المقالات

الشهداء والكرامة..!


أمل راضي ||

 

الشهداء هم الفئة الوحيدة التي وصفهم الله بالحياة فهم “احياء عند ربهم يرزقون” ليكون تكريم الله تعالى للشهيد ملموسا ومعلوما الشهداء هم مع الانبياء رفاقاً، وهم ذلك الصنف من البشر الذين تقدموا علينا جميعا، ليس بجاه او بلاغة او قدرة على القفز من موقف لآخر ومن مصلحة لأخرى، بل بالتضحية. فالشعب الذي يتقن ابناؤه لغة الشهادة يملك مقومات الحياة وصناعة الأمن، ولهذا فحين نكرم الشهيد ونمارس الوفاء بحق اهله او من لهم صلة به فنحن نعمق قيمة كبرى، وقبل هذا نكرم الوطن الذي قدم الشهداء له كل شيء ليبقى، فغادروا الدنيا تاركينها لنا، لكنها دنيا مزروعة بالقيم النبيلة والمعاني الكريمة.

والشهادة ليست لحظة الموت لكنها علاقة ايمانية وطنية بين الفرد والكرامة والرغبة في الأجر والثواب، والحرص على حياة اهله وشعبه. والشهادة معنى كبير يفترض ان يكون لدى كل فرد تجاه وطنه وأمته..

الشهادة والتضحية مكانه رفيعة لا ينالها الا ذو حظ عظيم ..

الشهداء يرون مصلحة أوطانهم وشعوبهم في كل موقع فيه ضمان الخير للناس.

ولعل كل أمة تحرص إلا ان تبحث عن أي وسيلة لتذكر رجالها القادة الشهداء وجميع شهدائها والذين تقدموا كل الصفوف ليقولوا بصدق وبطولة كيف يكون الانتماء، وكيف يقدم الانسان جسده وروحه فداء لوطنه ودفاعا عن حق شعبه بالحياة والأمن

ومع ساعات الفجر الأولى من اليوم الثالث من الشهر الأول في العام الجديد تتجدد ذكرى الشهادة شهادة القادة الأبطال ورفاقهما الكبار بصدقهم ورائحة المسك في دمائهم. التي نحب ان نحييها لأنها تذكرنا بتلك الفئة الصادقة وهذه رسالة أخرى تثبت لنا انهم بداية لكل جديد ولا يبدأ العام الا بأحياء ذكراهم

وهي مناسبة لنتذكر ونذكُر كل شهداء العراق في كل مكان وموسم فداء. نذكرهم لانهم يعمقون معنى الخير والانتماء الصادق عندما يخيل لبعضنا احيانا مما نشاهده من البعض ان الانتماء قد تحول (سعرُ صرفه) من لغة الدم والصدق الى لغات يخترعها البعض، لكن من يقدم دمه وروحه ليس كمن يقدم فاتورة ليأخذ ثمن كل انتماء وهمي.

نحب “الكرامة” لأنها عنوان الإنسان ، تذكرنا دائما ان تراب الوطن وأهله غني بالصادقين، وغني بمن احبوا وطنهم وما زالوا، فمنهم من اكرمه الله بالشهادة ومنهم من يمارسون الكرامة بالعفة ونظافة اليد والحرص على كل قطرة ماء واتقان العمل ومحاربة الفساد.

العزة والكرامة عنوان لكل صدق نمارسه نحو وطننا، وعنوان لكل كلمة حق نحو خطأ نرى فيه خطرا على الناس والبلاد، والكرامة لغة لمن يرى في العراق وطناً يستحق ان يكون الصدق في الانتماء اليه اهم من رضا البعض او غضبهم.

نحب شهداءنا ونعلق صورهم في القلوب قبل الجدران ، ونراهم في أمن اطفالنا وكل خير نحن فيه، ونتمنى ان تكون لغة الشهادة اللغة الرسمية التي نتعامل بها مع وطننا. فالشهيد يعطي ولا ينتظر من البشر اجراً ،ولا علاقة للشهادة لمن يأخذ كل الاثمان مقابل ان يتحدث عن العطاء...

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك