المقالات

الشهداء يرحلون جسدًا ويحيونَ فكرًا


 أمل الراضي ||

 

يرحل عن الحياة الدنيا الكثير كل يوم؛ منهم من يبقى له أثر أو ذكرى أو موقف، يستشهد الناس به، وقليلٌ من الناس من يرحل ويُخلف إرثًا فكريًا وحضاريًا ينطق باسمهم ويقود الشعوب من بعدهم على ذات الدرب الذي بدأوا فيه قبل رحيلهم، ويخُط طريق سير لا يختلف عليه عاقلان. "الشهداء المفكرون"  الراحلون بشهادة في سبيل الله والوطن"، أناس يرحلون وقد تركوا إرثًا عظيمًا، فكانوا في حياتهم خير القادة وخير القدوة لمن بقي خلفهم أو ارتحل بعدهم.. هم أناس حملوا همّ الأمة وبنوا لها إرثًا تسير (الأمة) عليه من بعدهم حتى لا تضل الطريق.

وكلنا يعلم أن العراق شارك في الكثير من الحروب وآخرها الحرب ضد الاقوام الهمجية الداعشية ...

ولأن المقاومة تبدأ بفكرة؛ رفضُ المهانة التي يسببها الاحتلال أو الغزو ...

وتقوم على خطة يُنتجها قادة مفكرون، وينفذها جنود من خلف قيادة حكيمة تُسهل الدرب وتُنير الطريق بفكر يُتيح للناس السير على خطى ثابتة نحو الخلاص من كل ما يُسبب العبودية ويجلب الظلم والاستبداد..

الشهداء دومًا هم أيقونة وعنوان كل نصر أو معركة، يرحل بعضهم جسدًا ويبقى فكرًا، 

وقد ورثنا عن أجدادنا مقولة "اللي خلف ما مات"

.. فالشهيد  لا يرحل لأنه يترك أثرًا يُحدث عنه طيلة الوقت بعد رحيله شهيدًا إلى الحياة الأخرى ، تبقى كلمات الشهداء حاضرة في أذهاننا من بعد مواقف لهم تركت أثرًا طيبًا.

هؤلاء أحبوا لقاء الله فأحبّ اللهُ لقاءهم هؤلاء الشُهداء تراهم واقفين كلٌ على نَجمتهِ سُعداء بما قدموا أرواحهُم في حواصل طير خضرٍ في قناديلَ مُعلقةٌ بالعرش تسرح في الجنةِ حيثُ شاءت يوضع على رؤوسهم تاجَ الوقار الياقوتة مِنه خيرٌ من الدُنيا وما فيها، ثُم يطّلع الله عليهم اطلاعا فيقول عز وجل  هل تشتهون شيئاً ؟! 

فيقولون: يارب ما نشتهي ونحن نسرح في الجنةِ حيثُ نشاء، فيسألهم مرةً ثانيه وثالثه فيعلمون أنهم لن يُتركوا فيقولون: يارب ردنا ردّاً إلى الدنيا مرةً أخرى فنقتلُ في سبيلك...

هؤلاء،هم الشهداء عندما نتحدث عنهم  تتواضع الأقلام ويجف مدادها خجلاً أمام عظمتهم. عندما نبحر في متون وصاياهم ومفرداتها تنساب ريح هادئة من عالم آخر عرفوه حق المعرفة، ولا مكان فيه للزيف أو الرياء. 

كلمات صادقة خُطت بدمهم القاني، ليست بحاجة إلى دليل عن صدقيتها، إذ إنهم كمن كشف له الغطاء فأصبح بصرهم حديدا. عرفوا الدنيا لكنها لم تأسرهم بحبها فأعرضوا عنها طائعين، فأحياهم الله في كتابه العزيز "بل أحياء عند ربهم يرزقون"

 

ألواح طينية، أمل الراضي

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك