المقالات

لا تنفق وقتكَ في غير سبيل الله "عز وجل"..


كوثر العزاوي ||

 

في كل يوم، ونحن نجوب أروقة متصفحاتنا في العالم المجازي على كثرة تطبيقاته وبرامجه الفاعلة، تعترضنا أبرز ثلاث كلمات تتصدر الشاشة هي:-

(يعجبني) (تعليق) (مشاركة) ولعل الأكثر فاعلية هو حقل( تعليق) لما فيه من وضوح وانفتاح على الآخر بما يؤدي إلى حرية التعبير، سواء بكلمة أو صورة أو أي رمز إيحائيّ بغض النظر عن إيجابياته وسلبياته،

والسؤال الذي يطرح نفسه:

ما هو فنّ التعامل مع تلكم المفردات بما لها من صدى وأهمية في عالم التواصل الاجتماعي؟ وهل نحن ملزَمونَ باستعمالها أم نملك الحرية والإرادة بإدارة تلك الأيقونات المتاحة في مواقع التواصل المتعددة كلٌّ حسب رؤيتهُ؟! سيما وأنها تشكّل الجزء المهم ضمن البرنامج اليومي للأغلبية من الناس بكافة فئاتهم النوعية والعُمرية لما يترتب على استعمالها من مسؤولية شرعية على صعيد الفرد والمجتمع! وقبل الإجابة واستعراض النقاط العملية المتّبَعة من وجهة نظر خاصة، ينبغي أن نقف متدبّرين إلى مايمليه علينا العقل والشرع، ولنحذرَ مايملي علينا الشيطان وجنوده من حيث لانعلم، ثم ليعلَمْ جميعنا بأنّ الحروف التي ننحتُهَا في صناعة الكلمة إنما هي ذاتها التي تُوضَع يومَ القيامة بكفَّةِ ميزانِنا، ليُعرَف منها زادُ الدنيَا مِن زادِ الآخرة، وليميزَ الخبيث من الطيّب ثُم يُحكَمُ بها علينا!،

سُئِلَ أمير المؤمنين"عليه السلام": {أَيُّ شَيْ‏ءٍ مِمَّا خَلَقَ اللهُ أَحْسَنُ ؟ فَقَالَ "عليه السلام": الْكَلَامُ  ،  فَقِيلَ أَيُّ شَيْ‏ءٍ مِمَّا خَلَقَ اللهُ أَقْبَحُ؟ قَالَ: الْكَلَامُ، ثُمَّ قَالَ"عليه السلام" بِالْكَلَامِ ابْيَضَّتِ وُجُوهُ وَبِالْكَلَامِ اسْوَدَّتِ وُجُوهُ‏ }  تحف العقول عن آل الرسول ٢١٦ .

ومن هنا نفهم: أنّ الكلام الوارد في قول سيد البلغاء" عليه السلام" هو ذات مانكتب ونقول في الواقع والمواقع الافتراضية، وعليه: ينبغي التأمل واليقظة وتوخي الحذر، وحينما نهمُّ بالكتابة والتعليق علينا إحضار ميزان التقوى، وضرورة الحرص على الاستفادة من هذه التقنية التي وُجِدت بهدف تخريب المنظومة القيَميّة عبرَ تسويق المنكرات ونشر الفواحش والرذائل بين الناس بشكل مبطّن مزوّق،

فما على ذوي البصيرة إلّا اليقظة والتذكّر بإنّ  كل رسالة أو نشرٍ إنما هو بمثابة توقيع منّا شخصيًا موافقًا على مضمونها، لتكون شاهدة لنا لا علينا يوم تنشر الصُحُف!! فلا تفرح كثيرًا بحجم تواجدك، وكثرة متابعيك على الفيسبوك او السناب شات او على قناتك في اليوتيوب او التليگرام، ولابحسابك على الأنستگرام او تويتر فكل ذلك ممكن ان يتبخر من هذا العالم الإفتراضي بكبسة زر واحدة من الجهات مالكة تلك المواقع والمتسلطة على خصوصياتك!

ولكي نصل إلى ضفة الأمان فلا أقلّ من أن نتّبع الآتي:--

*لاتكن مصدرًا للإشاعة وتأكد من صحة الأحاديث والقصص والأخبار قبل نشرها.

*إعرف الحقَّ واتّبعه ودافع عنه.  *إجتنب الباطل بتركِه بجميع موارده.

*قل الحق ولاتجامل.

*قل خيرًا أو اصمت.

*كن صادقًا أمينًا في أعجابك.

*كن مَرِنًا مهذبًا في نقدك.

*إحترم مواطن الإختلاف في كل شيء.

*تجَنَّب الصور المحرَّمة وتداولها.

*تجنّب الحديث مع الجنس الآخر من غير المحارم.

*تجَنّب النكات التي تثير الأستهزاء والسخرية بالدين والأشخاص والشعوب والقبائل

*تجنب الجدال غير المفيد (اللغو).

*إجعل من نفسك مفتاحاً للخير ، مغلاقًا للشر.

وليتيقّن جميعنا أنّ كلّ ماندوّن اليوم نجده حاضرًا في كتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها

جعلنا الله وإياكم من {الّذينَ يَسْتَمعونَ القَوْلَ فَيَتَّبعونَ أحْسنَهُ}

 

 

١٧جمادالآخر١٤٤٤هج

١٠-١-٢٠٢٣م

 

ــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك