المقالات

الديمقراطية ومعاول الديكتاتورية في العراق


رسول حسن نجم ||

 

قلنا في مقال سابق بأن العراق لم يكن مؤهلاً للديمقراطية المفاجئة حيث كان يرزح تحت ظل نظام طاغي جائر دموي وطائفي دكتاتوري أعدته الدوائر الاستكبارية على مدى أربعين عام منذ (١٩٦٣-٢٠٠٣) بتمهيد أرضية الحكم له، ومازالت أقلام البعث وإعلامه وسياساته تنخر في مفاصل ديمقراطية العراق الحديثة العهد، وبدأ الضعف يدب اليها قبل أن تُكوّن دولة مؤسسات حقيقية لأسباب كثيرة أهمها :

 اولا عدم تفعيل القوانين التي تحضر الترويج لحزب البعث المنحل وتمجيده، سواءاً بما تطرحه فضائيات عراقية معروفة بتناغمها مع منهجيته الطائفية والتحريضية الهدامة، أو مع من يستضيفوه في برامجهم ليأخذ راحته في الكلام متجاوزاً حدود الحرية المتاحة الى درجة الاستهتار بالدم العراقي ومنظومة القيم الأخلاقية للعراقيين  ومقدساتهم وشهدائهم بلارقيب ولاحسيب.

ثانيا عدم مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي من قبل مختصين بهذا الشأن والتي من خلالها ينفث الاستكبار العالمي من خلال أدواته وصفحاته الوهمية والأقلام المأجورة المغرضة وأيتام البعث الموتورين سمومه بأفكار الشباب والمراهقين وحتى بعض كبار السن من ذوي العقول الفارغة، وبدأت في الأيام الأخيرة صفحات تمجد بالطاغية المقبور وأزلامه من عتاة المجرمين والقتلة مما يُنذر بمخطط جديد قديم.

ثالثا عدم أخذ الحكومة بالآراء والدراسات التي يطرحها الكتّاب والمحللين السياسيين الكبار والمفكرين في مراكز الدراسات العراقية، كما صرح بذلك الكثير من كُتّابنا الذين لم يُعطى دورٌ لجهودهم في صنع القرار العراقي مع شديد الأسف، وقد تم رصد بعض مراكز الدراسات الامريكية التي تتابع المراكز النظيرة لها في العراق! ومن الجدير بالذكر ان هذه المراكز الامريكية المهتمة بالشأن العراقي تدخل بصنع القرار الامريكي بما يخص العراق ونحن غير مهتمين بها أصلاً! رغم الفارق الكبير بالتمويل لهذه المراكز في الولايات المتحدة التي تحظى بدعم كبير من الحكومة الامريكية يقابله الجفاء الحكومي العراقي ليس بالدعم لها فحسب ، بل بعدم ايلاء دراساتها الاهتمام اللازم للإرتقاء بمستوى الأداء الحكومي الذي أخذ بالتراجع الى الوراء نتيجة السياسات الخاطئة، إما بالتفرد بالقرار أو نتيجة الاستشارات الغير مدروسة ممن لايمتلك الكفاءة والخبرة في هذا المجال، كما هو واضح من القرارات المتخذة والتي بالرغم من ركاكتها لاتتابَع بصورة تفيد الاستمرارية في التنفيذ.

رابعا عدم الاهتمام بما يُطرح من مشاكل للمتظاهرين والمواطنين  عند ذكرهم لمعرقلات حقيقية من بعض المسؤولين والوزراء بالاسماء والمناصب التي يشغلونها، فيقابلوها بعدم الاصغاء والرد عليها او على الاقل بوعد على تحقيق مطالبهم المشروعة بسقف زمني حقيقي، بدون التسويف الذي أفقد الحكومة ثقة الشعب بها.

خامسا عدم نزول المسؤول الذي بيده القرار أو مبعوثه الى عمق حياة مواطنيهم للتعرف على مشاكلهم الرئيسية عن كثب، لتبويبها وإيجاد الحلول الحقيقية لها.

سادسا عدم الاهتمام بالمناهج التعليمية واستقرارها، والمطلوب تبسيطها وبما لايمس المادة العلمية ورصانتها.

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك