المقالات

تنبؤات نوستراداموس والمهدي الموعود


نصير مزهر الحميداوي ||

 

ارتفع مؤشر الاهتمام بعقيدة المهدي المنتظر عليه السلام في شعوب العالم الإسلامي بالسؤال عنه، والحديث حوله، والقراءة، والتأليف، بل وفي غير المسلمين أيضا.

اكبر حدث سياسي يتعلق بعقيدة المهدي في فترة بداية السبعينات من القرن الماضي ثورة الحرم المكي الشريف في مطلع عام ١٩٧٩ بقيادة محمد عبد الله القرشي، حيث سيطر أنصاره على الحرم، وأذاع معاونة جهيمان العتيبي من داخله بيانا دعا فيه المسلمين إلى بيعة القرشي، وباعتباره المهدي المنتظر الذي بشر به النبي صلى الله عليه وآله وقد استمر احتلالهم للحرم ومقاومتهم القوية عدة أيام، ولم تستطع الحكومة السعودية أن تتغلب عليهم إلا بعد أن استدعت فرقة كوماندوس خاصة من فرنسا!

أكبر عمل إعلامي يتعلق بعقيدة المهدي عليه السلام مباشرة، صدر عن الغرب الكافر، فيلم " نوستراداموس " الذي بثته شبكات التلفزيون الأمريكية قبل سنوات، على مدى ثلاثة أشهر متواصلة وهو فيلم عن قصة حياة المنجم والطبيب الفرنسي " ميشيل نوستراداموس " الذي عاش قبل ٥٠٠ سنة وكتب نبوءاته عن المستقبل، وأهمها نبوءته بظهور حفيد للنبي صلى الله عليه وآله من مكة، يوحد المسلمين تحت رايته، وينتصر على الأوروبيين، ويدمر المدينة أو المدن العظمى في الأرض الجديدة ويبدو أن اللوبي الصهيوني والمخابرات الأمريكية كانتا وراء صناعة هذا الفيلم، وأن هدفهم منه تعبئة الشعب الأمريكي, والشعوب الأوربية ضد المسلمين عامة, والشيعة خاصة باعتبارهم الخطر الذي يهدد الغرب وحضارته، خاصة إذا لاحظنا الإضافة التي زادوها على نبوءة نوستراداموس، وهي أن أمريكا بعد هزيمة أوربا على يد الإمام المهدي عليه السلام، وتدمير صواريخه الضخمة لواشنطن، وغيرها من مدنها تتوصل إلى اتفاق مع روسيا لمواجهته، وتتمكنان بالنتيجة من تحقيق الانتصار عليه!

القيمة العلمية للكتاب ومؤلفه موضع بحث ومناقشة، فهو مجموعة تنبؤات كتبها بلغة فرنسية قديمة، وأسلوب رمزي مبهم، يقبل تفسيرات مختلفة، ومن المرجح أن يكون كاتبها اطلع على بعض مصادرنا الاسلامية عن المهدي المنتظرعليه السلام، أو التقى بعض علمائنا، خاصة أنه عاش فترة من عمره في إيطاليا وجنوب فرنسا، وربما في الأندلس، ولكن كتابه سرعان ما انتشر بعد انتصار الثورة الإسلامية، وظهرت طبعاته بشروح وتفاسير عديدة، بمئات آلاف النسخ، وقيل بالملايين، ثم تحول إلى فيلم سينمائي, جرى عرضه في شبكات التلفزيون على ملايين المشاهدين الأمريكيين، والأوربيين.

الغربيين ليس اعتقادهم بالمسيح أو المهدي عليهما السلام، ولا اعتقادهم بصحة تنبؤات نوسترآداموس أو غيره من المنجمين بل اعتقادهم بخطر البعث الاسلامي, وحضارته الربانية التي تهدد حضارتهم المادية، وتسلطهم الظالم على شعوب العالم، ولذا تراهم يتلقفون أي مادة إعلامية ليقرعوا بها أجراس الخطر في مسامع شعوبهم، ويشدوا أنظارها إلى الموج الجديد الآتي من شيعة علي ابن ابي طالب عليه السلام، لكي يضمنوا موافقة شعوبهم وتأييدها لجميع اجراءاتهم، و خططهم الاستعمارية التي ينفذونها فعلا، أو قد ينفذونها مستقبلا.

اما المسألة عند اليهود أن يصعدوا درجة مخاوف الغربيين من خطر البعث الاسلامي مهما استطاعوا، ليدفعوا بذلك خطره عن أنفسهم، ويقولوا بذلك للغربيين إنما المستهدف حضارتكم الغربية، وانما إسرائيل خط دفاعكم الأول، فالغرب واليهود، مضطرون بحسب اعتقادهم للدعاية للإمام المهدي عليه السلام، وصناعة الأفلام حوله! وسوف يزداد اضطرارهم إلى ذلك لمواجهة هذا المد الإسلامي المتطلع إلى قائده الموعود، ومواجهة هذا القائد العظيم.

هؤلاء عندما يفعلون هذا الشئ لايعلمون انهم بفعلهم هذا يمهدون له عليه السلام برعبهم منه، ويبعثون فينا التحفز والشوق إلى حفيد النبي صلى الله عليه وآله الطالع من عند الكعبة، ويبلغ المسلم غاية شوقه وتحفزه عندما يرى في فيلم نوستر آداموس الإمام المهدي عليه السلام يدير معركته مع أئمة الكفر العالمي من غرفة عملياته مع كبار جنرالاته على حد تعبير الفيلم، فتنطلق صواريخه العملاقة من قلب صحراء الحجاز، لتدك معاقل الكفر والاستعمار في أمريكا وأوربا.

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك