المقالات

برسم السوداني - في التعامل مع الاعلام..الاعلام القائد والاعلام المنقاد


علي عنبر السعدي ||

 

من بداهة القول ، ان اهمية الاعلام باتت تتزايد باستمرار، حيث اصبح من اهم الوسائل التي تتحكم في توجيه الراي العام وطرائق اكتساب الشعوب او نفورها ، وبالتالي التحكم في المسارات والقرارات السياسية لهذا الطرف او ذاك .

ولما كان استخدام الاعلام يتطلب ابتكارا لكل ما هو جديد او متجدد في ظل التنافس الحاد والمتسارع ، وذلك من اجل الوصول الى اقصى حدّ  من لفت الانتباه اولا، ومن ثم تمرير الخطاب المطلوب توجيهه الى الاخرين ، ولما كان اسلوب مهاجمة الخصوم قد بات اسلوبا تقليديا لا يحقق دائما الغاية المتوخاة منه ، كما انه سلاح ذو حدين ، اذ قد يحول مزاج الناس تجاه من تهاجمه والتعاطف معه ، اذا لم يتم اختيار الوقت والمكان المناسبين ، لذا لتكن القاعدة في هذا الجانب تستند الى :

1: " امدح خصمك ثلاثا ، وانتقده  مرة واحدة " .

 ان مدح الخصوم ، طريقة لم يالفها الشعب العراقي كثيرا ، وهي ستمنح المتحدث مصداقية غير مستهلكة بعد، وتظهره بموقع المترفع عن  الصغائر والموضوعي في القول ، مما يكسبه خطابا مميزا سيجد صداه بين الناس ، وعندها سياتي الانتقاد ذا ايحاء وصدقية تحدث التاثير المطلوب ،شرط الابتعاد عن المبالغة ، وان تكون نقطة النقد تحمل : قضية ملموسة وواقعية ، او الكشف عن معلومة دقيقة ، وفي كل حال ، عليها احراج الخصم وارباكه في محاولة دحضها او تبريرها ، على ان يوحي الاسلوب بأن صاحبه يريد الخير العام وانه يتحدث بروحية المواطن لا بدهاء السياسي ، ويتم ذلك من خلال اجادة طرح الحيثيات وقوة الاقناع ، مع مستوى وتيرة الصوت الذي ينبغي ان يبتعد عن الانفعال الطاغي ، او الهدوء المصطنع ، كذلك في المقال المكتوب.

2:بالنسبة لعلاقة العراق بدول الجوار، من المفيد رفع شعار:" لا استعداء ولا استرضاء" وترويجه في الخطاب السياسي والاعلامي ، فهو شعار سهل الاستيعاب والفهم من قبل الناس ، وواضح المعنى لايجازه ودقته، يحدد من خلاله سبل العلاقة المبنية على مصالح العراق اولا ، من دون الدخول في متاهة الاخذ والرد .

3: تجنب المقارنة والمفاضلة المباشرة ، خاصة تلك التي تثير الحساسيات ، وفي كل حال ، ضرورة افساح المجال للناس ان تجري المقارنات بنفسها ، ومن المهم التركيز على ان يجمع الحديث عاملين معا :احترام العقل وملامسة الشعور، فعلى الرغم ان الشعب العراقي مازال منقادا للغيبيات والمعتقدات بشتى انواعها ، الا انه يمتلك كذلك قدرة التمييز والبحث عن المعرفة والسعي نحو الافضل ، لذا ينبغي للمتحدث الايماء اكثر من التصريح المباشر، فمن المريح للانسان شعوره بأنه اكتشف الحقيقة بنفسه وبذكائه ، لذا ليكن الشعار :" اضىء الحقيقة ودع الاخرين يتكفلون بالوصول اليها" اي " وجههم ولا تدفعهم "

4: " انتقد نفسك قبل خصمك" : ففي هذه الحالة تجرد الخصم من سلاح قد يستخدم ضدك، وتحوله لصالحك ، فالناس لا تطلب منك الا تخطىء ، بل الا تكابر على الخطأ ، واعترافك بذلك سيمنحك ثقة والتفافا ومشاركة ، كذلك الجا الى " التفسير دون التبرير" وليكن الفارق بينهما حاسما في كلامك بحيث يتعوده الاخرون ، وبالتالي يصبح حديثك اكثر اقناعا وجدوى ، وليكن الشرح موجزا ودقيقا بما يتطلبه الامر المطروح وحسب.

5: فكر كمواطن وتصرف كقائد : القائد النخبوي ، المتعالي ، تلك هي المواصفات التي تعود عليها المواطن العراقي ، ولان العراق لم يشهد ظهور قائد يمنحه الشعب ثقته الخالصة ، ولكي يحصل من يريد القيادة على كاريزما حب الشعب ، من المفيد ان يتبع الشعار أعلاه .

ان التفكير بعقلية المواطن ، سيمكنك من الدخول الى معرفته وماهية تفكيره ، وايجاد انسب الوسائل لمخاطبته ، لكن " لا تلغ حدودا ولا تكثر وعودا" ، الغاء الحدود يفقدك الهيبة ، والاكثار من الوعود يفقدك الثقة بك ، لذا  لتكن الحدود محسوسة  لا مرئية ، والوعود ممكنة لا هلامية .

الحديث عن الاعلام ، يرافقه دائما حديث الحرية ، اذ ان الحرية هي صنو الاعلام وملهمته ، بل هي صنو الكينوينة الانسانية ذاتها ، و حديث الحرية مرير بتشعباته وما يتبعه من حديث عن الانسان وحقوقه في عصر يلهث باتجاهات غامضة السمات .

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك