المقالات

صفات الشيعة ونصرتهم للمهدي عليه السلام


نصير مزهر الحميداوي ||

 

عندما يطالع الإنسان في سيرة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) يجد أنهم أرادوا من أصحابهم وشيعتهم أن يكونوا أفضل الناس، في المجالات العقائدية، والأخلاقية، والاجتماعية، والسياسية كافة، بحيث يصلون إلى مرتبة يكونون فيها القدوة والمثل الأعلى لغيرهم، وذلك لأنهم ينتمون إلى أفضل الأديان، وينسبون إلى أعظم الرجال، فلا بد أن يكونوا على مستوى هذه النسبة.

أئمة أهل البيت (عليهم السلام) قد تحدثوا كثيراً عن صفات شيعتهم، وكان العلماء السابقون (قدس سرهم) يهتمون بتأليف الكتب حول موضوع صفات الشيعة، وذلك من أجل أن يشخّصوا معالم شخصية الشيعي، ليكون المثال الذي يقتدى به، حيث وردت نصوص عديدة عن أهل البيت (عليهم السلام) تتحدث عن صفات هؤلاء الشيعة ومن النصوص التي وردت عن النبي (صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين) وأهل البيت (عليهم السلام) التأكيد على توفر خصوصية التقوى والورع في هؤلاء الشيعة، و من تلك النصوص المهمةسليمان بن مهران قال: دخلت علىالصادق وعنده نفر من الشيعة فسمعته وهو يقول: معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا قولوا للناس حسنا، واحفظوا ألسنتكم، وكفوها عن الفضول وقبيح القول (بحار الأنوار ج٦٨ ص٣١٠)

كتاب صفات الشيعة للصدوق رحمه الله بسند صحيح عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنه قال: من عادى شيعتنا فقد عادانا، ومن وال شيعتنا فقد والانا، لأنهم خلقوا من طينتنا، من أحبهم فهو منا، ومن أبغضهم فليس منا، شيعتنا ينظرون بنور الله، ويتقلبون في رحمة الله، ويفوزون بكرامة الله، ما من أحد من شيعتنا يمرض إلا مرضنا لمرضه، ولا اغتم إلا اغتممنا لغمه، ولا فرح إلا فرحنا لفرحه، ولا يغيب عنا أحد من شيعتنا أين كان من شرق الأرض وغربها، ومن ترك من شيعتنا دينا فهو علينا، ومن ترك منهم مالا فهو لورثته، شيعتنا الذين يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويحجون البيت الحرام، ويصومون شهر رمضان، ويوالون أهل البيت، ويتبرأون من أعدائهم، أولئك أهل الايمان والتقى، وأهل الورع والتقوى، من رد عليهم فقد رد على الله، ومن طعن عليهم فقد طعن على الله، لأنهم عباد الله حقا وأولياؤه صدقا، والله أن أحدهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر، فيشفعه الله فيهم بكرامته على الله.

الشيخ الصدوق عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) قاعدا في بيته، إذ قرع قوم عليه الباب، فقال يا جارية أنظري من في الباب؟ فقالت قوم من شيعتك، فوثب عجلا حتى كاد يقع، فلما فتح الباب ونظر إليهم، رجع وقال كذبوا فأين السمت في الوجوه، أين أثر العبادة، أين سيماء السجود، إنما شيعتنا يعرفون بعبادتهم، وشعثهم، قد قرحت منهم الآناف، ودثرت الجباه والمساجد، خمص البطون، ذبل الشفاة، قد هيجت العبادة وجوههم، وأخلق سهر الليالي، وقطع الهواجر جثثهم، المسبحون إذا سكت الناس، والمصلون إذا نام الناس، والمحزونون إذا فرح الناس.بحار الانوار ج٦٥ ص١٦٩

ايضا عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : إن الله تبارك وتعالى اطلع على الأرض فاختارنا، واختار لنا شيعة ينصروننا، ويفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا، أولئك منا وإلينا.

وقال الصادق (عليه السلام) رحم الله شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا، وعجنوا بماء ولايتنا، يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا.

شجرة طوبى  ج ١ - الصفحة ٣

قال الباقر (عليه السلام) يا أبا المقدام. إنما شيعة علي (عليه السلام) الشاحبون الناحلون الذابلون، ذابلة شفاههم، خميصة بطونهم، متغيّرة ألوانهم، مصفرة وجوههم، إذا جنهم الليل اتخذوا الأرض فراشاً، واستقبلوا الأرض بجباههم، كثيرٌ سجودهم، كثيرةٌ دموعهم، كثيرٌ دعاؤهم، كثيرٌ بكاؤهم، يفرح الناس وهم محزونون. صفات الشيعة للصدوق ص١٠

كانت الشيعة قلة قليلة على مر العصور، والمراحل التاريخية التي واكبت الائمة المعصومين (عليهم السلام) والشيعة هم الغرباء الذين وصفهم رسول الله(صلوات ربي عليه وآله) الذين سيكونون في آخر الزمان، قال رسول الله صلوات ربي عليه وآله (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء من أمتي) وهؤلاء الغرباء هم الذين سينصرون الإمام المهدي (عليه السلام) وينشرون العدل في أرجاء المعمورة، فبهم تكتمل العدة الموصوفة التي يتوقف عليها أمر الله عز وجل في تكوين دولة العدل الالهي، فيصل الشيعة الى العدد المطلوب في نصرة الإمام المهدي (عليه السلام) روي عن أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون، ولكن شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه، ولا شحناؤه بدنه، ولا يمدح بنا معلنا، ولا يخاصم بنا قاليا، ولا يجالس لنا عائبا، ولا يحدث لنا ثالبا، ولا يحب لنا مبغضا، ولا يبغض لنا محبا، فقلت: فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون؟

فقال: فيهم التمييز، وفيهم التمحيص، وفيهم التبديل، يأتي عليهم سنون تفنيهم، وسيف يقتلهم، واختلاف يبددهم، إنما شيعتنا من لا يهر هرير الكلب، ولا يطمع طمع الغراب، ولا يسأل الناس بكفه وإن مات جوعا،

قلت: جعلت فداك، فأين أطلب هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة؟

فقال: اطلبهم في أطراف الأرض، أولئك الخفيض عيشهم، المنتقلة دارهم، الذين إن شهدوا لم يعرفوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن مرضوا لم يعادوا، وإن خطبوا لم يزوجوا، وإن ماتوا لم يشهدوا، أولئك الذين في أموالهم يتواسون، وفي قبورهم يتزاورون، ولا تختلف أهواؤهم وإن اختلفت بهم البلدان. الغيبة للنعماني ص209

الشيعة الموالون يواسون إخوانهم في الدين، مهما لحق بهم من ظلم وألم، ويعتبرون الآخرين شركاء لهم في حياتهم، وأموالهم، فإذا احتاج إليهم شخص بادروا إلى رفع حاجته، وهم أوفياء لإخوانهم يحترمون حقوقهم، حتى إنهم لا ينسونهم بعد الممات، بل يواظبون على زيارة قبورهم، لا يختلفون، هدفهم رضا الله عندما يجتمع الشيعة بعضهم ببعض، يتفاهمون بشكل كامل، حتّى لو كانوا ينتمون إلى أماكن وأعراق متعددة، لا يختلفون في أفكارهم وأهدافهم، لأنّ هدفهم رضا الله، لذلك يأخذ بعضهم بأيدي بعضهم الآخر، للوصول إلى الهدف المنشود، وبالتالي لا يخدعون بعضهم بعضا، أما المنافقون أصحاب الأهداف والمصالح الدنيوية، فيخدعون بعضهم بعضا في الباطن والفكر، حتى لو كانوا موحدين في الظاهر، لأنهم يعتبرون الآخرين ينافسونهم على المصالح، المنافق لا يهتم لخداع الآخر وسوء الاستفادة منه بهدف الوصول إلى أهدافه العبثية والباطلة، ولا يمتنعون عن كل عمل يؤدي إلى المزيد من المنافع والمصالح.

 

 

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك