المقالات

المخدرات..آفة تضرب المجتمع العراقي


يونس الكعبي ||

 

تتزايد مشكلة المخدرات في العراق ، وتتفاقم المشكلة يوماً بعد آخر ووصلت الى حدود قياسية ، وتتناقل وسائل الأعلام أخبار شبه يومية عن القبض على تجار مخدرات وشبكات تهريب ومتعاطين لتلك المواد المخدرة ، واعداد المتعاطين تتزايد بصورة كبيرة حتى وصلوا الى الاف لا عشرات الالاف من الشباب ، هذه المشكلة تفاقمت بشكل كبير بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 ، إذ قبل هذا التاريخ كان العراق ممراً لهذه المادة تهرب من والى دول الجوار ، وكانت نسب التعاطي قليلة جداً والقوانين صارمة جداً في مجال المخدرات تصل الى الأعدام.

ولكن بعد الأنفتاح الكبير في المجتمع العراقي وكذلك المشاكل الأجتماعية التي تولدت في هذا المجتمع بعد عام 2003 نتيجة الأحتلال والأرهاب وتقلص سلطة العائلة والمجتمع ، والحرية الأجتماعية الواسعة وكذلك تنامي المشاكل الأجتماعية مثل البطالة والعنوسة والتفكك الأسري ، وأزدياد حالات الطلاق المبكر ، كل هذه المشاكل وغيرها ساعدت على انتشار تعاطي المخدرات في العراق ، وأصبحت الأرقام مخيفة في الكميات المتداولة والمضبوطة داخل العراق الى درجة كبيرة جداً.

وانتشرت للأسف هذه الآفة في المدارس العراقية بين اوساط الشباب في اعمار صغيرة ووصل الأمر الى الشابات في اعمار تحت سن 18 سنة دون أدراك لمخاطر هذه المواد وتعاطيها والآثار المترتبة على ذلك مع غياب تام للأسرة ودورها في توجيه أبنائها.

بعض المقاهي وأماكن تجمع الشباب أصبحت بيئة خصبة لترويج وتعاطي المخدرات ، وغياب السلطات الرقابية عن متابعة هذه الأماكن ومحاسبة المتاجرين بها أعطى الفرصة لتجار المخدرات لتوسيع تجارتهم وزيادة أعداد المتعاطين حتى تتسع القاعدة التي تستهلك هذه المخدرات ، فكلما زاد العدد المتعاطي أنتعشت هذه التجارة وأصبحت الكميات المتداولة كبيرة.

لا ننسى أن هناك مافيات تقف وراء هذه التجارة غير المشروعة والفساد المنتشر في مؤسسات الدولة ساعد على عدم محاسبة هؤلاء التجار والمتعاطين حتى أصبحت هذه الآفة تهدد الأسرة العراقية والأقتصاد العراقي بصورة متوازية.

والملاحظ هو أزدياد الجريمة المنظمة وحالات الاعتداء والسطو في مجتمع لم يكن يعرف مثل هذه الجرائم ، فالمتعاطي يريد الحصول على المخدرات التي أدمن عليها مهما كان الثمن ، ففي حال عدم حصوله على الأموال الكافية سيلجأ الى الجريمة للحصول على هذه الأموال التي تؤمن له المخدرات.

وتعد مادة "الكريستال ميث" الأكثر رواجاً في العراق ، أضافة الى مواد مخدرة أخرى ومؤثرات عقلية بينها الحشيشة والكبتاغون التي يطلق عليها محلياً (0-1) ، إذ يكثر تعاطي تلك المواد بين طبقة الشباب بأعمار بين 17-35 سنة.

وتصل عقوبة تجارة المواد المخدرة أو حيازتها في القانون العراقي الى عقوبة الأعدام ، أما تعاطي تلك المواد فتصل العقوبات الى السجن لفترة من 1-3 سنوات وغرامة مالية لاتقل عن 5 ملايين دينار عراقي ولاتزيد على عشرة ملايين دينار عراقي.

المطلوب من الجميع التكاتف من اجل التخلص من هذه الآفة الخطيرة التي لاتقل عن الارهاب وتفتك بشبابنا وتدمر مستقبل البلد

مكافحة المخدرات مسؤولية الجميع وليس المؤسسة الأمنية فقط ، فهي مهمة وطنية تستوجب اصطفاف الجميع بدون استثناء.

 

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك