المقالات

وصايا (فويسد بن وصولي المتملق) 


محمد شريف أبو ميسم ||

 

يقول العلامة (فويسد بن وصولي المتملق): اذا أردت أن تكون موظفا ناجحا في دوائر الدولة وبمنآى عن المسائلة في مواقع المسؤولية ، فما عليك الا أن تتعلم متى تكتب الهامش العظيم (اجراء اللازم) على الكتب الرسمية والمذكرات الداخلية الذي اكتشفه (ابن روتين البيروقراطي) وطوّره الرجل الغير مناسب في موضع المسؤولية الى (اجراء اللازم وحسب الضوابط).

اذ ان هذا الهامش العظيم - الذي تحيل به هذه الكتب على الأدنى منك موقعا في الهرم الاداري في حال ضاقت بك حيل المعرفة في فهم المحتوى وعجزت عن الرد، أو تثاقلت عن الاجابة أو شعرت بالقلق من اتخاذ القرار وتخشى تبعات ما ستقرره، أو تكاسلت لا سامح الله عن العمل- قد يسجل لك الانجاز في حال نجح الموظفون الصغار في تقديم ما يرضي مسؤوليك في العمل لأنك وجهتهم لاجراء اللازم، فيما ستنجو بجلدك في حال حصول خطأ ما وتعرضت للمسائلة الرقابية، لأنك وجهت باجراء اللازم وهذا الخطأ غير لازم بالمطلق.

وبامكانك أيضا أن تحيل أي كتاب أو مذكرة بهامش عظيم آخر يدعى (بحسب العائدية) لهذا التشكيل الاداري أو ذاك لنفس الأسباب، التي قد يكون في مقدمتها القلق الناجم عن احتمال تحمل المسؤولية القانونية، لتنجو بنفسك من المسائلة في أي حال من الأحوال. ولك في هامش (اطلعت) سبيلا آخر للخلاص من تبعات العمل ومقترحات صغار الموظفين التي لا تعني مصالحك بشيء ولا تسمن من رصيدك ومكانتك بين كبار أولياء النعم، ويعد (اطلعت) هامش في غاية الأهمية، لأنه ينجيك أيضا من الخوض في الشكاوى ومشاكل العاملين الخاصة، وتفاصيل العمل التي قد تتسبب لك ضياع متعة (التسخيت) في العمل وصداع المسائلة في حال اتخذت بها قرارا وكان لهذا القرار تداعيات محتملة على موقعك.

وان تقدمت أكثر في مواقع الهرم الوظيفي ، وخشيت على موقعك من المصادرة ، فعليك أن ترضي رؤسائك وأولياء النعم بالمزيد من الهوامش التي يتقدمها هامش (عاجل وعلى الفور) لاثبات أهمية هوامش رؤسائك وأهمية ما يرد من مكاتبهم ومكاتب المؤسسات ذات القرار الذي قد يهدد منصبك الوظيفي.

وعليك أيضا بمزيد من هوامش تشكيل اللجان داخل المؤسسة التي تديرها، فوجود هذه اللجان على الورق، ينجيك من كل تبعات المسؤولية المناطة اليك، ليضاف الى سلسلة هوامشك ، هامش (عاجل وعلى الفور..تشكل لجنة بعضوية فلان وفلان)، حينها ستكون موظفا بعيدا عن مسائلة الجهات الرقابية واللجان التحقيقية، نزيها لا يشق لك غبار ، تستمتع بامتيازات المنصب، وبتصفح الموبايل والايفادات ويكون اسمك في صدارة من يشار اليهم بوصفهم ملتصقون على الكراسي وليس لهم أي منجز على أرض الواقع ، وبهذا تستطيع القول انك تعمل بصمت وتساهم في  انجاز مصالح الناس وبناء العراق.

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك