المقالات

رسالة عاجلة الى السيد رئيس الوزراء


الدكتور ناظم الربيعي ||

 

لا يخفى على أحد  الدور المهم والحيوي لعمل الأجهزة الأمنية والأستخبارية في متابعة المطلوبين للقضاء  سواء كانوا من الخلايا النائمة من التنظيمات الأرهابية أو من المطلوبين للقضاء ممن صدرت بحقهم أحكام غيابية من خلال تفعيل الجهد الاستخباري ونظم المعلومات الأمنية   بغية تطبيق القانون بحقهم  عبر  قاعدة بيانات مؤرشفة  إلكترونيًا تضم كل أسماء المطلوبين والمثبتة أسماءهم في كل المنافذ الحدودية والمطارات والموانئ العراقية 

وهذا لعمري هو عين الصواب وواجب وطني وأمني مقدس تقوم به الأجهزة الأمنية بمختلف مسمياتها 

لكن ما يعاب على هذا النظام هو عدم تحديث قاعدة البيانات المثبتة في الحاسبة المركزية لتلك الأجهزة لأسماء المطلوبين للقضاء أو للأجهزة الأمنية  مما أدى الى تضرر الكثير من المواطنين  الأبرياء ووقع حيف كبير وظلم أكبر عليهم  لوجود تشابه  لأسماءهم الثلاثية مع أسماء بعض المطلوبين قضائيًا وأمنيًا   وهذا الأمر مؤشر ومعروف لدى كل الأجهزة الأمنية لكن لم تتم معالجته لحد  الآن

مما جعل الكثير من الأبرياء يتعرضون للتحقيق لمجرد تشابه أسماءهم الثلاثية مع أسماء مطلوبين للقضاء أو للأجهزة الأمنية وقد تمتد فترة بقائهم  في السجون ( كمتهمين على على ذمة التحقيق) لمدة تزيد عن سنة أو اكثر   دون وجود أي حكم قضائي بحقهم صادر من محكمة  مختصة لحين التأكد من المعلومات  الحقيقية عنهم  غير الموجودة في الحاسبة المركزية

وهناك حوادث كثيرة  حصلت بهذا الخصوص لبعض الاشخاص وحتى  لبعض الشهداء حرمت عوائلهم  من حقوقهم المدنية والمالية التي كفلها  الدستور العراقي وكذلك قانون  ضحايا الأرهاب  المرقم 20 لسنة 2009

وسأذكر على سبيل المثال لا الحصر حادثة حصلت لإحدى عوائل الشهداء والذي إستشهد  أحد أبناءها نتيجة حادث  تفجير أرهابي جبان حصل قرب ساحة عدن  راح ضحيته العديد من الشهداء والجرحى وعند مراجعة ذوي الشهيد للحصول على حقوقهم لم يتم ترويج المعاملة لعائلته وذلك لوجود تشابه أسمه مع أحد   المطلوبين للقضاء وفق المادة 4 أرهاب وبعد مراجعات عديدة أستمرت ثلاثة عشر سنة!!!

تم بعدها ترويج معاملة حقوق عائلته التي كفلها القانون بعد التأكد من كون الشهيد ليس أرهابيا؟!

ومثال آخر على ظلم الناس نتيجة تشابه الأسماء ما حدث لأحد المهندسين الذي كان يعمل في إحدى شركات القطاع الخاص  والتي حصلت على فرصة أستثمارية في أحد  المواقع  في بغداد حيث تم منعه من الدخول الى الموقع  وبالتالي الأستغناء عن خدماته لمدة ستة اشهر بحجة وجود تشابه لأسمه الثلاثي  مع أحد   المطلوبين للقضاء  وبعد  تدخل المستثمر وجلب مستمسكات والديه وبطاقة السكن ومستمسكاته الثبوتيه تم رفع كتاب الى الجهات المختصة  للتأكد من كونه غير الشخص  المعني أستغرقت معاملة رفع تشابه إسمه  ستة اشهر كاملة بعدها  تم بعدها إعادته الى العمل

فكيف حال المواطنيين الآخرين الذين  يتم إنزالهم من السيارات في السيطرات المنتشرة في عموم العراق وإخضاعهم للتحقيق  لفترات لا يعلمها الا الله يتعرضون خلالها  للابتزاز  والمعاملة السيئة مع علم تلك الجهات ببرائتهم  

رسالتي الى السيد رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني والسادة وزراء الدفاع والداخلية ورئيس جهاز  المخابرات الوطني ورئيس جهاز  ألأمن الوطني ومدير  الأستخبارات العامة وكل الأجهزة الأمنية  المعنية  بأن يتم  تحديث معلومات الحاسبة المركزية المعنية بمتابعة أسماء المطلوبين  كل ثلاثة  أشهر على الأقل لتحقيق العدالة وعدم زج الناس الأبرياء في السجون أو التحقيق معهم دون ذنب يذكر لمجرد وجود تشابه الأسماء  مع أسماء مطلوبين آخرين للعدالة فلو كانت المعلومات في الحاسبة كاملة ولاتقتصر على الاسم الثلاثي كأسم الجد الرابع والأم  والتولد واللقب والمهنة  ومنطقة السكن  وغير ذلك من المعلومات المطلوبة لما تعرض  الكثير  من المواطنين لهذه الاجراءات التعسفية والحيف  الكبير والظلم الأكبر عندما يتم استبعاد أسماءهم من الوظائف التي تقدموا اليها أو  حرمان عوائلهم  من الحقوق التقاعديه أن كانوا من الشهداء او تعرضهم للتحقيق بدون أوامر  قضائية

أتمنى مخلصًا أن نرى نهاية سريعة وعاجلة لهذا الملف  الشائك والمعقد والذي يسبب الأذى والظلم للناس من خلال  الأسراع  بحسمه وإنهائه بشكل كامل بغية رفع الحيف  والغبن عن الكثير من المواطنين الذين يتعرضون لمثل هذه الحالات لإنها تتكرر يوميًا وفي عموم  العراق ولم نجد لها حلًا جذريًا لحد الآن  وأنهاء هذه المعاناة  التي إستمرت لأكثر من عشرين سنة

من خلال تشكيل لجنة عليا لهذا الغرض تأخذ على عاتقها هذه المهمة

خصوصًا بعد أستقرار الأوضاع  إلامنية

وتفعيل  الحكومة الإلكترونية في الدوائر الأمنية كافة كون ظلم الناس شيئ  لا يغتفر  قال  الله في محكم كتابه  الكريم ( وقفوهم أنهم مسؤولون )

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك