المقالات

البعث هو الدولة العميقة


اياد حمزة الزاملي

هناك مصطلح في القاموس العسكري يسمى القفزة الفنية (Technical jump) وهي استراتيجية أسسها الاتحاد السوفيتي السابق لوصول انصاره و اتباعه الى السلطة عن طريق الانقلاب العسكري اختصارًا للزمن و لسهولة الوصول للسلطة

تبنى حزب البعث هذه الاستراتيجية العسكرية و السياسية في الوصول للحكم في العراق في انقلاب ٨ شباط الأسود عام ١٩٦٣ و الذي أطاح بحكم الزعيم الوطني الراحل عبد الكريم قاسم رحمه الله و بفتوى غبية و قاصرة سياسيًا الى أبعد الحدود و مرجعية النجف الاشرف معذورة في ذلك فهي لم تقرأ كتاب واحد في السياسة و إنما حصرت عقلها في الفقه و التشريع فقط على عكس مرجعية قم المقدسة (عش آل محمد) و التي تمتلك رؤيا و استراتيجية نافذة البصيرة بعيدة المدى تخترق الزمن الى عشرات بل مئات السنين و كأن الواقع منكشف لها و خير دليل على ذلك المشروع الخميني العظيم الذي أقام جمهورية عظمى مترامية الأطراف ترعب الشرق و الغرب و دولة التمهيد للمشروع المهدوي الاعظم

جاء حزب البعث و جاء معه الطاعون الأسود بعد ان ثبت اقدامه العفنة في السلطة حيث دمر العراق و شعبه و حرق الاخضر و اليابس و دمر الحرث و النسل

اما شيعة العراق فكانت حصتهم من القتل و الدمار الحصة الأكبر فقتل و اعدم اكثر من مليون شيعي و خلف ورائه اكثر من ٨٠٠ مقبرة جماعية

و قام حزب البعث المجرم بشن حرب ظالمة على الجمهورية الاسلامية المباركة في ايران دامت لأكثر من ثمان سنوات و بأوامر من اسياده الامريكان و الصهاينة و عربان الخليج حصدت أرواح اكثر من مليون قتيل من الشعب العراقي و دمرت الاقتصاد العراقي بعد ان كان العراق من أغنى دول الشرق الاوسط و يحتل المرتبة الأولى في السبعينات اصبح في الثمانينات و التسعينات من افقر دول الشرق الاوسط و ذلك كله بسبب حماقات و غباء القائد الضرورة صدام المقبور

و للأمانة و للتاريخ فإن الحرب التي شنها المقبور صدام على الجمهورية الاسلامية المباركة في ايران لأن ايران شيعية هذا هو ذنبها الكبير الذي لا يغتغر و لو كانت ايران سنية لأصبحت الحمل الوديع و ام الحرية و الديمقراطية

فهذه تركيا تحتل قسم كبير من شمال العراق و قسم كبير من سوريا و تتدخل في ليبيا و تدعم الميليشيات الإرهابية في ليبيا فلا احد يتكلم عنها بكلمة واحدة لماذا ؟!

الجواب بسيط جدًا لانها دولة سنية هذه الحقيقة بلا مجاملة و بلا رتوش

الم يسب مولانا امير المؤمنين و سيد الاوصياء و المرسلين الامام علي (صلوات الله عليه) اكثر من ثمانين عامًا من على منابر المسلمين ؟!

اما زال لحد الآن يُقتل شيعته و محبيه بفتاوى تصدر من على منابر مكة المكرمة ؟!

اليوم في العراق الجديد البعث هو الدولة العميقة و هي التي تحكم العراق بصورة فعلية و سوف أثبت بالادلة الثبوتية هذه الحقيقة و هو غيض من فيض ولو أردت إثبات كل الحقائق فسوف احتاج الى عشرات بل مئات من الصفحات لإثبات ذلك

حزب تقدم الذي يرأسه الرفيق المناضل محمد الحلبوسي رئيس البرلمان الحالي لدورتين متتاليتين هو في حقيقته الوجه الخفي لحزب البعث الحقيقي و الذي يدار من قبل كبار قيادات حزب البعث في الأردن و الإمارات

٥٠٪ من كبار قيادات الاحزاب و التيارات الشيعية من كبار حزب البعث

عمائم كبيرة تظهر في الفضائيات تمدح و تمجد علنًا حزب البعث و المقبور صدام و صدق مولانا الامام جعفر الصادق (صلوات الله عليه) عندما وصفهم (العباسيون الجدد) الذين سيظهرون في اخر الزمان كما جاء في كتاب (الغيبة) لشيخنا الجليل النعماني و كتاب (كمال الدين و تمام النعمة) لشيخنا الجليل الصدوق

كبار قيادات تنظيم داعش الارهابي هم من الصف الاول لضباط الحرس الجمهوري و فدائيوا صدام

ما يسمى (ثورة تشرين) ما هي في حقيقتها الا صفحة سوداء من صفحات البعث الأسود و تدار من الاردن و الإمارات و اسرائيل

هل تعلم أن هناك اكثر من ألفين و ٥٠٠ داعشي قتلوا في عمليات تحرير العراق يأخذون رواتب شهداء من الحكومة العراقية

و هل تعلم أن هناك أحد أحفاد المراجع المشهورين عالميًا على مستوى المرجعية في النجف الاشرف يقول و بكل وقاحة و سوء ادب و على إحدى الفضائيات ( بأن هناك رأي كبير و محترم في الحوزة العلمية في النجف الاشرف يقول بان الدواعش ليسوا نواصب و لا يجب مقاتلتهم و إنما هم ضالين جهلة و يجب هدايتهم) ؟!

و انا بدوري انصح هذا الحفيد (الحلو الحباب) ان ينزع عمامته السوداء و يلبس عمامة زيتونية و يكتب عليها عبارة (وحدة حرية اشتراكية) فهذا افضل له و لنا

حقيقة الحكم اليوم في العراق هي كالآتي ٥٠٪ لحزب البعث و ٢٥٪ للشيعة و ٢٥٪ للاكراد هذه هي الحقيقة من الاخر و بلا مجاملة و بلا رتوش شاء من شاء و ابى من ابى

و هناك من الحقائق التي نعرفها يجب أن لا نذكرها خوفًا على عقيدة التشيع العظيم (و ما خفي كان اعظم)

و صدقت الحكمة التي تقول (إن كنت لا تدري فتلك مصيبة و إن كنت تدري فالمصيبة اعظم)

سيبقى التشيع العظيم باقيًا و محفوظًا بالعناية الالهية و الامدادات الغيبية لمولانا و زعيمنا العظيم صاحب الزمان الامام المهدي (صلوات الله عليه و سلامه ) رغمًا على أنف البعثيين و النواصب و العباسيين الجدد (تزول شمس الدنيا و شمس أمامنا لن تزول)

قال تعالى ((وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)) صدق الله العلي العظيم

و العاقبة للمتقين....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك