المقالات

هل تستطيع القبض على جمرة..؟!


نافع الركابي ||

 

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله (يأتي على الناس زمان الصابر منهم على دينه كالقابض على الجمر) طالما تم تداول هذا الحديث في العصر الحاضر، وهذا يكشف مدى تأثر الناس بالذنوب والمعاصي، والحرب التي  يخوضها المؤمنون مع النفس والشياطين.

مع اقترابنا من الظهور الشريف، تضيق الحلقة وتشتد البلاءات، ويميز الناس، ولا تدع الفتن بيت الا دخلته، حيث لايخفى على أي شخص هذا الحال الذي نعيشه، ومن يرى عكس ذلك فأنه في غفلة وتيه، روى عن رسول الله (ص) قوله (كيف بكم بزمان يوشك أن يأتي، يغربل الناس فيه غربلة، وتبقى فيه حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا وكانوا هكذا ـ وشبك بين اصابعه ـ قالوا: كيف بنا يا رسول الله إذا كان ذلك؟ قال تأخذون ما تعرفون وتدعون ما تنكرون وتقبلون على أمر خاصتكم وتذرون أمر عامتكم) مسند ابو داوود 1/123.

في ظل التقدم التكنولوجي الذي نعيشه، وانشاء مواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" اذا نظرنا له من زاوية معينة، فإنه يحمل ايجابيات كبيرة، يستفاد منها في الكثير من نواحي الحياة، اما اذا نظرنا من زاوية أخرى، فإنها تعد من أكبر وسائل الاغواء والاغراء، والتشيع على الذنوب واختلاط الجنسين، ولما هذا الاختلاط من آثار مدمرة على الانسان المسلم، فأصبح بمجرد أن يتم الضغط على شاشة الجهاز، يظهر لك العالم كله في هذه القطعة الصغير، وهذا الشيء يحفز مخيلة الإنسان المسلم، ويجعله يبحث عن أشياء جديدة وثقافات مختلفة حول العالم، تسهل له عمل المعصية الا ما رحم ربي.

الخطر الأكبر الذي يداهم مجتمعاتنا، هو تشجيع الأطفال على امتلاك هذه الاجهزة، فبمجرد أن يعي الطفل يتم تسليمه جهاز لوحي، وجعله يغوص بمفرده في هذا العالم الافتراضي، يصبح هدفا سهلا للأجندة الخارجية، التي تريد تكريس ثقافاتها الشاذة، والهمجية، والمخالفة للفطرة الاسلامية والانسانية، حيث ينمو هذا الانحراف مع الاطفال الى ان يكبروا، وهنا يكون من الصعب السيطرة عليهم، وهذه هي غاية الحرب الناعمة، التي تضاهي القنابل النووية.

عموما ان القبض على جمرة ملتهبة، هو أمر في غاية الصعوبة، وذكر الرسول صلى الله عليه وآله لهذا المصطلح، تدل على نظرة مستقبلية للنبي عن اخر الزمان، ومدى صعوبة البلاءات فيه، فهل نظرنا إلى أنفسنا وعرفنا في أي جهة نحن من هذا الحديث، وهل حقا نستطيع القبض على الجمرة اليوم، ونكون من الثلة الناجية التي ستصاحب امام زمانها عند خروجه، والقضاء على كل مظاهر الفساد والطغيان.

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك