المقالات

بين الطين والدم..!


مراد الحاج ||

 

عندما استشعرت امريكا الخطر الحقيقي بحكومة عبدالمهدي، وسيطرة الحشد المقدس على الوضع الامني بعد زَج إدارة أوباما داعش في العراق، والطريقة التي قضت على هذا المشروع النتن، وكذلك تبني فكرة منهاج حكومي سياسي اقتصادي يختلف مع مصالحهم المعروفة لدى الجميع، ولا سيما التخطيط الاستراتيجي، الذي كان يروم عبدالمهدي تطبيقه، الا وهوَ التحالف مع قوى روسيا والصين وايران، والشروع بتنفيذ طريق الحرير، الذي كان من الممكن جداً أن يجعل من العراق بلداً متجدداً للغاية، لما يحملهُ المشروع من خيرات كبيرة للعراق، وهذا بالتأكيد ما لا يتناسب مع الفكر الامريكي والخليجي.

فما كان للأدارة الامريكية الا أيقاض فتنة تشرين المعروفة، والتي بالحقيقة هيَ ليسَ نتاج سنة 2019 بالتحديد، بل هوَ عمل مدبر مسبقاً منذ 2003، لأن دور المنظمات المدعومة من سفارة امريكا ودول الاستكبار العالمي التي تسمى بالانسانية والخدمية، ما هيَ إلا تخطيط طويل الأمد لتحشيد المجتمع لأي طارئ يضرب مصالحهم، وعندها نجحت الفتنة في أيقاف المشروع ولو مؤقتاً، وكان هذا بمساعدة (اخو عماد) الذي بالتأكيد تمت صفقتهُ السياسية بتسليم القادة مقابل استلام رئاسة الوزراء .

لو نرجع قليلاً ألى عام 2019 وعام 2020، نجد أن كل الاسماء التي طرحت في ساحات التظاهر قوبلت بالرفض!حتى اسم تشريني بارز مثل (فائق الشيخ علي)، الذي كان تصدح حنجرتهُ صباحاً ومساءً بتشرين، والتطبيل الذي كان لا يشابهُ احد، لم يشفع لهُ بتاتاً! بل أن بعض ساحات التظاهر مزقت صورهُ وباتت صورهُ تُداس بالأقدام، ناهيكَ عن العبارات المشينة بحقه! وغيرها من الاسماء الكثيرة امثال رحيم العكيلي، وعدنان الزرفي، ومحمد توفيق علاوي، والكثير من الاسماء، فيا ترىٰ مالذي جعل اسم غامض مثل (المبخوت) يتسلل الى الكرسي بكل سهولة؟ وماهوَ المقابل؟

اعتقد أن الرؤية أتضحت لكم بلا شك، وكذلك جميعنا نتسائل لماذا لم تحتج ساحات "اريد وطن" انذاك؟ هل هذة الثورة المزعومة من قبلهم تمثلت بشخصيةٍ مثلهُ؟ وكيف عند استلامهِ كَنسَ الساحات منهم بليلةٍ ضلماء ؟ خاصتاً أن الساحات استمرت مغلقة لمدة طويلة جداً! وتوقيت الجريمة النكراء من قبل دولة الشر اعتبرهُ ملح هذه الطبخة.

بلا شك وبكل تأكيد، فأن جميع المعطيات تقودنا ألى أن المخطط الامريكي لتغيير النظام القائم بالعراق، وإسقاط طريق الحرير وكسر عكازتي الحشد الشعبي، لم يكن يمر إلا بأغتيال قائدين عظيمين، كانوا خطراً كبيراً على مصالحهم طوال سنين عديدة، إذ أن الخطر يأتي منهم ليس فقط قومياً وجهادياً، بل ابعد من ذلك بكثير، وهكذا صفقة ثقيلة لن تتم الا بخيانة من الداخل، وجائت هذه الخيانة ممن اتفقوا معهُ لتسلم السلطة مقابل مساعدة بكل تأكيد، فعندها تحققت أُمنياتهم بالشهادة، فكان لهم ذلك بأختلاط الأشلاء، وأمتزاج الدماء، وتتناثرُ ذكرياتهم الجهادية بين الطين والدم.

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك