المقالات

وتمرُّ الأعوام مع الأقدار..


كوثر العزاوي ||

 

سنةٌ أخرى مرّت بحلوها ومرّها، بدموع وابتسامات، وآلام وآمال، ودَّعْنا والتقَينا، بكينا وضحِكنا، سنة تصرَّمت وانطوت صفحاتها لتبقى في أرشيف خِزانة اعمالنا بعد أن كشفت الغطاء ببراعة ووضوح عن تناقضات الحياة وأضدادها، ومفاجآت الاقدار وملابساتها، حينما رأينا العَتمة والنور، وذقنا الفقدَ والعِوَض، ولَمسنا الكسرَ والجبر، وشعرنا بالارتباك والقوة، وعِشنا وحشة الغياب ورحيل الأحباب، وتذوّقنا مرارة النهايات وسِعة البدايات، وها هو اليوم الثاني من السنة الجديدة وستَليهِ ليالٍ أخرى وأيام وستنقضي عند التمام، والله وحده العالِم كيف ستكون خريطة سَنَتنا هذه!! ولكن لابدّ من الإعداد والاستعداد لوضعِ خطةٍ كي نبدأ من جديد فنحصي عدد العثرات لنجتنبها، ونستحضر موارد الإرتقاء لنحافظ عليها، وكم بلغ عدد الكبوات لنستفيد منها، ثم نبحث عن مواطن الغفلة والسقطات لنستبدلها وعيًا ويقظة! وحينئذ يكون المنطلَقُ لتبدأ سنتنا بوضوح الهدف وتعيين الغاية وبعدَ إيصاد كل بابٍ للشيطان مااستطعنا إلى ذلك سبيلا، ثم إقفال كل نافذة للرياح الصفراء التي عَصَفَنا حفيفها ونالَ منّا هوجاءها! وأن يكون التقرّب أكثر من الله، والمقصد صاحِبَ الزَّمان والبحث عنه، ووضع كلّ ممتلكاتنا الفكرية والروحية والعاطفية بين يديه ورهن إشارته وتحت إمرته وخدمته، ثم لاتلبث حتى تنتهي السنة والسنين تباعًا، فهي الصفحة التي أضفناها لكتابنا الذي سيتم نشره ذات يوم في شريط الحقيقة!! وتَمرّ الأيام مُرورًا سريعًا، نَرَاها تَمضي بِتتابُعٍ سريع، وهي تغادرنا بلَمح البَصر!! ومَا قِصَرُها ومرورها إلّا من رَصيد أعمَارنا فِي دنيا كل شيء أصبح فيها سَأَم مخيف، ثم لامؤنس إلّا الأمل، ولاعزاء إلّا ما ننتظرُ من وعدٍ جميل وهو على أبواب الزمان ينتظِر والأمر كله لله! فنسألُكَ اللّهُمّ خيرَ العمل وحُسنَ الأثر.

 

 

٩جمادي الثاني١٤٤٤هج

٢-١-٢٠٢٣م

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك