المقالات

دولة الفقيه الممهدة لدولة المهدي (عليه السلام) 


نور الدراجي ||

 

مائة وأربع وعشرون نبي، كلهم أرادوا تهذيب المجتمعات التي ارسلوا لها، لكن هذه المجتمعات كانت مقصرة في بلوغ ما يريده الانبياء والمرسلين (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران ٨٥.

( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) آل عمران ١٩.

ثم جاء بعد ذلك دور النبي الخاتم محمد ( صلى الله عليه واله وسلم) ثم المعصومين (عليهم السلام) تباعاً، وكذلك تم رفضهم ورفض رسائلهم فضلاً عن محاربتهم وقتلهم، الا القليل من أمن بهم وصبروا معهم، حتى جاء دور الإمام الثاني عشر صاحب العصر والزمان ( أرواحنا لتراب مقدمه الفداء )

اقتضت الحكمة الالهية في التدخل في امر غيبة الامام المهدي ( عجل الله فرجه الشريف) التي لولا لم تكن هذه الغيبة، لكان الإمام مقتولا ذبيحا كجده  الإمام الحسين( عليه السلام) فكانت غيبةٌ صغرى فكبرى وامامنا الغائب يشرف من خلالها على تهيئة مجتمع رسالي ثوري مقاوم وممانع مجاهد ضد الظلم والطغيان.

وقد تحقق هذا المجتمع المراد تهذيبه وتهيئتهُ، وهو المجتمع الذي جاء بعد الثورة الخمينية المباركة عام ١٩٧٩م ذات الوجود الواقعي للإسلام المحمدي الحسيني الأصيل المقاوم والممهد لدولة العدل الالهي الموعودة، مجتمع  يحمل هم الدفاع عن قيم الإسلام العليا ومبادئ الإسلام الأصيل دون تزييف وتحريف.

من هنا لا بدّ ان نرجع إلى منطق روايات أهل بيت العصمة والاحاديث الشريفة التي وردت في قم المقدسة ووصف المعصومين لها وما هو دورها في آخر الزمان عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنّه قال:«سَتَخْلُو كُوفَةُ (الكُوفَة) مِن المُؤْمِنينَ، وَيَأْرِزُ عَنْها العِلْمُ كَمَا تَأْرِزُ الحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا، ثُمَّ يَظْهَرُ العِلْمُ بِبَلْدَةٍ يُقَالُ لَها قُم، وَتَصِيرُ مَعْدِناً للعِلْمِ وَالفَضْلِ حَتَّى لا يَبْقَى فِي الأَرْضِ مُسْتَضْعَفٌ فِي الدِّينِ حَتَّى المُخَدَّرَاتِ فِي الحِجَالِ، وَذَلِكَ عِنْدَ قُرْبِ ظُهُورِ قَائِمِنا، فَيَجْعَلُ اللهُ قُمَ وَأَهْلَهُ قَائِمينَ مَقامَ الحُجَّة، وَلَوْلا ذَلِكَ لَسَاخَتِ الأَرض بِأَهْلِها وَلَمْ يَبْقَ فِي الأَرْضِ حُجَّةٌ، فَيَفِيضُ العِلْمُ مِنْهُ إِلَى سَائِرِ البِلادِ فِي المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، فَتَتِمُّ حُجَّةُ اللهِ عَلَى الخَلْقِ حَتَّى لا يَبْقَى أَحَدٌ عَلَى الأَرْضِ لَمْ يَبْلُغْ إِلَيْهِ الدِّينُ وَالعِلْمُ، ثُمَّ يَظْهَرُ القَائِمُ (عليه السلام) وَيَسِيرُ (وَيَصيرُ) سَبَباً لِنقْمَةِ اللهِ وَسَخَطِهِ عَلَى العِبَادِ، لأَنَّ اللهَ لا يَنْتَقِمُ مِن العِبَادِ إِلّا بَعْدَ إِنْكَارِهِمْ حُجَّةً».

سفينة البحار: ج ٢ ص٤٤٥.

 ولك، إن تطبق هذه الرواية على ما عليه دولة فقيه خراسان اليوم، لتعرف الحق واهله، وأين نحن سائرون وكيف هو استعدادانا وحجم النصرة لهذه الدولة المباركة؟ الممهدة لدولة العدل الالهي العالمية.

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك