تبين خلاصة تاريخهم، وتسلط الضوء على مستقبلهم، بدقة وإعجازعلى أنه يوجد بالإضافة إليها والى آيات القرآن الأخرى عدة أحاديث شريفة، بعضها يتعلق بتفسير الآيات، وبعضها يتعلق بوضعهم في عصر ظهور المهدي عليه السلام وحركته.

 الايات القرانية التي وردت بحق اليهود قال تعالى

(وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب)

( لتفسدن في الأرض مرتين، ولتعلن علوا كبيرا)

(فإذا جاء وعد أولاهما، بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد)

(فجاسوا خلال الديار، وكان وعدا مفعولا)

( ثم رددنا لكم الكرة عليهم، وأمددناكم بأموال وبنين، وجعلناكم أكثر نفيرا) (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها)

كل هذه الأيات القرآنية الشريفة توضح لنا أنكم سوف تنحرفون عن الصراط المستقيم، وتفسدون في المجتمع مرتين، كما أنكم سوف تستكبرون على الآخرين، وتعلون عليهم علوا كبيرا، فإذا جاء وقت عقوبتكم على اإفسادكم الأول، أرسلنا عليكم عبادا منسوبين إلينا، أصحاب بطش ومكروه ينزلونه بكم، فتجولوا خلال بيوتكم يتعقبون بقايا مقاتليكم، وكان ذلك وعدا قطعيا حاصلا، ثم أعدنا لكم الغلبة على هؤلاء الذين بعثناهم عليكم، واعطيناكم أموالا وأولادا، وجعلناكم أكثر منهم أنصارا، يستنفرون معكم ضدهم، ثم يستمر وضعكم على هذه الحال فترة من الزمن، فإن تبتم وعملتم خيرا بما أعطيناكم من أموال وأولاد فهو خير لأنفسكم، وإن أسأتم وطغيتم وعلوتم فهو لكم أيضاً،

قال تعالى (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)

ولكنكم سوف تُسيؤون ولا تحسنون فنمهلكم، حتى إذا جاء وقت العقوبة على إفسادكم الثاني سلطنا عليكم نفس العباد المنسوبين إلينا بأشد من المرة الأولى، فأنزلوا بكم مكروهاً يسوء وجوهكم، ودخلوا المسجد الأقصى فاتحين كما دخلوه عندما جاسوا خلال دياركم في المرة الأولى، ثم يسحقون علوكم وإفسادكم سحقاً،

قال تعالى (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا) لعل الله أن يرحمكم بعد هذه العقوبة الثانية بالهداية، وإن عدتم إلى إفسادكم بعد العقوبة الثانية، عدنا إلى معاقبتكم، وحصرناكم عن ذلك في الدنيا، ثم جعلنا لكم جهنم حبساً وحصراً في الآخرة .

تاريخ اليهود من بعد موسى عليه السلام إلى آخر حياتهم يتلخص بأنهم يفسدون في المجتمع في المرة الأولى، حتى إذا جاء وقت عقوبتهم على ذلك بعث الله تعالى عليهم قوماً فيغلبونهم بسهولة

ثم يجعل الله تعالى الغلبة لليهود على أولئك القوم لحكم ومصالح، ويعطي اليهود أموالاً وأولاداً ويجعلهم أكثر أنصاراً منهم في العالم

ولكن اليهود لا يستفيدون من أموالهم وأنصارهم بل يسيئون ويفسدون للمرة الثانية، وفي هذه المرة يضيفون إلى إفسادهم العلو، فيستكبرون ويعلون على الناس كثيراً، فإذا جاء وعد عقوبتهم على ذلك سلط الله عليهم نفس أولئك القوم مرة ثانية فينزلوا بهم عقاباً أشد من العقاب الأول.

القوم الذين يبعثهم الله عليهم في المرة الأولى يغلبونهم بسهولة ويدخلون المسجد الأقصى، ويتعقبون مقاتليهم في بيوتهم (فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ) وينهون قوتهم العسكرية، ثم يرسلهم الله عليهم ثانيةً على رغم غلبة اليهود عليهم، وكثرة أنصارهم ضدهم، فينزلون بهم العقوبة، حيث يوجهون إليهم أولاً ضربات تسوء وجوههم، ثم يدخلون المسجد فاتحين كما دخلوه أول مرة، ثم يسحقون علوهم على الشعوب سحقاً، كما تدل عليه الآية في قوله تعالى(لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ) وفي قوله تعالى (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ…وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)

وقعت العقوبة على الإفساد الأول على يد نبوخذ نصر، وأن اليهود أفسدوا مرة ثانية وعلوا في الأرض، وستكون على أيدي الشيعة، وبهذا التفسير وردت الأحاديث الشريفة عن الأئمة عليهم السلام، فقد فسرت هؤلاء القوم الذين سيبعثهم الله تعالى على اليهود في المرة الثانية هم الإمام المهدي عليه السلام وأصحابه، عن علي عليه السلام: ثم يتوجه المهدي عليه السلام من مدينة القاطع الى القدس الشريف، بألف مركب، فينزلون شام فلسطين بين عكا وصور وغزة وعسقلان، فيخرجون ما معهم من الأموال، وينزل المهدي بالقدس الشريف، ويقيم بها إلى أنْ يخرج الدجال، وينزل عيسى بن مريم (عليه السلام) فيقتل الدجال.

الزام الناصب في اثبات الحجة الغائب ج2ص258

(إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشا فخسف بهم بالبيداء وبلغ ذلك أهل الشام، قالوا لخليفتهم: قد خرج المهدي فبايعه وادخل في طاعته وإلا قتلناك، فيرسل إليه بالبيعة، ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس، وتنقل إليه الخزائن، وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته من غير قتال، حتى تبنى المساجد بالقسطنطينية وما دونها ويخرج قبله رجل من أهل بيته بأهل المشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر، يقتل ويمثل، ويتوجه إلى بيت المقدس، فلا يبلغه حتى يموت)معجم احاديث الإمام المهدي ج٣ ص١١٨

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك