المقالات

جَدَثٌ يَنْعى جَسَدَه..


كوثر العزاوي ||

 

أيها الطاعنُ صدرهُ بحربةِ الحقد المتجذّر في صدر الغدر..اَما يكفي تمزيق جسده النحيف بسياط لؤمك كي تُجهز عليه بحربة الخلاص؟!!!

 أيها الجاهليّ الأمويّ..أما تدري أن سياطك وحِرابك هي ذات سياط وحراب آبائك التي مَنَحت سيد الشهداء"عليه السلام" الحياة الخالدة!! ومِنَ الحسين أينعت وأثمرت فرساننا؟!! ألا تعقِل ولاعقل لك، أن فِقهَ الشهادة عندنا أكبر من موت وأعز من قتل!! أمّا أنت ياأخي، أيا نور العين وذكرى النور..خَسِئ قاتِلُك وأنت الفارس الذي استعذبَ الموت على خطى الأكبر يوم كربلاء فكان عندك أحلى من الشهد.. بصمات دمائك في غياهب الحقد الصداميّ، قد أرّخت تاريخ العشق والتضحية على جدران الأبدية.. وحيث أن لكل شيء وزن، إلّا دم الشهيد فهو  بميزان الله!، لأن كفّة الميزان لاتتسع، وذلك لعِظَمِ عطائه..ولايُكال شرف نوره بمكيال يوم القيامة، فالشهداء عند ربهم، لهم أجرهم ونورهم..والوصول إليهِم بقاربِ{ ومنهم مَن قضى نَحبَهُ} في موجٍ يفيض قُراحًا من نَحرِ العطاء على مقاصل الطواغيت!! وسواتر العشق على حدود المرابطة..

للهِ يانار الفقد ماأقدسها! حينما تضحى نورًا رغم أوارها !..ويالجمرة الشوق التواقة للمكوث عند قبرٍ يضم أوصال رفات، لكنما عزّ ذلك! فمكث القلب قانعًا ببلاطة رمزٍ لقبر الشهيد، أضعُ يَديَ عَليها آخذًة مِنهُ شُعلةَ حُبّ وجذوة من ضياء، وإلّا بربك؟! أيّ جسدٍ لايضمّهُ قبر كي يبقى سبيلٌ سلسلٌ يعلّلُ الروح عندما تضغطها الحياة لتتأوَّهُ عنده وسامَ النّور فتحضى ببقية أديم جدثٍ.. لترثَ حسرة أن لا قبر لك ياأخي..فقط غزيرٌ من مطرٍ تهمرها الروح عبر الجفون التائقة.. وعزائي.. أنك هناك في فسحة من نور سرمديّ، بواحةٍ خضراء..وبين الحين والآخر تُطلُّ من عليائكَ مستبشرًا، لتلوّحَ إلينا مؤرِّخًا على بوابة الحياة،

{أنّ من عَشِق الحسين، فإنّ سبيلَهُ الفناء}! وأي فناءٍ يُحيي فيورِث الخلود لغير الشهيد!!

أما نحن العالِقون في هذه الدنيا نرتَشفُ من آثاركم رحيق الوصول، علّنا نحظى بنفثةِ عطرٍ من عبقِ وفائكم، تُذكي أرواحنا وتأخذ بأيدينا!! لتنأى بنا عن فناء ظلمة المادة بعيدًا، فقَد أتعبَنا العيشُ في الدُّنيا مع الأموات!

فطب نفسًا نور العين ورفقائك في الجنان، فأنتم شهداء العشق، قافلة سرّ الوجود.

 

 

٣٠ربيع الأول١٤٤٤هج

٢٧-١٠-٢٠٢٢م

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك