المقالات

كوكب الأرض يبحث عن منقذ من الفساد /1


علي الخالدي ||

 

      قال تعالى (وما خلقتُ الجنَ والإنسَ إلا ليعبدون ) سورة الذاريات الآية ٥٦، من الآية الكريمة يتضح ان الله سبحانه وتعالى خص خليقته بالعبادة والإصلاح, ويعتبر كلفة وجودهم امنين، واكد هذا المطلب بحصره بالاداة (إلا) وحرف (اللام) ، ولم يحملوا اي شأن  آخر على متن الأرض.

    وعلى العكس من ذلك فإن الأرض تشهد التدمير والتخريب منذ قيامها، من قبل مختلف الكائنات المتصارعة، والامم التي امتطتها باجناسها المتنوعة من قوم إلى قوم، إلى أن بعث الله سبحانه وتعالى ابو الانبياء آدم "على نبينا وآله وعليه السلام " ليعيد التوازن على سطح الأرض بين الخليقة، ويصد تقدم عجلة الشر على متن البرية، التي أخذت تملا الارض خرابا وتسفك فيها الدماء، ولكن  لم يفلح في مهمته فاتبعه الله تعالى بمئة واربع وعشرين  الف نبي، مع ان الفساد والإفساد في تلك الأزمنة لم يكن عالمي، بل يمكن وصفه مناطقي من بعض اطراف الأرض، وخاص بجزيرة واحدة مثلا، ومع كل هذا وذاك من نبي ومرسل ,من مصلح الى مصلح ، ومن مقتول ومذبوح ومصلوب ومحرق ومغرق، ومن حادثة قتل هابيل  لم تتوقف شرع سفن الاصلاح، واستمر الصراع مع رؤوس الشر التي ما تزال يانعة باجنحة  التدمير، تغوص في أعماق الأرض تارة وأخرى تحلق في سمائها، مستأنسة بحبس العبودية وطمر  العدالة، ومع قدوم نبي الرحمة محمد"صلوات الله وسلامه عليه" انطلق مشروع الاصلاح الاعظم, فاصبحت تكلفة عمران الأرض باهضة، من حيث التضحية الجسدية والمادية, فهي للعالم كله وليس لارض خاصة, وكلما كان المشروع اكبر كانت ضرائبه اكبر، ودليل ذلك قوله تعالى(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ) سورة الروم الآية ٤١.

   إستنادا لما سلف فان اصلاح الارض اصبح  مسؤولية امة الاسلام, وهو تكليفها الشرعي, اسوة بنبيها وتضحيته العظمى في سبيل انقاذ الارض, يبدأ بالمسلمين انفسهم وينبعث منهم الى العالم, تحت قيادة مشروطة بالبصيرة الالهية  قدوتها المعصوم وليس هوى النفس.

  لكن يبقى التساؤل هل هذا الفساد جديد على البشر، حتى نقول انه ظهر، مثال ما يسمى بالشذوذ الجنسي والمعروف اي" باللواط" وهو موجود في الأرض منذ آلاف السنين، كذلك خروج النساء شبه عاريات وهو موجود أيضاً قديم ووصفه القرآن الكريم ب(تبرج الجاهلية الأولى ) سورة الأحزاب الآية ٣3، ولبيان الاسألة وفهم اكثر من غاية البحث, يمكن متابعة ذلك في المقال القادم.

 

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك